انهيار العلاقة بين دير لاين وميشال.. كيف يؤثر ذلك في الاتحاد الأوروبي؟
صحيفة "بوليتيكو" تتحدّث عن انهيار العلاقة بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
ذكرت صحيفة "بوليتيكو"، في تقرير، أنّ العلاقة بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "شهدت انهياراً غير عادي".
وقالت "بوليتيكو": "من غير المتوقّع أن يمثّل الاتحاد الأوروبي جبهة موحدة عندما يجتمع زعماء أقوى دول العالم في قمة مجموعة العشرين في بالي الأسبوع المقبل".
وأضافت: "بدلاً من التنسيق، من المرجّح أن يتجنب كبار المسؤولين في الكتلة - فون دير لاين وميشال - بعضهما البعض، مع مشاركة الموظفين في تنظيم الرحلة بموجب تعليمات صارمة لتجنب أي تداخل في مسارات الرحلة".
وتابعت "بوليتيكو": "في ما يقارب 3 سنوات منذ بدء ولايتهما، شهدت العلاقات بين ميشال وفون دير لاين انهياراً غير عادي، مع عدم تشجيع موظفي المؤسستين على التواصل، وحَظَر الزعيمان بعضهما البعض من الاجتماعات مع كبار الشخصيات الأجنبية".
ولفتت إلى أنّ "هذه الشراكة المختلة بين ميشال وفون دير لاين لا تؤثّر في الأجندة التشريعية والسياسية للاتحاد الأوروبي فحسب، والتي تعتمد على عمل توازن دقيق بين المؤسّسات، بل إنّها تهدد أيضاً بتقويض مكانة الاتحاد الأوروبي في العالم".
وأضافت: "أدّى صدام الشخصية بين شاغلي المناصب الحاليين إلى نقل التنافسية بين المؤسسات الأوروبية إلى مستوى آخر، وفقاً للعديد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي".
بداية توتّر العلاقة بين ميشال وفون دير لاين
بحسب أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي، فإنّ "العلاقة بين المسؤولين الأوروبيين بدأت بهدوء.. كانت هناك بعض الفوارق الطفيفة، لكن لم يكن هناك شيء غير متوقع".
وتابع التقرير أنّ "الأمور لم تنهَر تماماً بينهما حتى نيسان/أبريل 2021، بعدما سافرا إلى تركيا للقاء الرئيس رجب طيب إردوغان".
وأضافت: "التقطت الكاميرات رد فعل فون دير لاين الصادم عندما انتزع ميشال بسرعة الكرسي الوحيد بجوار الرئيس التركي، تاركاً إيّاها جالسة على أريكة في مقابل وزير الخارجية التركي".
حينها، قالت رئيسة المفوضية، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب، للبرلمان الأوروبي، إنّها "جُرحت من ذلك الفعل"، وألقت باللوم على التحيز الجنسي.
ووفقاً لـ"بوليتيكو"، فإنّ الحادث الذي أطلق عليه اسم "Sofagate" انتشر عالمياً، إذ أدّت الاتهامات المتبادلة (إن لم تكن علنية دائماً) إلى تدهور العلاقات التي ساءت منذ ذلك الحين.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "ميشال زاد الطين بلّة بإلغاء غداء يوم الاثنين المعتاد مع فون دير لاين، والمقرر من أمانة المجلس، بسبب خلاف مع زيارة رئيس دولة أفريقية".
ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤولين في المجلس أنّ "فون دير لاين ألغى مراراً وتكراراً اجتماعات غداء الاثنين، حتى قبل حادثة Sofagate، وبات ذلك لا يحدث أسبوعياً"، لكنّهم "يلتقيان تقريباً كل أسبوع في منتديات مختلفة، على الرغم من التخلي عن الاجتماع المقرر واحد لواحد".
لكن مسؤول في الاتحاد الأوروبي قال إنّ "كلاهما يتحمّلان مسؤولية تدهور علاقاتهما.. ميشال بسبب سوء تعامله مع حوادث مثل Sofagate وفون دور لاين بسبب ولعها بالسيطرة من كثب على حساب التعاون".
وأضاف: "علاقتهما كانت متوترة في الماضي أيضاً، لكن في النهاية الأمر دائماً متعلقاً بالشخصيات، في حين أدرك أسلافهما أن من مصلحتهم العثور على علاقة عمل مستقرة".