الجيش الروسي يُجري مناورات عسكرية في جزر الكوريل
أكثر من ألف عسكري روسي يُجرون حالياً تدريبات في جزر الكوريل المتنازَع عليها مع اليابان، تشمل بصورة أساسية "إطلاق قذائف مدفعية، واستخدام أنظمة صواريخ مضادة للدبابات".
قالت وزارة الدفاع الروسية،اليوم الجمعة، إنّ أكثر من ألف عسكري روسي، من المنطقة العسكرية الشرقية، يُجرون حالياً تدريبات في جزر الكوريل.
وأشارت الوزارة، في بيان، إلى أنّ التدريبات تشمل بصورة أساسية "إطلاق قذائف مدفعية واستخدام أنظمة صواريخ مضادة للدبابات".
وقال البيان إنّ "أكثر من ألف جندي من قوات الدفاع الجوي، ونحو 200 وحدة من المعدات العسكرية، شاركوا في التدريبات القتالية في جزر الكوريل".
وأضاف: "بدأت قوات عسكرية مشتركة من المنطقة العسكرية الشرقية، والمتمركزة في إقليم بريمورسكي، تدريباً تكتيكياً عبر إطلاق نار حيّ".
وأوضحت الوزارة أنّ القوات الروسية تقوم، في أثناء المناورات القتالية، بـ"تدريبات على القتال في ظروف استخدام وسائل الحرب الإلكترونية، واستخدام العدو لأسلحة الدمار الشامل، وعند صد هجوم بطائرات من دون طيّار".
وكانت وسائل إعلام يابانية وروسية ذكرت، يوم السبت الفائت، أنّ روسيا تُجري مناورات "على جزر متنازَع عليها بين موسكو وطوكيو"، وسط تكتم في أوساط الحكومة اليابانية، عقب تعليق موسكو محادثات السلام بين البلدين.
خشية من "صِدام" بين روسيا واليابان
وحذّر مونيو سوزوكي، العضو في مجلس الشيوخ في البرلمان الياباني، من أنّ إلغاء المفاوضات مع روسيا بشأن جزر كوريل قد ينتهي بصِدام بين البلدين بسبب زيادة نفوذ واشنطن على طوكيو، مُقِراً بأنّ تصعيد موسكو ناجمٌ عن العقوبات من جانب طوكيو، كما شدد على أنه سيكون من مصلحة بلاده انتهاج سياسة متوازنة.
وسبق أن أعلنت موسكو، عام 2020، نشرها منظومة "أس-300 في 4" المتطورة في جزر الكوريل، وهي منظومة دفاع صاروخي جوي روسية محدَّثة عن النسخة الأساسية، ومخصَّصة لحماية المنشآت الحيوية. كما أعلنت، في وقت لاحق، نشرها فيها 3 منظومات دفاع صاروخي بحري من نوع "باستيون".
وكان رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوتين، زار جزيرة إيتوروب في الكوريل في تموز/يوليو الفائت. وصرّح بشأن عزم بلاده إقامة منطقة تجارة حرة في الجزيرة، الأمر الذي أثار سخط الحكومة اليابانية.
وفرضت اليابان عقوبات شملت 76 فرداً، و7 بنوك، و12 منظمة، في روسيا، منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفقاً لوزارة المالية اليابانية، بينهم الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ونائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك إيفكوروف، بالإضافة إلى شركات، منها روسوبورون إكسبورت، وشركة طائرات الهليكوبتر الروسية، و"روسنفت إيرو"، وغيرها.
وعقب بدء فرض العقوبات اليابانية على موسكو، قالت زاخاروفا إنَّ "هذا دليل على أن عدة قوى في المؤسسة السياسية اليابانية تضع في اعتبارها استغلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، من أجل العمل على تحقيق مطالبها الإقليمية ضد روسيا"، وأضافت: "ننصحكم بنسيان هذا الأمر إلى الأبد".
يُذكر أنَّ اليابان تطالب بجزر كوناشير وشيكوتان وإيتوروب وهابوماي، الواقعة في المحيط الهادئ، والتي تشكّل مجتمعةً ما يسمى جزر الكوريل، الخاضعة للسيادة الروسية، وهي جزر متنازَع عليها بين البلدين منذ أواخر القرن الـ19.
وتؤكد موسكو أن الجزر جزء من سلسلة الكوريل، وأصبحت جزءاً من الاتحاد السوفياتي نتيجة للحرب العالمية الثانية، وأنّ "سيادة روسيا الاتحادية عليها تُعَدُّ أمراً لا شك فيه"، في حين تصرّ اليابان على أنّها "جزء من أقاليمها الشمالية".