السودان: مقتل متظاهرين اثنين بالرصاص باحتجاجات عمّت المدن
لجنة أطباء السودان المركزية تعلن مقتل متظاهرين أمس الإثنين، والمحتجون يطالبون الجيش بتسليم الحكم للمدنيين والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
لقي متظاهران، أمس الإثنين، مصرعهما بالرصاص في احتجاجات جديدة، شارك فيها الآلاف، في العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى من السودان، ليصل عدد القتلى إلى "81 شهيداً منذ يوم الانقلاب وحتى هذه اللحظة"، وفق ما أعلنته "لجنة أطباء السودان المركزية".
وتنفي الشرطة استخدام الرصاص ضد المتظاهرين، وأعلنت من جانبها في بيانٍ إصابة "102 من أفرادها بإصابات بالغة وآخر بطلق ناري".
وأعلنت "لجنة أطباء السودان المركزية" عن مقتل متظاهرين اثنين في احتجاجات جديدة بالخرطوم الإثنين. وأطلقت القوى الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريقها، هما: منذر عبد الرحيم محمد أثناء مليونية 14 شباط/فبراير، أما الثاني لم يتم التعرف على بياناته بعد.
وأضافت اللجنة في بيانها على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك أنّ حصيلة القتلى ارتفعت بذلك إلى "81 شهيداً منذ يوم الانقلاب وحتى هذه اللحظة".
وخرج آلاف السودانيين، أمس الإثنين، مجدداً إلى شوارع العاصمة ومدنها المجاورة وعدد من الولايات للتظاهر، وتصدت لهم قوات الأمن قرب القصر الرئاسي في الخرطوم وقرب مقر البرلمان في أم درمان بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية بأنّ التظاهرات جرت في الخرطوم ومدينتها التوأم أم درمان وولاية القضارف ومدينة بورتسودان الساحلية (شرق) وإقليم دارفور (غرب).
وحمل المحتجون في الخرطوم أعلاماً سودانية وبالونات حمراء اللون ولافتات كتب عليها "اليوم عيد حب الوطن"، بسبب تزامن تحركهم مع عيد الحب.
وتنفي الشرطة استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، وتقول إن ضابطاً طُعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما أدى إلى مصرعه، بالإضافة إلى إصابة العشرات من أفراد الأمن.
مطالب المحتجين
وطالب المحتجون الجيش بتسليم الحكم للمدنيين والإفراج عن المعتقلين السياسيين ومحاسبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات.
وقال المتظاهر خالد محمد لوكالة الأنباء الفرنسية: "نطالب بإطلاق سراح أعضاء لجان المقاومة والسياسيين الذين اعتقلوا دون وجه حق ولفقت لبعضهم اتهامات غير حقيقية".
وعلى مدى الأسابيع الماضية، أوقف الكثير من الناشطين التابعين لـ"لجان المقاومة"، وهي مجموعات غير رسمية برز دورها في تنظيم الاحتجاجات ضد الانقلاب.
منتصرة وعنيدة ❤️✌🏻
— Omer Alniel® (@OmerAlniel) February 15, 2022
من مليونية 14 فبراير pic.twitter.com/vC3yti4vUR
وقال "تجمع المهنيين السودانيين" في بيانٍ، إن "عدد المعتقلين تعسفياً ودون توجيه تهم جنائية أو دعاوى قانونية وصل إلى أكثر من 100 معتقل لم يتم التحقيق والتحري معهم".
وأضاف التجمع الذي لعب دوراً بارزاً في قيادة الاحتجاجات التي أسقطت الرئيس السابق عمر البشير في 2019 أن "أعمار المعتقلين إجمالاً تراوح بين 16 و60 عاماً ويعاني كبار السن فيهم من أمراض مزمنة".
وأشارت لجنة أطباء السودان المركزية إلى أن عدداً من الموقوفين في سجن سوبا بالخرطوم "دخلوا اليوم في إضراب عن الطعام رفضاً للأوضاع السيئة التي يعيشونها داخل السجن".
وأضافت أن بعض المعتقلين سجنوا "دون أي تهمة حتى، والآخر ينتظر التحري الذي يتم تأخيره عن قصد للتعريض للمزيد من الأذى النفسي والجسدي".
مبادرة الأمم المتحدة
أكد مجلس السيادة السوداني في بيان الإثنين تسلم البرهان دعوة رسمية لزيارة دولة الإمارات موجهة من رئيسها خليفة بن زايد آل نهيان عبر سفيره في الخرطوم.
والشهر الماضي، أطلق موفد الأمم المتحدة الخاص إلى السودان، فولكر بيرتس، محادثات لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وأكد البرهان في مقابلة تلفزيونية، السبت الماضي، أنّ تحقيقات تجرى لمعرفة المسؤول عن قتل المتظاهرين.
وأكدت قوى الحرية والتغيير المعارضة في السودان أنها ستتعاطى بإيجابيةٍ مع المبادرة التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة بشأن دعوة جميع الأطراف للحوار.