الميادين تنشر محضر اجتماع بين قيادة الائتلاف السوري المعارض ومسؤولين أتراك
محضر اجتماع بين تركيا ووفد من قيادة الائتلاف السوري المعارض يظهر خلافاً بين الائتلاف بقيادة سالم المسلط ورئيس الحكومة المنشق رياض حجاب على خلفية اللقاء الذي يحضر له حجاب في الدوحة.
حصلت الميادين على محضر اجتماع جرى، في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي، في أنقرة، بين ممثل وزارة الخارجية التركية ومسؤولين اثنين من المخابرات التركية ووفد من قيادة الائتلاف السوري المعارض برئاسة سالم المسلط.
ويظهر المحضر كيف ترسم تركيا سياسة الائتلاف وتتدخل في شؤونه التنظيمية، عدا عن الموقف السياسي العام للائتلاف، والعلاقة بينه وبين أطياف المعارضة الأخرى، وصولاً إلى تسمية من تريد تعيينهم في المواقع القيادية.
كما يظهر المحضر الخلافات بين الائتلاف بقيادة سالم المسلط ورئيس الحكومة المنشق رياض حجاب على خلفية اللقاء الذي يحضّر له حجاب في الدوحة لأطياف وشخصيات في المعارضة.
ويبرز المحضر الخلاف التركي – القطري بشأن هذا اللقاء، وكيف عملت أنقرة بواسطة الائتلاف على إفراغ لقاء الدوحة، الذي كانت تخطط له قطر ليكون رافعة جديدة للمعارضة السورية، وحوّلته أنقرة إلى مجرّد ورشة عمل فارغة المضمون والنتائج.
ويشير نص المحضر إلى أنّ رياض حجاب يريد تشكيل لجنة متابعة يرأسها هو، مكونة من كل منصات التواصل مع الدول باسم "الحل السياسي في سوريا".
يبيّن المحضر أنّ دعوة رياض حجاب لكافة منصات المعارضة سعت إلى تشكيل انطباع أنّ الائتلاف ضعيف وأنّ هناك منصات معارضة أخرى شرعية وأنّه الشخص الوحيد الذي يمكنه جمع كل هؤلاء، إذا كانت تركيا تقبل بذلك.
وتنشر الميادين المحضر كما وصلها دون أي تعديل:
عنوان المحضر
النقاط الرئيسية في اجتماع وفد الائتلاف مع وفد أنقرة - إسطنبول 28-12-2021
الحضور من الائتلاف: سالم المسلم، ریا حیوش، هيثم رحمة، عبد الباسط عبد اللطيف، منذر سراس، رياض الحسن، عبد المجيد بركات، عبد الأحد اسطيفو، عبد الحكم بشار وعبدالله كدو.
عن أنقرة: ممثل وزارة الخارجية اردم، ممثل الجهاز المخابرات التركية السيد أبو حمزة وممثل الجهاز السيد هارون والمترجم.
مكان الاجتماع: مكتب رئيس الائتلاف في اسطنبول.
استمر الاجتماع لمدة ثلاث ساعات، سبقها دعوة لرئيس الائتلاف لتناول طعام الغداء في مطعم في فلورية باسطنبول ثم توجه الوفد للقاء الائتلاف في المقر.
بدأ الحديث السيد أردم وقدّم شرحاً عن الحالة السياسية والميدانية وركّز على النقاط التالية:
تصريحات مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، (جاء الاجتماع بعد يومين من تصريحاته) كاذبة وهو تحدث عن الانسحاب التركي وعن اللجنة الدستورية ومطالب النظام وعدم قبول التعديلات الدستورية، هذا ليس صحيحاً وينبغي ألا تركزوا عليه كثيراً ولا داعي لإعطائه قيمة أكبر من قيمته ولا للرد عليه أصلاً.
وقال لهم رئيس الائتلاف سالم المسلط إنّ تصريحات لافرنتييف أدّت إلى ردة فعل كبيرة سلبية في الحاضنة الثورية، وهناك ضغط كبير يتطلب رداً من الائتلاف، ورد عليه السيد أردم أنّه لا داعي للرد ولا داعي لتوتير العلاقة بين الائتلاف وروسيا والأمم المتحدة من أجل تصريحات لافرنتييف.
