بيرو: استمرار عنف الحكومة ضد المتظاهرين.. ومقتل متظاهر جديد
البيرو تغلق منطقة ماتشو بيتشو، التي تعدّ جوهرة السياحة في البلد الذي تهزّه منذ كانون الأول/ديسمبر احتجاجات، خلّفت 46 قتيلاً، فيما لا يزال الوضع متوتراً في العاصمة ليما.
توفّي متظاهر السبت، متأثراً بجروح أصيب بها خلال صدامات بين الشرطة ومتظاهرين الجمعة، في إيلاف جنوبي البلاد، وفق ما أفاد مسؤول محلي.
وبذلك، يرتفع إجمالي الضحايا إلى 46 منذ الـ7 من كانون الأول/ديسمبر، حين بدأت الاحتجاجات المطالبة باستقالة الرئيسة دينا بولوارتي، وحلّ البرلمان وانتخاب جمعية تأسيسيّة.
من جهتها، دعت بولوارتي، يوم الخميس الماضي، إلى الحوار، وقالت في خطاب بثه التلفزيون الحكومي "لن أكلّ" من البحث عن طرق سلمية لدفع البلاد إلى الأمام، مشددةً على أن "أعمال العنف لن تمر دون عقاب".
وكان أعلن مكتب المدعي العام البيروفي، أنه بدأ تحقيقاً بتورط الرئيسة الحالية دينا بولوارتي ومسؤولين آخرين في قضية "إبادة" ضد محتجين مناهضين للحكومة.
وتشهد البيرو احتجاجات منذ 7 كانون الأول/ديسمبر 2022، حيث أقال برلمان البيرو الرئيس السابق بيدرو كاستيلو، وتم اعتقاله بتهمة محاولة تنفيذ انقلاب وجرائم ضد الدولة من خلال محاولته حل البرلمان، ثم تم تعيين رئيسة الوزراء دينا بولوارتي رئيساً جديداً للبلاد.
إغلاق الطرق إلى ماتشو بيتشو
كما أغلقت البيرو، السبت، منطقة ماتشو بيتشو، التي تعدّ جوهرة السياحة في البلد الذي تهزّه منذ كانون الأول/ديسمبر احتجاجات، خلّفت 46 قتيلاً، فيما لا يزال الوضع متوتراً في العاصمة ليما.
وأعلنت وزارة الثقافة في بيان أنّه "صدر أمر بإغلاق شبكة مسارات الإنكا ولياكتا، وقلعة ماتشو بيتشو، بسبب الوضع الاجتماعي وللحفاظ على سلامة الزوار".
وقُطع منذ أيام خطّ السكة الحديد الرابط بالمنطقة، بعد تعرضه للتخريب من متظاهرين، علماً أنّه السبيل الوحيد للوصول إلى الموقع إلى جانب المسارات الأرضية التي أغلقت السبت.
السياحة مصدر دخل حيوي
وفي الأثناء، تقطّعت السبل بما لا يقلّ عن 400 سائح، من بينهم 300 أجنبي، في أغواس كالينتيس عند سفح موقع ماتشو بيتشو.
وسبق أن تقطّعت السبل بسياح في ماتشو بيتشو في كانون الأول/ديسمبر، قبل أن يتمّ إجلاؤهم بواسطة قطار خاصّ تحت إشراف الشرطة وفرق من عمال القطارات الذين عملوا على إصلاح مسار السكّة الحديد.
وتعدّ السياحة مصدر دخل حيوي للاقتصاد البيروفي، فهي تمثّل ما بين 3 و4% من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر الكثير من فرص العمل.
اقرأ أيضاً: البيرو: تصاعد حدة الاحتجاجات وارتفاع عدد القتلى إلى 45 شخصاً
تعكس الأزمة التباين بين العاصمة والمقاطعات الفقيرة
وبدأت الاضطرابات بعد عزل وتوقيف الرئيس اليساري بيدرو كاستيو، إثر انقلاب عليه من نائبته، وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في عدة مناطق من بينها ليما وكوزكو، العاصمة السياحية للبلاد، لكنّ ذلك لم يوقف حركة الاحتجاج.
ودان الاتحاد الأوروبي السبت العنف والاستخدام "غير المتناسب" للقوة ضد المتظاهرين، داعياً "جميع الفاعلين السياسيين إلى اتخاذ تدابير عاجلة لاستعادة الهدوء وضمان حوار شامل بمشاركة المجتمع المدني والمجتمعات المتضررة باعتباره وسيلة للخروج من الأزمة".
وتعكس الأزمة أيضاً التباين الهائل بين العاصمة والمقاطعات الفقيرة، التي يدعم قسم كبير من أهاليها كاستيو المتحدر من السكان الأصليين للبيرو، والذي مثّل انتخابه خرقاً لهيمنة نخب العاصمة على الحكم.
ولا يزال الوضع متوتراً في ليما بعد يومين من التعبئة، شارك فيها متظاهرون جاؤوا من مناطق الأنديز الفقيرة إلى العاصمة.
¡¡URGENTE Perú... medio centenar de portatropas de la marina y la policía se despliegan frente a la Universidad Nacional de Ingeniería... los demócratas le dirán Estado de Emergencia, pero es sin dudas Estado de Terror!! pic.twitter.com/4fZbHH4SnM
— DΛViD.cu (@Dvd_qva) January 21, 2023
فقد دهمت القوات الأمنية بمركبة مصفحة بوابة جامعة سان ماركوس بوسط العاصمة لإجلاء بعض المتظاهرين الذين اعتصموا فيها لأيام.
وأشار صحافيون إلى أنّ الشرطة "فتّشت المعتصمين وأجبرتهم في بعض الأحيان على التمدّد أرضاً أمام الجامعة قبل توقيف بعضهم".
وقالت لوز ماريا راميريز (62 عاماً) والتي جاءت من أنداهوايلساس في الجنوب، إنّه "لدي أقارب موجودون هناك. أنا قلقة. لا نعرف ما يمكن أن يحدث. لا نعرف تهمتهم".
وتوجّه محامون وممثلون للنيابة إلى الجامعة "للتحقق من شرعية عمليات الشرطة وضمان" حقوق المواطنين، وفق ما جاء في بيان صادر عن النيابة.