المشهد | ماذا وراء عودة ترامب إلى الحياة السّياسيّة الأميركيّة؟
يسيطر ترامب على استطلاعات الرأي في أوساط الجمهوريين، كما أنَّ بعض المنافسين المحتملين، مثل نيكي هايلي، تعهّدوا بعدم الترشّح إلى منصب الرئيس إذا فعل ترامب ذلك.
في ظهور نادر، عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ليطلّ على شاشة "فوكس نيوز" الأميركيّة. وخلال المقابلة، هاجم ترامب سياسات الرئيس الحالي جو بايدن، متّهماً إياه بالخوف من الصين.
هجوم ترامب على بايدن سبقه هجوم آخر على رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو. ويأتي الحدثان في سياق سلسلة من الأخبار والتقارير الإعلامية التي باتت تزداد كثافةً حول الرئيس المثير للجدل.
المشهد
منذ خروج ترامب من الحياة السياسيّة الأميركيّة مع هزيمته في انتخابات العام 2020، اتخذ معظم وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قراراً بإلغاء حضور الرئيس السابق.
من جانب آخر، اشتدّت الجهود القضائية والسياسية لضمان استبعاد إمكانية عودة ترامب مرة أخرى، على الرغم من الأرقام التي حقَّقها في الانتخابات الرئاسية الماضية، والتي تجاوزت 74 مليون صوت، ولكن ترامب الذي اختفى بالفعل في الشهور الأولى التي تلت هزيمته، عاد إلى الظهور مجدداً بشكل مكثف، وكثرت التقارير الإعلامية التي تتناوله، مع ملاحظة أنَّ هذه التقارير تأتي من معارضيه ومؤيديه على حد سواء.
بين السطور
· لفهم الصّورة بشكل أفضل، يجب معرفة أنَّ الولايات المتحدة تعيش أجواء ما قبل الانتخابات النصفية للكونغرس في 2022. على هذا الأساس، يبدو المشهد الأميركي أشبه بحملة انتخابية كبيرة ومواجهة مفتوحة بين الجمهوريين والديمقراطيين.
· تتزامن عودة ترامب للظهور مع عدد من المعطيات التي يوفّر سردها تبريراً منطقياً لهذه العودة، إذ فاز المرشح الجمهوري الموالي لترامب،غلين يونغكين، في بداية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بمنصب حاكم ولاية فرجينيا، هازماً منافسه الديمقراطي المدعوم من بايدن والرئيس السابق باراك أوباما.
· في المقابل، لا يعيش الرئيس جو بايدن أفضل أيامه على صعيد الرضا الشعبي عن أدائه، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أنَّ نسبة التأييد الشعبي له في أدنى مستوياتها (41%)، وأكثر من ثلثي الأميركيين (69%) لا يوافقون على كيفية تعامله مع أسوأ موجة تضخم تضرب الولايات المتحدة منذ 40 عاماً، فيما لا يوافق معظم الأميركيين (55%) على كيفية تعامله مع روسيا.
· على خطى قيادة بايدن، تسير قيادة الحزب الجمهوري. وجّه ترامب انتقاداً لاذعاً إلى زعيم الأقلية الجمهورية ميتش مكونيل، معتبراً أنَّ الجمهوريين يحتاجون إلى قيادة جديدة. كلّ ذلك وسط دعوات داخل الحزب الجمهوري للعمل مع ترامب لضمان النجاح، كان آخرها من السيناتور ليندسي غراهام، الَّذي وصف ترامب بأنه "الأكثر أهمية في الحزب الجمهوري بأكمله، وربما في تاريخ الحزب منذ رونالد ريغان".
· لم تنجح حتى الآن حملات الترويج المكثّفة لحاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، كمرشّح جمهوري محتمل في انتخابات 2024. يسيطر ترامب على استطلاعات الرأي في أوساط الجمهوريين، كما أنَّ بعض المنافسين المحتملين تعهّدوا بعدم الترشّح إلى منصب الرئيس إذا فعل ترامب ذلك.
· وفق هذا السياق، تفسّر المعطيات السابقة سبب عودة ترامب، إذ يستدعيه الجمهوريون على أبواب الانتخابات النصفية لعلمهم بشعبيّته، فيما يستحضره الديمقراطيون في محاولةٍ لشدّ العصب الديمقراطي، باستدعاء الخصم الأكثر استفزازاً.
ما هو المقبل؟
توقّعت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أن يسعى ترامب للترشّح إلى الرئاسة في انتخابات العام 2024، قائلة إنَّ انتصاره فيها "قد يكون نهاية للديمقراطية الأميركية".
لم ينجح سابقاً مرشّح خاسر في العودة إلى البيت الأبيض، كما أنَّ الرؤساء المهزومين عادةً ما ينكفئون بعيداً، لكن ترامب الذي قلب تقاليد الحياة السياسية الأميركية رأساً على عقب قد يكون له رأي آخر.