السفير الروسي في بيروت للميادين نت: العملية العسكرية تسير بدقة
في أتون الأزمات الكبرى التي يعيشها العالم، وفي ظل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، السفير الروسي في بيروت يتحدث إلى الميادين نت عن تطورات الحرب، وخلفياتها السياسية والأمنية.
تُرخي الأزمة في أوكرانيا بظلالها على العالم. وإذ يحاول البعض الإيحاء، بقصد أو بغيره، بأن هذه الأزمة بدأت مع العملية العسكرية الروسية فيها، فإن المعطيات السياسية واللوجستية والميدانية تكشف التحريض الغربي لحكومة كييف.
التحريض، وفق المتابعين، حضّ كييف على رفض التفاوض مع موسكو، مترافقاً مع تزويدها بالأسلحة المتطورة، سعياً لضمّها تالياً إلى "حلف الناتو".. وصولاً إلى مباشرة الجيش الأوكراني في قصف جمهورية دونباس واستهداف المدنيين فيهما.
يؤكد السفير الروسي في بيروت، ألكسندر روداكوف، للميادين نت، أن "أهداف عمليتنا العسكرية الخاصة هي نزع كل من السلاح والنازية من أوكرانيا، وحماية شعب منطقة دونباس وروسيا الاتحادية من التهديدات العسكرية من جانب الدول الأعضاء في حلف الناتو، والتي تحاول أن تستخدم الأراضي الأوكرانية قاعدةً عسكرية ضد بلدنا".
وردّاً على الادعاءات والاتهامات الغربية، يشدّد روداكوف على أنه "ليس لدينا خطط من أجل احتلال أوكرانيا".
وفي ظل الحملة الإعلامية الشرسة التي تستهدف موسكو، بحيث "تروّج الدول الغربية الكذبَ"، سيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية، والتي تُعَد الأكبر من نوعها في أوروبا، ويأتي التأكيد الدبلوماسي الروسي أن "القوات "الروسية تسيطر على المنشأة، فكيف تقصفها".
وهنا يتحدث روداكوف غمّا يجري، فيقول إن "القوات المسلحة الروسية لا تشكّل تهديداً للسكان المدنيين الأوكرانيين، لأنها تضرب المنشآت العسكرية من خلال استخدام الأسلحة الدقيقة فقط".
ويشرح ما يجري بقوله "إن نظام كييف والكتائب النازية هي التي تهدد المدنيين، وتُرهب المواطنين، وتنصب الدبابات وقاذفات الصواريخ المتعددة والمدافع، في مناطق سكنية قرب المدارس ورياض الأطفال، وتجهّز مواقع إطلاق النار على أسطح المنازل، وتختبئ وراء الأطفال والنساء الذين تستخدمهم دروعاً بشرية".
ويضيف "يتعرّض الأسرى الروس للتعذيب بطريقة سادية، ويقوم النازيون الأوكرانيون بتصوير التعذيب بالفيديو، ويتباهون بقسوتهم المتعمدة".
ويتحدث عن تفاصيل تتعلّق بإفراج السلطات في كييف عن المجرمين من السجون، بحيث وُزِّعت عليهم عشرات آلاف القطع من الأسلحة النارية (في مدينة كييف وحدها تم توزيع أكثر من 10000 بندقية ومسدس).
و"ترتكب عصابات اللصوص التعسّف في المدن الأوكرانية، وتطلق النار على المدنيين من دون سابق إنذار، وتستخدم القوات المسلحة الأوكرانية الذخائر الفسفورية التي يحظرها البروتوكول الثالث لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن الأسلحة اللاإنسانية عام 1980"، كما يقول روداكوف.
العملية العسكرية
ميدانياً، لا يخوض ناظم الدبلوماسية الروسية في لبنان، بحكم وظيفته، في التفاصيل، لكنه يجيب عن سؤالنا بقوله "بخصوص الأحداث الأخيرة، فإن العملية مستمرة، كما هي مخطَّطة، في أوكرانيا، وكما قال الرئيس فلاديمير بوتين، فهي تسير بدقة وفقاً للجدول الزمني".
