قوى سياسية عراقية تُدين استخدام العنف في التظاهرات وتدعو إلى ضبط النفس
رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، يوجّه بإجراء تحقيق شامل بشأن ملابسات أحداث محيط المنطقة الخضراء، والأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، يُدين استخدام القوات الأمنية السلاحَ الحيّ في مواجهة المتظاهرين.
أكّد الرئيس العراقي، برهم صالح، أن "الصدامات التي حصلت بين قوات الأمن والمتظاهرين مؤسفة ومرفوضة وينبغي متابعة التحقيق المقرر بذلك وضمان عدم تكرارها".
وقال صالح في تغريدة له في "تويتر" إنّ "التظاهر السلمي حق مكفول دستورياً، وضرورة عدم خروجه عن إطاره السلمي القانوني"، مضيفاً أن "حماية الأمن العام واجب وطني وعلى الجميع ضبط النفس وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار".
التظاهر السلمي حق مكفول دستورياً، وضرورة عدم خروجه عن اطاره السلمي القانوني، والصدامات التي حصلت بين قوات الامن والمتظاهرين مؤسفة ومرفوضة وينبغي متابعة التحقيق المقرر بذلك وضمان عدم تكرارها.ان حماية الأمن العام واجب وطني وعلى الجميع ضبط النفس وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار
— Barham Salih (@BarhamSalih) November 5, 2021
بدوره، وجّه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بإجراء تحقيق شامل بشأن ملابسات أحداث اليوم الجمعة، في مناطق متعدّدة في محيط المنطقة الخضراء، وتقديم نتائج التحقيق.
وشدّد الكاظمي على أنّ "التعليمات الصارمة للقوات الأمنية، بشأن التعامل المهني مع التظاهرات واحترام حقوق الانسان الأساسية، ساريةٌ، وخصوصاً الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي، (اللذين هما) من الأساسيات التي التزمتها الحكومة".
ودعا الأطراف السياسية المتعددة إلى "التهدئة واللجوء إلى الحوار"، مناشداً "المتظاهرين ممارسةَ حقوقهم المشروعة عبر اعتماد السلمية، وتجنُّب العنف بأي صيغة ومستوى ووسائل".
الخزعلي يدعو إلى ضبط النفس
من جهته، أدان الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، "استخدام القوات الأمنية السلاحَ الحيّ في مواجهة المتظاهرين السلميين".
ولفت الخزعلي، في بيان، إلى أنّه "تجب محاسبة الأفراد الذين أطلقوا النار وقتلوا المتظاهرين وأصابوهم، وأيضاً (محاسبة) من أصدر هذه الأوامر، كائناً من كان. ومن ناحيتنا، لن نرضى أبداً بأي محاولة تستُّر على الآمر والفاعل".
ودعا "كل الأحبّة المتظاهرين إلى ضبط النفس وعدم الاندفاع وتفويت الفرصة على كل من يريد استغلال الأحداث من أجل تضييع حقوقهم المشروعة"، كما دعا أفراد القوات الأمنية إلى "الوقوف مع أبناء شعبهم، وألاّ يكونوا أداة في تنفيذ الأوامر الخبيثة وغير القانونية في استهداف إخوانهم المتظاهرين".
وحذّر الخزعلي أيضاً من "محاولات أطراف مرتبطة بجهات مخابراتية تخطط لقصف المنطقة الخضراء وإلقاء التهمة على فصائل المقاومة".
الحكيم يدعو إلى عدم خروج الاحتجاجات عن إطارها السلمي
بدوره، دعا رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، المحتجين والقوات الأمنية إلى ضبط النفس، والحيلولة دون انجرار الأوضاع إلى ما لا تُحمَد عقباه.
وقال الحكيم، في بيان، "إنّنا نتابع بقلق بالغ الأحداث المؤسفة التي شهدتها المنطقة الخضراء"، مجدداً تأكيده ضرورة "عدم خروج الاحتجاجات الرافضة نتائج الانتخابات عن إطارها السلمي".
وحثّ جميع الأطراف على "تغليب المصلحة الوطنية العليا في هذا الظرف الحساس"، داعياً "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمؤسسة القضائية إلى النظر بجدية في الطعون الواردة، و إنصاف القوى المعترضة".
يأتي ذلك بعد تجمّع جمهور القوى المعترضة على نتائج الانتخابات عند جميع بوابات المنطقة الخضراء بهدف إغلاقها. وعملت قوات الأمن على تفريق المتظاهرين بواسطة الغاز المسيّل للدموع وخراطيم المياه، بينما رشق المحتجون قوات مكافحة الشغب عند مدخل المنطقة الخضراء.
الحكيم والصدر يبحثان في مستجدات الأوضاع في العراق
وبغية البحث في نتائج الانتخابات الأخيرة، التقى رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية عمار الحكيم، اليوم الجمعة، زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.
وقال الحكيم "إنّنا بحثنا في مستجدات الأوضاع في العراق، ونتائج الانتخابات الأخيرة، واستحقاقات المرحلة المقبلة".
وقال الصدر إنّه "ينبغي للدولة عدم اللجوء إلى العنف ضد المتظاهرين السلميين، لأن التظاهر حق لهم"، كما "يجب ألا تتحول المظاهرات السلمية من أجل الطعون الانتخابية إلى مظاهرات عنف".
كتائب حزب الله: ما حدث سيزيد في ثبات المعتصمين
ومن جهتهاـ قالت كتائب حزب الله العراق إن إصدار أوامر إطلاق النار على العزل وسفك دمائهم يظهران وحشية الكاظمي.
وأضافت أن ما حدث في ساحة الاحتجاج السلمي سيزيد في ثبات المعتصمين.
كما دان الإطار التنسيقي بشدة ما تعرض له المحتجون السلميون من قمع واستخدام مفرط للعنف وحرق للخيام رغم تمسكهم بالاحتجاجات السلمية، مطالبةً السلطات القضائية بموقف عاجل ومحاسبة المسؤلين ممن أمر ونفذ أمر إطلاق النار على المحتجين.
ولفت إلى أنه يجب على الحكومة أن تتحمل مسؤلياتها بتوفير الحماية للمتظاهرين السلميين وإجراء تحقيق فوري لمعرفة المسؤلين عن إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
ويشهد العراق حالة من الشد والجذب بشأن نتائج الانتخابات الأخيرة، والتي جرت في الـ10 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وكانت تنسيقية المتظاهرين في بغداد أعلنت، في بيانها أمس، أن اليوم الجمعة هو يوم "الفرصة الأخيرة".
وكانت مفوضية الانتخابات في العراق، والتي تعنى بعملية إعادة فرز يدوية للأصوات، أعلنت، عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية، عدمَ ثبوت حدوث أي تغيير في النتائج أو تزوير، حتى الآن.
وتستمر التظاهرات في العراق رفضاً لنتائج الانتخابات العراقية. وطالبت اللجنة التحضيرية للتظاهرات، الرافضة نتائج الانتخابات البرلمانية، باعتماد آلية العدّ والفرز اليدويَّين في أي انتخابات مقبلة، ودعت إلى إعادة النظر في قانون الانتخابات الحالي.
وفي الـ25 من تشرين الأول/أكتوبر، دعت القوى الوطنية، المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية، رئيس الجمهورية، برهم صالح، إلى التدخل من أجل "منع اتجاه الأحداث نحو ما هو أخطر". وجاءت الاحتجاجات في البلاد عقب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، التي اعتبرتها مجموعة كبيرة من القوى السياسية غير صحيحة، مشكّكةً في نزاهة عملية فرز الأصوات وصدقيتها.