تركيا ترحّل المئات من مسلحي "جند الشام" و"جند الله" إلى أفغانستان
مصادر سورية معارضة تكشف أنّ استخبارات النظام التركي "تعمل بواسطة الحزب الإسلامي التركستاني على نقل عناصر تنظيمات إرهابية في ريفي إدلب واللاذقية إلى أفغانستان بالتنسيق مع حركة "طالبان" بعد انسحاب "الناتو" وأميركا من البلاد".
كشفت صحيفة "الوطن" السورية نقلاً عن مصادر معارضة، مقربة من الميليشيات التابعة للنظام التركي، في ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي، قولها إنّ "الاستخبارات التركية وبوساطة من الحزب الإسلامي التركستاني، نظّمت ترحيل مئات الإرهابيين من تنظيمي جند الشام، وجند الله، اللذين جرى إقصاؤهما عن طريق هيئة تحرير الشام، الواجهة الحالية لجبهة النصرة، من جبل التركمان إلى أفغانستان".
وأضافت المصادر للصحيفة نفسها، أنّ "أساس الصفقة التي جرت وتضمنت خروج الإرهابيين من جبل التركمان، قضت بنقلهم مع متزعميهم إلى أفغانستان بعد تواصل الحزب الإسلامي التركستاني، مع قيادات في حركة طالبان بأفغانستان"، التي سيطرت على الحكم في البلاد، بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والقوات الأميركية منها.
وبحسب المصادر، فإنّ "جهود الوساطة نجحت في قبول طالبان بالمبادرة التي نسجت خيوطها الاستخبارات التركية، وبدعم من مسؤولين أتراك كبار، وذلك من أجل إنجاح مساعي نظام الرئيس رجب طيب إردوغان ببسط الفرع السوري لتنظيم القاعدة على منطقة خفض التصعيد كاملة، لتلميع صورته لدى دول الغرب على أنه يكافح الإرهاب، ومن أجل إقناعها بإزالته من قائمة الإرهاب الأممية والأميركية"، بالإضافة إلى "فرض وجوده كأمر واقع في حلول المنطقة المستقبلية".
المصادر نفسها كشفت أنّ "عشرات الإرهابيين تخطوا معبر خربة الجوز غير الشرعي بريف جسر الشغور الغربي إلى داخل الأراضي التركية لنقلهم بشكل جماعي إلى أفغانستان، في انتظار نقل بقية أعداد الإرهابيين المتفق عليهم ضمن الصفقة".
كذلك، أشارت المصادر المعارضة لـصحيفة "الوطن" إلى أن "الدور سيأتي على بقية التنظيمات الإرهابية في المنطقة لفصلها عن جبهة النصرة، وباقي الميليشيات المدعومة من أنقرة"، معتبرة أنّ ذلك يأتي "استجابة لإملاءات موسكو التي تضغط لتنفيذ الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، والتي تنص على طرد التنظيمات الإرهابية من منطقة خفض التصعيد، وإعادة الحركة إلى طريق عام حلب – اللاذقية أو ما يرمز له بطريق (M4)".
ويذكر أنّ الرئيس إردوغان كان قد قال مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إنّ بلاده ستعمل على "تطهير أوكار الإرهاب في سوريا بنفسها، إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لها في هذا الصدد، حتى تحقيق الاستقرار على الحدود الجنوبية لبلاده".
وسبق أن أعلن إردوغان في شهر شباط/فبراير الماضي، بأنّ الهجوم السوري على القوات التركية في إدلب "مثّل نقطة تحوّل".
وكان إردوغان،اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على وقف إطلاق النار في إدلب، وإنشاء ممر آمن بطول 6 كيلومترات إلى الشمال وجنوب الطريق "M4" في سوريا.