ورشة الدوحة
قال السيد اردم إنّ وزير الخارجية التقى مع السيد حجاب بناءً على طلب حجاب المتكرر وأنّ اللقاء كان بروتوكولياً قصيراً وتم استعراض سريع للورشة وأهدافها وفهمنا من السيد حجاب أنّها مجرد ورشة لتبادل وجهات النظر بين السوريين ونقلنا له ثلاث شروط محددة لقبول الفكرة والسكوت عنها: الأول ألا يكون هناك أي منتج باتجاه تهديد الائتلاف وهيئة التفاوض واللجنة الدستورية من خلال تشكيل جسم جديد، والثاني عدم المساس بالخط السياسي للائتلاف وبالخاصة أستانة وسوتشي واللجنة الدستورية وإدارة المناطق المحررة، والثالث عدم دعوة شخصيات من أو قريبة من "قسد" والتي نعتبرها جهة إرهابية. ولقد تعهد السيد حجاب بكل ذلك ونحن سنكون موجودين في هذه الورشة للمتابعة ومراقبة المخرجات، وبالتالي ننصحكم أن تحضروا الورشة وأن تحضروا أنفسكم جيداً لها وأن تبقى علاقتكم مع الدوحة والشخصيات الموجودة فيها جيدة.
قال رئيس الاتلاف إنّ هذه الورشة محرجة للائتلاف ومكوناته. رياض حجاب لو دعي إلى الائتلاف لا يقبل الحضور، وبقي في الائتلاف عدة سنوات ولم يحضر اجتماعاً واحداً بعد أن حضر اجتماع وحيد كان فيه مرشح ضد أحمد الجربا لرئاسة الائتلاف علم 2014، وسعى إلى تهميش دور الائتلاف أثناء رئاسته لهيئة التفاوض، ومن باب العتب الأخوي فإن لقاء الأخ وزير الخارجية التركي، وهو رجل أصيل نعزه ونحترمه، مع رياض حجاب بهذه الطريقة من الاهتمام والبروتوكول هي محرجة للائتلاف ولرئيس الائتلاف الذي لا يتم استقباله ولا التعامل معه من قبل تركيا بهذه الطريقة، ورياض حجاب اتصل بي ودعاني من أجل مناقشة الورشة وأهدافها وباقي تفاصيلها، ولدي الرغبة بالذهاب ولكن أعضاء الائتلاف فضلوا عدم الذهاب بسبب عدم وجود دعوة رسمية من الدوحة لرئيس الائتلاف لزيارتها، ولم تكن هناك زيارة سابقة إلى قطر، ومن ناحية أخرى الأفضل كان أن يقوم رياض حجاب بزيارة المؤسسة وليس بدعوة رئيسها للحضور إلى الدوحة، والآن وكي لا تظهر خلافات ضمن هذه التوقيت الحساس فإنني أرجو من الأخوة في أنقرة أن يرتبوا لنا لقاءاً مع وزير الخارجية التركي وأن يتحدثوا مع الدوحة للرد على رسالتنا التي طلبنا فيها زيارة الدوحة للقاء وزير الخارجية حتى نكون قادرين على الذهاب إلى الدوحة والمشاركة في الورشة، مع العلم أنّ كل ما يصل إلينا من معلومات يدل بشكل واضح أن المستهدف الأساسي من تنظيم هذه الورشة هو تلميع رياض حجاب وتقليل دور الائتلاف وباقي مؤسسات الثورة، وسيكون في هذه الورشة هجوم على اللجنة الدستورية وعلى الائتلاف.
حتى ولو كانت هناك ضمانات بعدم خروج شيء وهناك معلومات وصلتنا أنّ رياض حجاب يريد تشكيل لجنة متابعة هو يرأسها مكونة من كل المنصات للتواصل مع الدول باسم "الحل السياسي في سوريا"، ونستغرب صراحة دعوة هيئة التنسيق ومنصة القاهرة ومنصة موسكو وبعض الشخصيات التي يقال عنها أنّها مستقلة أمثال بسمة قضماني، وكل هذه المنصات هي موجودة في هيئة التفاوض وهذا يحرج أخونا أنس (العبدة) رئيس هيئة التفاوض، الذي دعا كثيراً جميع المكونات لحضور اجتماع هيئة التفاوض ولكنهم لم يحضروا، ورياض حجاب نفسه كان يهاجم الآخرين بموضوع منصة القاهرة وموسكو والتنسيق، واعتبرها أنّها نظام (تابعة للنظام السوري) فكيف الآن يقوم بدعوتها بعد أن قلّ دورها ولم يعد أحد يذكرها. نحن نشعر أنّ هذا مقصود لتلميعها وتقليل دور الائتلاف وتشكيل انطباع أنّ الائتلاف ضعيف وأنّ هناك منصات معارضة أخرى شرعية وأنّ الشخص الوحيد الذي يمكنه جمع كل هؤلاء هو رياض حجاب فقط، إذا كانت تركيا تقبل بذلك، وتريد أضعاف دور الائتلاف فأخبرونا حتى نعرف وأنتم تعرفون جيداً أنّ الأخوة في الدوحة لغوا منصب السفير وهذا شكّل صدمة لنا خاصة أنّ قطر هي الدولة الوحيدة التي أعطتنا سفارة وتمثيل.
