الميادين في نافذة على "الجيش" الإسرائيلي: إشكالية الولاء بين "الحاخام" والضابط

شبكة "الميادين"، في نافذتها الخامسة على "الجيش" الإسرائيلي، تتحدّث عن دور"الصهيونية الدينية" في توسيع الانقسام داخل "الجيش" الإسرائيلي.

  • الميادين في نافذة على
    الميادين في نافذة على "الجيش" الإسرائيلي: إشكالية الولاء بين "الحاخام" والضابط

دعا حاخامات من "الصهيونيّة الدينية" طلابهم إلى رفضِ الخدمة العسكرية في سلاح المُدرعات، اعتراضاً على دمج 3 مجنّداتٍ في دورةٍ عسكريةٍ يُشارك فيها جنودٌ متدينون، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة إشكالية العلاقة بين المتديّنين والعلمانيين في الخدمة العسكرية، وطرح مجدّداً أزمة ازدواجية الولاء في "الجيش الإسرائيليّ". 

وذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ "حاخامات في مدارس التسوية العسكرية دعوا طلابهم إلى عدم الخدمة في سلاح المدرّعات، احتجاجاً على دمج النساء في دورة الضبّاط التابعة للسلاح". 

اقرأ أيضاً: الصهيونية الدينية من الهامش إلى مركز القرار الإسرائيلي (1)

ووصف الإعلام الإسرائيلي هذه الدعوات بأنّها "نوع من ثورة حاخامات ضد الجيش"، مضيفةً أنّه "في أعقاب قرار دمج نساء في سرية واحدة مع رجال متدينين في دورة ضبّاط، دعا الحاخام يعقوب ميدان الطلاّب المتدينين إلى عدم التجنّد في هذا اللواء". 

وتوقّف مراقبون عند هذه الحادثة بالنظر إلى دلالاتها وتبعاتها، وبكونها "تكشف جوانب من الواقع المُعقّد والإشكاليّ في علاقة الجيش الإسرائيلي بالمدارس الدينية، التي تُرسل بعض طلابها للخدمة في الجيش".

وفي رأي محللين إسرائيليين، فإنّ خطورة هذه الدعوات لا تنبع من مضمونها وسياقها فحسب، بل من طبيعة الجهات التي صدرت عنها أيضاً، وأيضاً من التبعات السلبية المترتبة عليها. 

اقرأ أيضاً: الميادين في نافذة على "الجيش" الإسرائيلي: أزمة قوى بشرية وحافزية

وأوضح المحلل العسكري، أمير بارشالوم، في السياق، أنّ "ثمّة أمرين خطيرين في هذه الدعوات. أولاً، لكونها صدرت عن حاخامَين يُعَدّان معتدلَين جدًّا، وهما شخصان يأخذ الجيش رأييهما في الحسبان". 

وأضاف بارشالوم أنّ الأمر الثاني هو أنّ "هذه الدعوات ستُوْقِع الجنود في حيرة: أيّ من الأمرَين يجب أن يمتثلوا له؟ لأمر الجيش، أم لدعوة الحاخامات؟ من هنا، فإنّ هذه الدعوات غاية في الخطورة". 

"الصهيونية الدينية" توسّع الانقسام في "الجيش" الإسرائيلي

شبكة "الميادين"، في نافذتها الخامسة على "الجيش" الإسرائيلي، تطرّقت إلى القضية، متحدثةً عن هذه العلاقة التي تضع الجيش عند كل محطة أمام معضلة تحقيق التوازن المستحيل بين شروط المتدينين ومطالب العلمانيين في أثناء الخدمة العسكرية المشتركة في الجيش.  

وقال محلل الميادين للشؤون الإسرائيلية، عباس إسماعيل، إنّ تيار حاخامات "الصهيونية الدينية"، "يمثّل اليمين الديني المتطرف في "إسرائيل"، وهو يعمل بقوة من أجل دفع طلاب المدارس الدينية إلى الانخراط في الجيش الإسرائيلي والإمساك أكثر فأكثر بمقاليد السيطرة والقرار في الجيش الإسرائيلي".

اقرأ أيضاً: الصهيونية الدينية من الهامش إلى مركز القرار الإسرائيلي (2)

وأوضح إسماعيل أنّ هذا التيار يحاول، عبر ذلك، "فرض مبادئه وقيمه الدينية داخل الجيش من خلال مجموعة من المسائل، أهمها عدم اختلاط الرجال والنساء في الجيش". 

وأضاف أنّ هذا النموذج "يمثّل المعضلة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي الآن، والتي ستتفاقم بصورة كبيرة في المستقبل، لأنّ أعداد الذين ينتمون إلى المدارس الدينية من تيار الصهيونية الدينية تزداد بصورة كبيرة".

وبيّن إسماعيل أنّ "تيار الصهيونية الدينية اتفق مع الجيش الإسرائيلي، منذ عام 1965، على أن يتعلم المتدينون في المدارس الدينية التوارة وأحكام الشريعة والفقه والتلمود لمدة عام، ثمّ يخدموا في الجيش عامين أو 3 أعوام، ثم يكملوا بعد ذلك دراساتهم الدينية". 

ولفت إلى أنّ "هؤلاء كانوا في الثمانينيات يمثلون ما يقارب 2% من الضباط، بينما تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أنّهم يمثلون بين 30% و40% في بعض الألوية، وفي ألوية أخرى يمثلون 60% من سلك الضباط".

وتابع إسماعيل أنّه "في نظرة مستقبلية، عندما يصبح عدد كبير من الضباط من تيار الصهيونية الدينية، فإنهم سينقلون معهم مبادئهم وأفكارهم، وهذا ما شهدناه في الآونة الأخيرة، الأمر الذي سيُصعّب سيطرة الجيش على إشكالية الولاء بين الحاخام والضابط".

ولفت إسماعيل إلى أنّ "تيار الصهيونية الدينية يتوسع بصورة كبيرة، وخصوصاً في ألوية سلاح البر وألوية المشاة و الألوية القتالية". 

اقرأ أيضاً: الميادين في نافذة على "الجيش" الإسرائيلي.. كيف تحوّل إلى "جيش نصف الشعب"؟

اخترنا لك