العثور على أحد الصندوقين الأسودين للطائرة الصينية المنكوبة

التحقيق في حادث تحطّم الطائرة الصينية يتقدّم، بعد العثور على أحد الصندوقين الأسودين، الذي يحوي تسجيلاً للمحادثات، وإرساله إلى بكين لتحليل ما يحتويه.

  • لم يتمَّ العثور على ناجين حتى الآن بين الركاب وجميعهم صينيون
    لم يتمَّ العثور على ناجين حتى الآن بين الركاب، وجميعهم صينيون

تحقَّق تقدُّمٌ في التحقيق في حادث تحطّم طائرة "بوينغ 737-800" في الصين، التي كانت تقلُّ 132 شخصاً، مع العثور على أحد الصندوقين الأسودين، وقد لحقت به أضرارٌ كبيرة، كما أعلنت هيئة الطيران المدني الصينية، اليوم الأربعاء.

ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الإثنين إلى "تحديد أسباب الحادث في أسرعِ وقتٍ ممكنٍ"، وأوفد إلى المكان فريقاً حكومياً برئاسة نائب رئيس الوزراء، ليو هي.

وقال الناطق باسم هيئة الطيران المدني في الصين، ليو لوسونغ، للصحافيين: "تمَّ العثور الأربعاء على أحد صندوقي الطائرة الأسودين"، مشيراً إلى أنّه "متضرِّرٌ جدّاً".

وقالت هيئة الطيران المدني الصينية إنَّ "الصندوق الذي عُثر عليه هو الذي يسجّل المحادثات، وقد أُرسل إلى العاصمة بكين لتحليله".

وبثّ تلفزيون "سي سي تي في" لقطاتٍ لأشخاصٍ يرتدون ستراتٍ عليها علامة هيئة الطيران المدني في الصين، ويضعون الصندوق الأسود، وهو أسطوانة معدنية برتقالية اللون، في كيسٍ بلاستيكيٍّ قبل إحكام إغلاقه.

وذكرت السلطات أنّه لم يُعثر على أيِّ ناجٍ حتى اليوم من تحطّم الطائرة، التي سقطت عمودياً تقريباً قبل أن تشتعل، مؤكِّدةً أنَّ "كل الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة صينيون".

وما زال مئاتٌ من رجال الإطفاء والعسكريين والأطباء والمتطوعين والمسؤولين السياسيين، يعملون للبحث عن أثرٍ للركّاب أو أمتعتهم الشخصية، إضافة إلى الصندوق الأسود الثاني.

وتحطّمت الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة الداخلية "إم يو 5735"، التابعة لشركة شرق الصين، يوم الإثنين، على هضبةٍ جبليةٍ في وازهو جنوبي البلاد، أثناء توجّهها من مدينة كونمينغ إلى كانتون. 

يُذكر أنَّ كلَّ طائرةٍ مجهزةٌ بصندوقين أسودين لتسجيل معطيات الرحلة عادة، أحدهما يُتيح للمحققين الاستماع الى المحادثات في قمرة القيادة، فيما يُتيح الآخر درس معلوماتٍ أساسيةٍ مثل السرعة والارتفاع.

"رائحة كيروسين"

وتوقّفت أعمال البحث عن ناجين، اليوم الأربعاء، بسبب هطول الأمطار الغزيرة التي غمرت موقع الكارثة، ما جعله موحلاً مع خطر الانزلاق.

وقال مراسلٌ لتلفزيون "سي سي تي في" العام إنَّ "انزلاقاتِ تربةٍ محدودةٍ قد تكون حصلت"، مشيراً إلى أنّه "ما زال يشمُّ رائحةَ كازٍ في المكان"، بعد يومين من الكارثة. وأضاف المراسل أنَّ "هناك حفرةً ضخمةً في موقع ارتطام الطائرة تجمعت فيها مياه الأمطار".

وبثَّ التلفزيون صوراً عن حطام الطائرة، إضافة إلى أغراض أخرى كحقائب وبطاقات هوية وملابس.

وسيجعل التأكيد المحتمل لمقتل الركاب الـ132، وبينهم 9 من أفراد الطاقم، من الحادث الأسوأ في قطاع الطيران منذ 1994 في الصين، حيث يعتبر الخبراء عموماً السلامة الجوية جيدةً جداً.

سقوط عمودي

بحسب معلومات موقع الطيران المتخصص "فلايت رادار"، فإنَّ "الطائرة سقطت عمودياً نحو الأرض قبل أن تتحطم، وهو أمرٌ غير اعتيادي برأي الخبراء، لذلك ما زالت أسباب المأساة غير معروفة حتى الآن.

وقال مدير سلامة الطيران في هيئة الطيران المدني، تشو تاو: "حين لاحظ المراقب الجوي الانخفاض الكبير للطائرة، سارع إلى الاتصال بالطاقم عدة مرات، لكنه لم يحصل على أيِّ ردٍّ".

من جهته قال مدير جهاز التحقيق في الحوادث بهيئة الطيران المدني، ماو يانفينغ، إنَّ "الأحوال الجوية لم تكن تشير إلى مخاطر محددة خلال الرحلة".

كما أنّه ليس هناك أيُّ شبهاتٍ حتى الآن حول الطيار أو مساعديه الاثنين، الذين لديهم رصيدٌ كبيرٌ من ساعات الطيران، كما أعلن المسؤول الكبير في شركة "شرق الصين"، سان شيينغ.

وأوضح شيينغ أنّه "على أساس المعلومات الأولى التي نملكها، فإن أداء الطيارين كان جيداً جداً، وأوضاعهم العائلية يسودها وئام"، إضافة إلى أنَّ الطائرة لم تكن قديمةً، فقد بدأت الخدمة في الصين في العام 2015، وقامت بحوالى 9 آلاف رحلةٍ في أكثر من 18 ألف ساعةِ طيرانٍ كما أوضح.

لكن هيئة الطيران المدني أمرت بتفتيشٍ عامٍّ لكلِّ قطاع الطيران خلال الأسبوعين المقبلين.

اخترنا لك