بلينكن يصل إلى السعودية
وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن يزور السعودية لتعزيز العلاقات مع تقرب الرياض من إيران والصين.
وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء إلى السعودية، في زيارة تستمرّ ثلاثة أيام وترمي إلى تحسين العلاقات المتوترة مع المملكة الغنية بالنفط.
وحطت طائرة بلينكن في مدينة جدّة، في أول زيارة له إلى المملكة منذ التقارب السعودي الإيراني، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في اتفاق رعته الصين في آذار/مارس الماضي، بعد قطيعة استمرّت سبع سنوات.
وعشية رحلة بلينكن، قال المسؤول الأميركي الرفيع في الخارجية والمكلّف شؤون شبه الجزيرة العربية دانيال بنايم في تصريح صحافي: "نركّز على أجندة متوافق عليها والقدر الكبير من العمل الذي يمكن لبلدينا إنجازه معاً".
ومن المتوقع أن يلتقي بلينكن الثلاثاء ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وفق مسؤول أميركي، لكن السعوديين لم يؤكدوا اللقاء بعد.
وينتقل بلينكن يوم الأربعاء إلى الرياض لحضور اجتماع لمجلس التعاون الخليجي، قبل أن يترأّس مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان اجتماعاً للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش".
كما تأتي زيارة بلينكن بعد أسابيع قليلة من زيارة أجراها إلى المملكة مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، وبعد نحو عام على زيارة أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن في صيف العام 2022، جاءت نتائجها متباينة، ووصفها محللون بأنها فشلت في تحقيق أهدافها.
اقرأ أيضاً: المتغيّرات في السياسة السعودية تجاه المنطقة تثير واشنطن
وقبيل وصول بلينكن الثلاثاء، أفاد مصدر إيراني الميادين بأنّ السفارة الإيرانية لدى الرياض بدأت أعمالها رسمياً، اليوم الثلاثاء.
وأوفدت طهران نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية، علي رضا بيكدلي، من أجل حضور المراسم التي شارك فيها أيضاً القائم بالأعمال الإيراني، حسن زارنيغار. وحضرها عن الجانب السعودي وكيل وزارة الخارجية للشؤون القنصلية، علي اليوسف.
الجدير ذكره أنّ العلاقات بين واشنطن والرياض تمر حالياً في فترة شديدة التعقيد، مع اتهام إدارة بايدن للمملكة الغنية بالنفط، بانتهاك حقوق الإنسان وبالدفع لرفع أسعار النفط الخام، وفي وقت تسعى فيه واشنطن لاستخدام الأسعار المنخفضة لتقليل إيرادات روسيا من صادرات النفط والضغط عليها في الملف الأوكراني.
وكان بايدن قد دعا إلى "إعادة ضبط" للعلاقات مع السعودية، بعد قرار المملكة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي خفض إنتاج النفط، في خطوة وافقت التوجهات الروسية وعارضت التوجهات الأميركية.
لكن الرياض، التي زوّدتها واشنطن بكميات كبيرة من الأسلحة، تؤدي دوراً أساسياً في سياسة المنطقة، ولا يخفي المسؤولون الأميركيون ضرورة التقارب معها، على الرغم من التباينات.