تقرير أميركي: بايدن يواجه أقسى معارضة بشأن الذخائر العنقودية
موقع "Responsible Statecraft" الأميركي يتحدّث عن مواجهة الرئيس جو بايدن معارضة قاسية من حزبه الذي كان حتى الآن موحداً إلى حدٍ كبير بشأن تسليح أوكرانيا.
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي، في مقال نُشر اليوم الاثنين، أنّ قرار إدارة بايدن بالموافقة على نقل الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا قُوبل بمعارضة كبيرة من المشرعين الديمقراطيين وخبراء الحد من الأسلحة وجماعات حقوق الإنسان والعديد من الحلفاء الأوروبيين.
وقال المقال: "بينما دافع بايدن عما سماه "قراراً صعباً" لتزويد أوكرانيا بذخيرة إضافية لهجومها المضاد المستمر، فإنّ حجج الإدارة الداعمة لإرسال هذه الأسلحة العشوائية لم تتوافق مع أعضاء حزب بايدن والمؤيدين الرئيسيين للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم تسليح أوكرانيا".
خطوة الرئيس الأميركي تضعه على خلاف مع قيود الكونغرس على تصدير الذخائر العنقودية، بحسب الموقع. ووفقاً للقانون، يحظر على الولايات المتحدة توفير هذه الأسلحة لحكومات أخرى إذا كان معدل فشلها أعلى من 1%. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، من المعروف أنّ معدل فشل الذخائر العنقودية التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا يبلغ 14% وأكثر .
وقد عارض العديد من الديمقراطيين في الكونغرس قرار بايدن، وتم إدخال تعديل على قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) لوقف النقل، بحسب الموقع.
وأصدر 19 من التقدميين في مجلس النواب بياناً مشتركاً هاجموا فيه القرار: "إعلان البيت الأبيض يتعارض مع قيود الكونغرس على نقل هذه الأسلحة". وقالت النائبة بيتي ماكولوم العضو البارز في اللجنة الفرعية لمخصصات الدفاع: "قرار إدارة بايدن بنقل الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا غير ضروري وخطأ فادح".
وحظيت إدارة بايدن بدعم واسع لسياستها في أوكرانيا بين الديمقراطيين في الكونغرس، لكن هذا القرار خلق الصدع الأكثر أهمية، وربما ضرراً حتى الآن. وكشف قرار الرئيس بنقل الذخائر العنقودية عن خلاف مع بعض الحلفاء الأوروبيين الرئيسيين عشية قمة "الناتو" في فيلنيوس. وقد سارعت الحكومات الألمانية والإسبانية والبريطانية إلى معارضة الخطوة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، "البنتاغون"، الجمعة، أنّها ستزوّد أوكرانيا بحزمة جديدة من المساعدات العسكرية، تقدّر قيمتها بـ 800 مليون دولار، من بينها ذخائر عنقودية.
وسبق أن قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، إنه اتّبع توصية البنتاغون بشأن تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، و"إنّ القرار كان صعباً للغاية".
وأكّد النائب الجمهوري عن ولاية أريزونا، بول جوسار، أنّ "توريد الذخائر العنقودية الأميركية إلى أوكرانيا يمثّل خطوة أخرى نحو التصعيد، ويدلّ على أن الإدارة الحالية لا تريد السلام".
ورأت موسكو أنّ دعوات واشنطن للتخلص من الأسلحة الفتاكة تحطمت بقرار إمداد أوكرانيا بالعنقودية.
كما أعرب التحالف الدولي لحظر الذخائر العنقودية، والذي يسعى لحظر هذا النوع من الأسلحة، في بيان، قبل أيام، عن صدمته من قرار الولايات المتحدة تسليم ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا.
وعادةً، ما تُطلق الذخائر العنقودية، والتي تحظرها أكثر من 120 دولة، عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة الأقل حجماً لتقتل أشخاصاً في مساحة كبيرة، بصورة عشوائية، الأمر الذي يهدّد حياة المدنيين.
وتُعَدّ الذخائر العنقودية خطرة، لأنّها تنثر "قنابل صغيرة" عبر مناطق شاسعة يمكن ألا تنفجر عند الاصطدام بالأرض، لكنها قد تشكل خطراً طويل الأمد لأي شخص يواجهها، على غرار الألغام الأرضية.