بصيحات الاستهجان وقرع القدور.. الفرنسيون يستقبلون ماكرون في الألزاس

بالقرع على القدور.. استقبل متظاهرون فرنسيون رئيس البلاد إيمانويل ماكرون، وذلك بعد سلسلة احتجاجات اعتراضاً على قانون تعديل سن التقاعد، والأخير يشير إلى استمرار تواجده على الأرض رغم الغضب الذي يتمّ التعبير عنه.

  • المتظاهرة التي واجهت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الألزاس
    المتظاهرة التي واجهت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الألزاس

استُقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، بصيحات الاستهجان والقرع على القدور في أول زيارة له على الأرض، وتحديداً لمدينة سيليستات بمنطقة الألزاس، منذ إصدار قانون تعديل نظام التقاعد المتنازع عليه.

وفي تصريح للصحافيين، قال ماكرون "يجب الاستماع إلى الغضب، أنا لست أصماً تجاهه"، مضيفاً أنّ "هذا الغضب يتم التعبير عنه، ولم أتوقع شيئاً آخر، ولكنه لن يمنعني من الاستمرار في التنقّل".

وبشأن متظاهرين استقبلوه بالقرع على القدور علّق بالقول "ليست القدور هي التي ستدفع فرنسا إلى الأمام"، مضيفاً أنّ  "واقع البلاد بكاملها لا يقتصر على الذين يصدرون ضجيجاً بالقدور أو الذين يشتكون".

وخلال زيارته لمصنع متخصص في البناء الخشبي، أضاف ماكرون "سترونني دائماً مع الناس"، مؤكداً "لا يحق لي أن أتوقف".

وزار ماكرون المصنع من دون المرور قرب المتظاهرين الذين كانوا ينتظرونه حاملين قدوراً.

وحذّر أحد رجال الدرك عبر مكبر الصوت المتظاهرين الذين احتشدوا أمام مبنى بلدية موترسهولس، قائلاً "الإنذار الأخير: سنستخدم القوة"، قبل أن يتم دفعهم إلى الخلف بحوالى 200 متر، حسب ما شاهد صحافي في وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال أحد المتظاهرين "إنك تتعامل بوحشية مع أشخاص مسالمين، ألا تخجل من تمثيل فرنسا هكذا؟".

وحمل المتظاهرون الذين كان العديد منهم يرتدي سترات نقابتي CGT وCFDT، أواني طبخ وأبواقاً وأجراساً.

من جهتها، كانت النقابات المعارضة لقانون التقاعد الجديد،  قد دعت أنصارها الثلاثاء للاحتجاج بصوت عال على قدوم رئيس الدولة الذي يعتزم تسليط الضوء على جهود الحكومة في ما يتعلق بإعادة التصنيع.

وحمل بعض المتظاهرين لافتات كُتب عليها "جوبي ارحل"، في إشارة إلى لقب "جوبيتر" الذي أُعطي للرئيس، و"100 يوم بدوننا"، في إشارة إلى المهلة التي أعلنها ماكرون مساء الإثنين لإطلاق مشاريع إصلاحية جديدة. 

ورغم ذلك، يشجع العديد من أعضاء الحكومة أو الفريق الرئاسي ماكرون على إعادة التواصل مع الفرنسيين على الأرض. إذ قال أحد المقربين منه، وزير النقل كليمان بون، إنّه "من المهم" للرئيس أن يتنقل في أرجاء البلاد، معرباً عن ارتياحه لنزول ماكرون "على الأرض" من أجل "الاستماع لمطالبهم أيضاً".

وإلى ذلك، يريد الرئيس الفرنسي استئناف التواصل المباشر مع الفرنسيين بعد ثلاثة أشهر من أزمة المعاشات التقاعدية التي تسببت في تراجع شعبيته خاصة بعد قراره تمرير نظام التقاعد المتنازع عليه بموجب آلية دستورية تسمح له بعدم طرحه على التصويت في الجمعية الوطنية نظراً لافتقاده أغلبية مؤيدة.. ومن المقرر في هذا السياق أن يزور جنوب شرق فرنسا الخميس بعد الألزاس.

يذكر أنّه منذ طرح تعديل نظام التقاعد في كانون الثاني/يناير، لزم الرئيس الإليزيه وحدّ من زياراته في البلاد.

ونُشر مرسوم تعديل نظام التقاعد المثير للجدل في فرنسا في الجريدة الرسمية، السبت الماضي، بعد ما فعّله ماكرون، عقب إقراره في المجلس الدستوري.

وكان المجلس الدستوري قد صادق، يوم الجمعة، على القانون الذي لا يلقى شعبية، ولا سيما على البند الأهم فيه، الذي ينص على رفع سن التقاعد من 62 عاماً إلى 64 عاماً، مع رفض عدد من البنود الثانوية.

اخترنا لك