السيد اردم هنا أجاب بحدّة، أن هذه المخاوف الخاصة بالائتلاف لا مبرر لها، وبما أنّ حجاب أعطى تعهداً بعدم تشكيل جسم جديد وعدم إلحاق الضرر بمسار أستانة واللجنة الدستورية وعدم دعوة البيد (ربما المقصود بها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD) فلا داعي للخوف، أنتم تريدون لقاء الوزير (وزير الخارجية التركي)؟ هذا يعني أن لقاءنا نحن لا يسعدكم؟ ولا يعجبكم؟ نحن أربعة في هذا الوفد لا يعجبكم لقاءنا؟ سنتحدث مع الدوحة لترتيب زيارتكم إلى هناك ولقاء وزير الخارجية (لقاء المسلط ووزير الخارجية القطري حصل فعلاً في 16 كانون الثاني/يناير الحالي)، لا تكون لديكم حساسية أكثر من الطبيعي.
اللجنة الدستورية
قال السيد اردم إنّه على المعارضة أن تستمر باللجنة الدستورية، هي الخيار الوحيد الموجود حتى لو كانت نتائجها متواضعة. تعتبر اللجنة نتاج جهودنا المشتركة مع الضامنين في أستانة، ولا نسمح لأي جهة أن تعرقل جهودنا في أستانة، لا تستمعوا للتحريض على أستانة، نحن نذهب معكم كحلفاء ولن تتخلى عن مصالحنا ومصالحكم. الانسحاب من اللجنة سيجعل الآخرين يأتوا بأشخاص أقرب إلى النظام، لا تعطوهم هذه الفرصة، بخصوص استقالة إبراهيم الجباوي (عضو اللجنة الدستورية عن المعارضة، استقال في 27 كانون الأول/ديسمبر الماضي) الأمر عادي واللجنة قد تكون أفضل بدون وجود الجباوي. علينا أن نفكر بشخص بديل، وسنرسل لكم اسم مرشح قريباً. نحن نتشاور الآن بخصوص تحديد مرشح بديل وأريد أن أسألكم هنا كيف تكون طريقة الاستبدال في هيئة التفاوض، باختصار اللجنة الدستورية ستستمر، نعرف أنّ العمل فيها صعب، والطريق أمامنا طويل ومهمتنا في سوريا كمن يبحث عن إبرة في كومة كبيرة من القش ولا تستعجلوا على النتائج، وسنتان من عمر اللجنة الدستورية تعتبر عادية في حالة مثل حالة الثورة السورية.
نريد للائتلاف أن يسرّع في عملية الإصلاح. الطريقة التي تعملون بها في النظام الأساسي غير مريحة، نفهم أنّها استهداف لبعض المكونات، لیست إصلاح حقيقي، لم تقوموا بتغيير نوعي. لا نريد للخلافات الشخصية أن تكون هي من يدفعكم لعملية الإصلاح. الناس يراقبونكم ويعرفون جيداً ماذا يحدث، يجب أن تضموا فاعلين إلى الائتلاف، هم يضيفون قيمة أكبر له. المجالس المحلية تقوم بعملٍ كبير على الأرض، أغلبهم يعيش داخل سوريا، وعلاقتهم جيدة مع جماعتنا على الأرض، يقدمون الخدمات للناس، ومتابعين عمالهم مع الولاة. لماذا لا يتم إدخالها إلى الائتلاف؟ تريدون حل مشاكل الناس؟ هؤلاء سيساعدونكم كثيراً. نريد للائتلاف أن تكون علاقته جيدة مع حاضنته الثورية، زيدوا من تواصلاتكم مع المكونات والشخصيات المعروفة من قبل الناس. قووا علاقتكم مع الدول مع أميركا وأوروبا والأمم المتحدة. مارسوا النشاط أكثر، نحن ندعم الثورة والائتلاف ولن نغير موقفنا.
رحّب رئيس الائتلاف بفكرة إدخال المجالس المحلية، وقال إنّ هذا سيزيد شرعية الائتلاف، وطلب من وفد أنقرة إيضاحاً حول ذلك، ووعد وفد أنقرة بتسليمه مقترحات حول ذلك.
تحدث أعضاء من الوفد من جانب الائتلاف عن الإدارة في المناطق المحررة وأهمية تحسين الظروف المعاشية، وتحدثوا عن أنّه لا نية للائتلاف بالانسحاب من أستانة واللجنة الدستورية ولكن ينبغي أن يكون هناك تقدم ولو طفيف حتى نقوى بين أهلنا، تحدثوا كذلك عن قوائم الدخول إلى الداخل وبعض المسائل اللوجستية الأخرى.