بوتين ولوكاشينكو يؤكدان أنّ اقتصاد بلديهما سيزدهر إلى مستوى ما قبل العقوبات
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يؤكد خلال محادثاته مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن 300 ألف متطوع سجلوا أسماءهم للمشاركة في العلمية العسكرية الروسية، من جهته، أكد لوكاشينكو أن اقتصاد روسيا وبيلاروسيا سيصل في العام المقبل إلى مستويات ما قبل العقوبات.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أنّ العلاقات بين روسيا وبيلاروسيا تتطور بشكل مطّرد وموثوق؛ وأن الاتصالات والمشاورات مستمرة بخصوص التعاون، خاصة في المجال الاقتصادي.
وقال بوتين، خلال لقاء مع نظيره البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو في مدينة سوتشي الروسية، إنّ الولايات المتحدة غير قادرة على تحقيق أهدافها، إلا عبر العقوبات الاقتصادية أو القيود المالية؛ أو التهديد باستخدام القوة العسكرية.
وأكد أن روسيا لم ترفض قطّ إجراء مفاوضات مع أوكرانيا، داعياً الأخيرة للتحدث مباشرة عن استعدادها للمفاوضات.
التعاون الاقتصادي والعقوبات على روسيا
ولفت الرئيس الروسي خلال اللقاء إلى "رفض الشركات الأوروبية توريد معدات الطاقة إلى روسيا"، مؤكداً أنّ "شركات ضخمة ذات نطاق عالمي ستظهر (في روسيا) في المستقبل القريب"، مشيراً إلى أنّ "روسيا بات لديها الآن كفاءات هندسية عالية".
وشدد بوتين على أنّ "الشركات الأوروبية أعلنت أنها اضطرت إلى التوقف عن العمل مع روسيا، وتتكبد الآن خسائر فادحة وتخفض عدد الموظفين".
من جهته صرح لوكاشينكو، بأن اقتصاد دولة الاتحاد (روسيا-بيلاروسيا) سيصل في العام المقبل إلى مستويات ما قبل العقوبات، واقترح التفكير بشأن التعاون الثلاثي بين بلاده وروسيا وكوريا الشعبية الديمقراطية.
وأكد أن "وضع التعاون الروسي البيلاروسي في سوق الوقود قد استقر"، وتابع أن "أكثر من 80% من المهام المتعلقة بالتعاون التكاملي للعام الحالي قد تمّ تنفيذه حتى الآن".
ولفت لوكاشينكو إلى أنّ بيلاروسيا "قامت بتزويد ما تحتاجه روسيا من الديزل والبنزين، وبالقدر الذي طلبته الحكومة الروسية، من أجل استقرار الوضع في الأسواق المشتركة"، معرباً عن استعداد بلاده إلى "مزيد من خفض الإمدادات للأسواق الخارجية، لزيادة الاستهلاك المحلي، إن احتاج الأمر".
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
أما بخصوص العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، فقد أعلن بوتين أنّ "300 ألف متطوع سجلوا بالفعل أسماءهم، للمشاركة في العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا"، وتابع أن "أوكرانيا تستخدم الذخائر العنقودية على أوسع نطاق ممكن".
ولفت بوتين إلى أن "روسيا توثق وجود مدربين أجانب في ساحة المعركة"، مؤكداً "أنه تم أسر أحدهم منذ بضعة أيام".
وأشار إلى أن "روسيا ليست بحاجة لدعوة أشخاص من الخارج للمشاركة في العمليات القتالية"، مفيداً بأنه تم تجهيز الوحدات الروسية المشكلة مؤخراً، بنماذج حديثة من الأسلحة والمعدات.
وعن التهديدات التي يتحدث عنها الغرب، أكد بوتين أن روسيا "لا تخلق تهديدات لأي كان"، لافتاً إلى أن "أكبر تهديد يتم خلقه في العالم اليوم، هو من صنع النخب الحاكمة (في الولايات المتحدة) ".
ورداً على ما يتداول في وسائل الإعلام الغربية، بأنّ كوريا الشمالية، سترسل فرقة للمشاركة في الأعمال القتالية في أوكرانيا، بناء على طلب روسيا، قال لوكاشينكو إن "الدول الغربية نفسها، بحاجة إلى حساب أعداد المرتزقة، الذين أرسلتهم إلى أوكرانيا، وعدم إلقاء اللوم على روسيا".
واعتبر لوكاشينكو أن هذا التصريح "يعد خطيراً"، مشيراً إلى أن "وحدات عسكرية قد تم تشكيلها فعلاً في بولندا، وتتمركز قرب الحدود، وهي على استعداد لدخول أراضي أوكرانيا".
زيارة الرئيس الكوري كيم جونغ أون إلى موسكو
وفيما يتعلق بلقائه مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أطلع بوتين ضيفه لوكاشينكو على تفاصيل اللقاء مبلِغاً إياه أنه تمت "مناقشة الوضع في المنطقة، والقضايا الأكثر إلحاحاً، وخاصة المسار الأوكراني".
من جهته علق لوكاشنكو على الزيارة قائلاً: "كان من الجميل رؤيتكم مع كيم جونغ أون في قاعدة "فوستوتشني" الفضائية"، مضيفاً: "أعتقد أنه يمكننا أن نفكر بشأن تعاون ثلاثي في مجال الفضاء".
وتأتي تصريحات الرئيسين خلال محادثات جمعتهما في مدينة سوتشي، جنوب غربي روسيا، خلال زيارة الرئيس البيلاروسي التي يبحث خلالها مع الرئيس بوتين القضايا الإقليمية، وعلاقات التعاون بين البلدين.
وعقد اللقاء السابق بين الرئيسين في سانت بطرسبورغ خلال تموز/يوليو الماضي، وصرح حينها بوتين بأن الخطط المشتركة لروسيا وبيلاروس يتم تنفيذها بوتيرة أسرع من المتوقع، وبين أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ينمو ويصل إلى ما يقرب من 44 مليار دولار.