الجيش التركي ينهي التوتر عند معبر أبو الزندين شرق حلب لإعادة فتحه مجدداً

الجيش التركي يُنهي التوتر عند معبر أبو الزندين شرق حلب (شمال سوريا)، بعد تخريبه وتدمير محتوياته من قبل فصائل مسلّحة لم تحصل على فوائد مالية من المعبر.

0:00
  • الجيش التركي ومسلحي ما يسمى بـ
    الجيش التركي ومسلحي ما يسمى بـ "الجيش الوطني" عند معبر أبو الزندين شرق حلب (مواقع إخبارية)

أجبر الجيش التركي أحد الفصائل المسلحة المدعومة من قبله بإعادة إصلاح معبر أبو الزندين شرق حلب (شمال سوريا)، بعد تخريبه وتدمير محتوياته خلال الهجوم عليه رفضاً لإعادة فتحه باتجاه مناطق الدولة السورية.

وبدأ التوتر، بعد إعلان إعادة فتح المعبر أمام الحركة التجارية، بعد تنسيق تركي روسي بهدف تخفيف الأعباء المعيشية على المناطق من الجهتين، حيث بدأت يوم أمس الجمعة دخول القوافل التجارية كمرحلةٍ تجريبية من الاتجاهين.

وبعد يوم على إعادة افتتاح المعبر، شنّ فصيلٌ ما يسمى بـ"أحرار الشرقية" وأنصاره هجوماً على المعبر، مُعبّرين عن رفضهم لإعادة فتحه مع الدولة السورية، حيث قام المتظاهرين وبعض المسلحين من الفصيل المذكور بتحطيم محتويات المعبر وتخريب كل التجهيزات والعربات وإحراق محتوياتها.

وردّ الجيش التركي على الحشود الكبيرة بإطلاق الرصاص الكثيف بالهواء لعدم تعرّض دورياته التي كانت تُشرف على عمل المعبر لأيّ أذىً من قبل المتظاهرين، حيث استقدم ما يُسمى الشرطة العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني" المدعوم من تركيا تعزيزاتٍ كبيرة، ونفّذت حملة اعتقالاتٍ واسعة بمساعدة الجيش التركي للمشاركين في الهجوم على المعبر.

وأعلنت مصادر معارضة أنّ عدد الذين جرى اعتقالهم من قبل الجيش التركي بلغ نحو 20 شخصاً، حيث أفرج عن المدنيين منهم وسلّم المسلحين إلى الشرطة العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني"، حيث أعلن الأخير أنّ المسلحين يتبعون لـ"أحرار الشرقية"، وسيتم تحويلهم للقضاء بعد الانتهاء من التحقيقات معهم.

تجفيف منابع تمويل "تحرير الشام"

وأشار ناشطون إلى أنّ فصيل "أحرار الشرقية" استغلّ الحالة الثورية للمتظاهرين بهدف تخريب الاتفاق حول فتح المعبر التجاري، وذلك بسبب عدم حصوله على أيّ فائدة مالية من افتتاح المعبر، مُضيفين أنّ "افتتاح المعبر له فوائد على المناطق الخاضعة للجيش الوطني بشكلٍ كبير وتخفف الأعباء الاقتصادية على المدنيين عبر فتح أسواق جديدة لتصريف البضائع".

وكما أكّدت مصادر محلية أنّ الجانبين التركي والروسي يسعيان إلى تجفيف منابع التمويل لـ"هيئة تحرير الشام"، عبر فتح معابر بديلة عن تلك المعابر الخاضعة لسيطرة الجولاني، والتي سيكون لاحقاً آخرها إلغاء معبر باب الهوى، وفتح معابر أخرى بديلة.

وفي السياق، كشفت مصادر محلية عن استعدادات تركية روسية للمباشرة بالعمل على تأهيل البنية التحتية لطريق الشط تمهيداً لافتتاح الطريق الدولي حلب- غازي عنتاب وصولاً لبوابة باب السلامة الحدودية مع تركيا.

يُشار إلى أنّ الشرطة العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني" وبمساندة الجيش التركي أقاموا نقاط انتشار في محيط معبر أبو الزندين، بالتزامن مع انتشار دوريات للجيش الروسي على الجانب الآخر من المعبر، حيث من المتوقع إعادة فتح المعبر خلال أيامٍ بعد الانتهاء من أعمال الصيانة.

مسار التطبيع

يشار إلى أنّ دمشق وأنقرة بدأتا مساراً لتطبيع علاقاتهما بشكل رسمي نهاية 2022، بلقاء على مستوى وزيري الدفاع تبعه لقاء في عام 2023 على مستوى وزراء الخارجية، بحضور وزيري الخارجية الروسي والإيراني. 

واعترض مسارَ تطبيع العلاقات بين البلدين عدد من القضايا الخلافية بين الجانبين، أبرزها مسألة جدولة خروج القوات التركية غير الشرعية من الأراضي السورية.

من جهته أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر في 1 حزيران/يونيو أن بلاده تدرس إمكانية سحب قواتها من سوريا بشرط أن يتمّ ضمان "بيئة آمنة" وأن تكون الحدود التركية آمنة.

وتبع ذلك إعلان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أنّ "الشرط الأساسي لأيّ حوار سوري- تركي هو إعلان أنقرة استعدادها للانسحاب من سوريا".

اقرأ أيضاً: مسار العلاقات السورية – التركية.. هل بدأت خرائط الميدان بالتحرك؟

اخترنا لك