بدء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا.. والأحزاب أمام امتحان الصناديق

أكثر من 60 مليوناً من الناخبين الأتراك يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد، إضافةً إلى 600 نائب سيشكلون البرلمان الـ28 في تاريخ الجمهورية.

  • إعداد صناديق الاقتراع في تركيا (AFP)
    إعداد صناديق الاقتراع في تركيا (AFP)

توجه صباح اليوم الأحد أكثر من 60 مليوناً من الناخبين الأتراك إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد يعبر بالجمهورية نحو مئويتها الثانية، إضافةً إلى 600 نائب سيشكلون البرلمان الـ28 في تاريخ الجمهورية.

وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، ويستمر التصويت حتى الساعة الخامسة مساءً.  وأدلى المرشحون للرئاسة التركية رجب طيب إردوغان بصوته في مركز الاقتراع في اسطنبول. كما أدلى المرشحان كمال كليجدار أوغلو وسنان أوغان بصوتيهما في مراكز الاقتراع في أنقرة.

مراسل الميادين في ديار بكر قال إنّ غالبية الناخبين الذين توجهوا إلى صناديق الإقتراع حتى الآن هم من كبار السن.

وقال مراسل الميادين في إسطنبول إنّ المعارضة تركّز كثيراً على اسطنبول التي تعد الثقل الإقتصادي والسكاني. مشيراً إلى أنّ هناك حماسة كبيرة في اسطنبول من المواطنين للإدلاء بأصواتهم والجميع يريد الإنتهاء من هذا الإستحقاق.

أمّا موفدة الميادين إلى أزمير فقد تحدثت عن توافد الناخبين إلى صناديق الاقتراع، لافتة إلى أنّ الغالبية حتى الآن هم من كبار السن.

مراسل الميادين في هاتاي قال إنّ صناديق الاقتراع تشهد اقبالاً كبيراً بين الشباب التركي.

الكاتب الصحفي هشام غوناي، وفي حديث إلى الميادين، أكّد أنّ "مدينة اسطنبول مهمة جداً للرئيس التركي رجب طيب إردوغان وهي بداية مسيرته السياسية".

ورأى أن "المواطن المقيم في الأماكن المتضررة من الزلزال سيكون من الصعب عليه التصويت بشكل عقلاني". مشيراً إلى أنّ "تركيا ستشهد دخول أحزاب صغيرة إلى البرلمان مثل حزب العمال الذي يتمتع بشعبية لدى الشباب".

وقال إنّ "الدعاية الإنتخابية انتهت والجميع حسم صوته ونحتاج في هذا اليوم إلى الهدوء". ورأى أنّ "معظم الفنانين سيصوتون لصالح كيليتشدار أوغلو وتأثيرهم كبير على الشباب".

 المحلل السياسي فراس رضوان أوغلو وفي حديثه إلى الميادين، أشار إلى أنّ "هناك احتدام انتخابي كبير في السباق الانتخابي التركي". 

ومنذ الساعة السادسة من مساء أمس السبت بالتوقيت المحلي، دخلت تركيا مرحلة الصمت الانتخابي بشكل رسمي، وحظرت الدعاية الانتخابية بكل أشكالها.

وحظرت الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون في تركيا، من الـ 6 من مساء أمس السبت، أيّ دعاية للأحزاب على المحطات الإذاعية والتلفزيونية، ويستمر الحظر حتى يوم الاقتراع، ويشمل جميع الأخبار المتعلقة بنتائج الانتخابات حتى الساعة الـ 9 مساءً بالتوقيت المحلي (السادسة مساء بتوقيت غرينتش) اليوم الأحد. ويُستثنى من ذلك ما تُعلنه الهيئة العليا للانتخابات.

ويتنافس على منصب الرئاسة الرئيس التركي مرشح تحالف الجمهور رجب طيب إردوغان، الذي يطمح إلى الفوز بولاية ثانية وأخيرة بعد تحول البلاد إلى النظام الرئاسي، ومرشح تحالف الشعب وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، ومرشح تحالف الأجداد سنان أوغان.

وكان مرشح حزب البلد محرم إينجه قرر الخمييس الانسحاب من السباق الرئاسي، في حين يتنافس 24 حزباً سياسياً على مقاعد البرلمان.

وتعلن الهيئة العليا للانتخابات النتائج الأولية غير الرسمية، منتصف ليل الأحد أو في صباح اليوم التالي، الإثنين.

وبعد استكمال الطعون في النتائج الأولية، تعلن النتائج النهائية في مدّةٍ أقصاها أسبوعان.

اقرأ أيضاً: خريطة الأحزاب السياسية في تركيا .. أين مناطق النفوذ والتنافس؟

ما مدى احتدام السباق؟

تظهر أحدث استطلاعات للرأي  أنّ كليجدار أوغلو يتقدم على إردوغان الذي تضررت شعبيته بسبب أزمة غلاء المعيشة الناجمة عن التضخم المتفشي، ويقول محللون إنّ الجبهة الموحدة التي قدمتها المعارضة "عززت فرصها".

لكن إردوغان ما زال ينافس بقوة في السباق الرئاسي الذي قد يشهد جولة ثانية بينه وبين كليجدار أوغلو.

وأشارت استطلاعات الرأي الأولية منذ الزلازل إلى تمكن إردوغان من الاحتفاظ بتأييده الشعبي إلى حدّ بعيد على الرغم من الاتهامات ببطء استجابة الحكومة للكارثة والتساهل في فرض لوائح البناء التي ربما كانت ستنقذ الأرواح.

وستظل كيفية حشد المعارضة لتأييد الأكراد، الذين يمثلون 15% من الناخبين، نقطة أساسية.

وحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد ليس جزءاً من تحالف المعارضة الرئيسي، لكنه يعارض إردوغان بشدة بعد حملة قمع استهدفت أعضاءه في السنوات الماضية.

اقرأ أيضاً: ما الدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبه الكرد في انتخابات تركيا؟

يشهد يوم 28 أيار/مايو جولة إعادة من انتخابات الرئاسة في تركيا، حيث سيتنافس فيها رجب طيب إردوغان وكمال كليجدار أوغلو، بعد جولةٍ أولى في 14 أيار/مايو، لم يتمكن أي مرشحٍ من حسمها. وبينما اكتمل مشهد البرلمان، فإن تركيا أمام استحقاقٍ رئاسي مصيري لتحدد خياراتها.

اخترنا لك