السفارة الصينية في كندا تعترض بشدة على الاتهامات الأميركية الكندية لبكين
صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية تتطرق إلى بيان السفارة الصينية في كندا، والذي اعترض بشدة على التصريحات الأميركية الكندية الأخيرة حول الصين، والتي خرجت أثناء زيارة الرئيس الأميركي إلى كندا.
نشرت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية أنّ السفارة الصينية في كندا عبّرت، اليوم السبت، عن استيائها الشديد على ما أسمته "الضجيج المتكرر" لأميركا وكندا، بشأن القضايا المتعلقة بالصين، والذي صدر خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى كندا.
وقال المتحدث باسم السفارة الصينية في بيان رسمي: "يلتزم عدد صغير من الدول الغربية، بما في ذلك كندا وأميركا بعقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي، والانخراط في سياسات الكتلة القائمة على مصالح المجموعات الصغيرة".
وأشار بيان السفارة الصينية إلى أنّ أميركا وكندا تلتزمان بعقلية الإضرار بسيادة الدول الأخرى بشكل متعمد، وإلحاق ضرر كبير بالسلام والأمن والتنمية في العالم، وأنّ هذا هو التهديد الخطير وطويل الأمد والأكبر للنظام الدولي.
ورد البيان على مزاعم كندا وأميركا بأنّ "الصين تشكل تحدياً طويل الأمد، وخطيراً للنظام الدولي، وتشارك في أعمال مدمرة"، مُضيفاً أنّ الصين "تدعم التنمية السلمية، وتدعو إلى الانفتاح والشمولية، وتمارس التعاون المربح للجانبين، وكانت دائماً منشئ السلام العالمي، ومساهمةً في التنمية العالمية، ومدافعةً عن النظام الدولي".
وأكّد المتحدث باسم السفارة الصينية التزام بلاده بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، في نفيٍ لما تم ذكره من "تدخل الصين في الشؤون الداخلية لكندا".
كما شدّد على أنّ "الوكالات القنصلية الصينية تؤدي دائماً واجباتها وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، والاتفاقية القنصلية الثنائية بين الصين وكندا، والتي تتماشى مع القانون الدولي والممارسات الدولية، وهي على ظهر السفينة ولا تشوبها شائبة".
وحثت السفارة الصينية الجانب الكندي على التخلي عن ما أسمته "انحيازه الأيديولوجي"، ودعته إلى التوقف فوراً عن وصم المؤسسات والموظفين الصينيين الذين يؤدون واجباتهم العادية، وإلى التوقف عن تشويه سمعة الصين ومهاجمتها.
وأوضح البيان أنّ الصين دولة خاضعة لسيادة القانون، وأنّ الإدارات المعنية تتولى قضايا المواطنَين الكنديَين، مايكل كوفريج ومايكل سبافور، الذيَن تمّت إدانتهما للاشتباه في ارتكابهما جرائم ضد الأمن القومي للصين، وفقاً للقانون.
ولفت البيان إلى أنّ ذلك لم يكن أقل من الاحتجاز التعسفي للمديرة المالية لشركة "هواوي" الصينية، مينغ وانزو، في كندا لمدة 3 سنوات تقريباً، من دون انتهاكها لأي قانون كندي.
وأقرّت السفارة في بيانها أنّ العلاقات الصينية الكندية، تواجه في الوقت الحالي صعوبات "لا تريد الصين أن تراها"، كما أكّدت أنّ الصين ليست مسؤولة عن هذه القضايا.
ووصف بيان السفارة تصريحات بعض السياسيين الكنديين بالغير مسؤولة، كما أكّد أنها خلقت مراراً وتكراراً، اضطرابات وعقبات جديدة في العلاقات الثنائية، وأنّ مثل هذه التصرفات ستلحق المزيد من الضرر بالعلاقات الصينية الكندية، ومصالح كندا الخاصة.
وحثت السفارة الصينية كندا، في ختام بيانها، على الالتزام بالاحترام المتبادل، والسعي إلى أرضية مشتركة مع تجنب الخلافات، والعمل من أجل تعزيز الثقة المتبادلة، وتعزيز التعاون وتحسين جو العلاقات الثنائية.
وتناولت المحادثات بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عدة ملفات دولية من أبرزها الصين، بالإضافة إلى الهجرة غير النظامية، والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وذكرَ بيانٌ مشتركٌ، أمس الجمعة، أنّ واشنطن وأوتاوا تقرّان بوجود تحدٍ خطيرٍ طويل الأمد تفرضه الصين.
كما أعلن الرئيس الأميركي أنّ الصين لم تزود بعد روسيا بأسلحة كي تستخدمها في الحرب الدائرة في أوكرانيا، لكنّه أضاف أنّ ذلك لا يعني أنّ بكين لن تمد موسكو بالأسلحة.