تزامناً، يضيف أن "الجولة الثانية من المفاوضات الروسية - الأوكرانية اختُتمت في الـ3 من آذار/مارس. ونُوقشت في أثنائها مجموعة من القضايا. ووفق تقييم الجانب الروسي، فإن النتيجة الأكثر أهمية فيها، هي التوصل إلى الاتفاقية بشأن تنظيم ممرات إنسانية لإنقاذ أرواح المدنيين، وضمان خروجهم الآمن من مناطق القتال".
تحرُّكنا في دوينتسك ولوغانسك وفق ميثاق الأمم المتحدة
ويذكّر الدبلوماسي الروسي بأن "الرئيس بوتين، في خطابه الذي وجّهه في الـ24 من شباط/فبراير الماضي إلى الشعب الروسي بشأن اتخاذه قراراً يقضي بشن عملية عسكرية خاصة في دونباس"، قال إن "الظروف تتطلب منّا اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية.
وفي حديثه، يردّ على ما اتخذته الدول الغربية وعلى لجوء بعض دوله إلى مجلس الأمن الدولي للضغط على القرارات الروسية، فيؤكد أن "القيادتين في جمهوريتي دوينتسك ولوغانسك الشعبيتين لجأتا إلى روسيا من أجل طلب المساعدة. وفي هذا الصدد، ووفقاً للمادة الـ51، الجزء الـ7 من ميثاق الأمم المتحدة، وبموافقة مجلس الاتحاد (الغرفة العليا في البرلمان الروسي)، وعملاً بمعاهدات الصداقة والمساعدة المتبادَلة مع جمهوريتي لوغانسك ودوينتسك، قررتُ القيام بعملية عسكرية خاصة في دونباس".
عشرات ملايين الأوكران ينطقون بالروسية
السفير الروسي في لبنان، الذي يقول إن زوجته أوكرانية، يعتبر أن "الأزمة في دونباس وأوكرانيا سببها الانقلاب غير الدستوري في شباط/فبراير 2014، والذي ارتكبه النازيون الجدد بمساعدة الدول الغربية. فخلال 8 أعوام، كان نظام كييف يشنّ في البلد، حيث يعيش عشرات الملايين من السكان الناطقين بالروسية، الحملة العنيفة ضد لغتنا وثقافتنا، وينشر بعدوانية الأيديولوجيا النازية الجديدة، ويمارس قتل المعارضين السياسيين من دون محاكمات، ويضطهد الأشخاص الذين يعبّرون عن آراء معارضة. ولمدة ثمانية أعوام، لم تتوقف الحرب والإبادة الجماعية في منطقة دونباس، واستمر حصارها".
"نشعر بأننا مفهومون في لبنان"
ويجيب روداكوف عن الموقف اللبناني، فيردف قائلاً "ما يتعلق بموقف لبنان ذي الصلة، أخبرنا وزير الخارجية اللبنانية، الدكتور عبد الله بو حبيب، أن لبنان سيتخذ موقفاً تضامنياً متفَقاً عليه في إطار جامعة الدول العربية. وفي أثناء التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار المتعلق بالوضع في أوكرانيا، أيّدتنا سوريا، ووجد كل من الجزائر والعراق والسودان الشجاعة لرفض أن تقودها الولايات المتحدة، وامتنعت هذه الدول عن التصويت، ولم يكن الوفد المغربي حاضراً".
ويختم سفير الدبلوماسية الروسية "أمّا في لبنان، فإن قادة القوى السياسية الرئيسة يتصلون بنا للإعراب عن تضامنهم مع خطوات روسيا. كما خرجت تظاهرات في عدة مدن لبنانية دعماً لبلدنا. وفي النهاية، نشعر بأن موقفنا يتفهّمه اللبنانيون، بصورة عامة، والشعب اللبناني يشاركنا في رغبتنا في تحقيق الحق المشروع لأي دولة في ضمان الأمن القومي".