البيان الختامي لاجتماع الفصائل الفلسطينية في مصر: خطوة أولى لاستكمال الحوار
اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية ينطلق في مدينة العلمين المصرية، بمشاركة وفود يترأسها قادة عدّة فصائل، وسط مقاطعةٍ من حركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى.
توجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في البيان الختامي لاجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين المصرية، بالشكر إلى مصر والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على استضافة الاجتماع.
ولفت عباس إلى "حرص الرئيس المصري على أن تُكلّل الجهود الفلسطينية المشتركة بالنجاح، على طريق إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، كما شكر "جميع الدول الشقيقة والصديقة"، التي بذلت جهوداً في "الوصول إلى اتفاقٍ وطني شامل".
واعتبر الرئيس الفلسطيني اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، "خطوةً أولى وهامة لاستكمال الحوار الفلسطيني"، آملاً أن "يحقق الأهداف المرجوة في أقرب وقتٍ ممكن"، ودعا بناءً على ذلك إلى "تشكيل لجنة تقوم باستكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرت مناقشتها اليوم".
وطلب عباس من اللجنة، التي سيتم تشكيلها، الشروع في العمل فوراً، وذلك لإنجاز مهمتها والعودة بما تصل إليه من اتفاقات أو توصيات، آملاً أن يكون للأمناء العامين "لقاءٌ آخر قريب، لنعلن إلى شعبنا إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وانطلق اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين المصرية، اليوم الأحد، والذي تبحث فيه الفصائل المُشاركة التوصل إلى خطةٍ شاملة، وتشكيل قيادةٍ جامعة موحّدة لمواجهة حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وبدأ الاجتماع وسط مقاطعة ثلاثة فصائل فلسطينية اعتراضاً على استمرار الاعتقال السياسي في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عدم مشاركتها في الاجتماع بعد تعثّر كل الوساطات والجهود التي بذلتها أطراف فلسطينية وشخصيات مستقلة للإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، إلى جانب مقاطعة "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" و"منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية" (قوات الصاعقة) للاجتماع.
وطالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في كلمته أمام المجتمعين، بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بشكلٍ عاجل، مُشترطاً تمكّن الفلسطينيين في "القدس الشرقية المحتلة من المشاركة في هذه الانتخابات انتخاباً وترشحاً"، من دون أيّ معوقات أو عراقيل من الاحتلال.
وأكّد عباس أنّ من يعطل إجراء الانتخابات هو الاحتلال، مُجدّداً مطالبة المجتمع الدولي بـ"إلزام إسرائيل" السماح بإجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس.
وأضاف أنّ "القدس تنادينا لنهبّ جميعاً لمواجهة التحديات التي تعترض شعبنا"، مُشدّداً على أنّ هذه مسؤولية تاريخية تتمثّل في حماية حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته وثوابته، مؤكّداً عدم التخلى عن ذرة واحدة منها.
ودعا الرئيس الفلسطيني إلى الوحدة والعمل الفلسطيني المشترك، وذلك لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنّ هذا العمل يجب أن يقوم على "مبادئ وأسس واضحة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وترتيب البيت الداخلي".
هنيّة: لاستمرار اللقاءات الفلسطينية الجامعة
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، خلال الاجتماع، إنّ الشعب الفلسطيني "أمام مرحلة استثنائية في مسار الصراع مع العدو، ما يفرض علينا التفكير بشكلٍ جماعي واتخاذ قرارات استثنائية في مواجهة السياسات الصهيونية".
وأكّد في كلمته أهمية استمرار هذه اللقاءات حتى إنجاز الصيغة الوطنية الجامعة، مُشيراً إلى أنّ حكومة الاحتلال "تريد تحقيق مخطط حسم الصراع بكل أبعاده، وذلك عبر هجماتها الإرهابية على الشعب الفلسطيني من أجل ترحيله وممارسة الحرب الدينية عليه".
وشدّد هنيّة على ضرورة وضع الخطط الوطنية المناسبة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني المرابط في مدينة القدس، ودعم المنتفضين والمقاومين في مدن الضفة الغربية.
وصرّح القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان، للميادين بأنّ الحركة أكّدت خلال لقاء الأمناء العامين "ضرورة إنّهاء اتفاق أوسلو، وتحريم الاعتقالات السياسية".
وتطرّق رضوان إلى علاقة حركة حماس بحركة الجهاد الإسلامي، مؤكّداً أنّ التواصل بين الحركتين لم ينقطع حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت لقاء الأمناء العامين، مُعلناً "أسف حركة حماس لعدم تهيئة المناخ لحضور حركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى للاجتماع".
"حماس أكدت خلال لقاء الأمناء العامين على ضرورة إنهاء أوسلو وتحريم الاعتقالات السياسية".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 30, 2023
القيادي في حركة حماس اسماعيل رضوان لــ #الميادين pic.twitter.com/Kg5OD7Z0aU
"الجبهة الشعبية": لتشكيل قيادة وطنيّة موحّدة للمقاومة الشاملة
وطالب نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، جميل مزهر، بقطع الرهان على إمكانيّة الوصول إلى حلٍّ سياسي مع الاحتلال، أو الرهان على الإدارة الأميركية، وإعادة بناء منظّمة التحرير على أسسٍ وطنيّة وديمقراطيّة، تتحقّقُ فيها مشاركةُ جميع القوى الفلسطينية.
كما دعا مزهر خلال الاجتماع إلى تنفيذ "قرارات الإجماع الوطنيّ الفلسطيني التي أكّدت عليها مقرّرات المجلسين؛ الوطني والمركزي"، والمتمثّلة بسحبِ الاعترافِ بالكيانِ الصهيوني، والتخلّي عن "اتفاق أوسلو" والتزاماته، وذلك تجسيداً للإرادةِ الوطنيّةِ والشعبيّة الفلسطينية.
وشدّد على المطالبة بالإعلان الفوري عن "تشكيل القيادة الوطنيّة الموحّدة للمقاومة الشاملة"، مضيفاً أنّ هذه القيادة "يتفرّع منها لجان الحماية الشعبيّة لحماية القرى والمخيّمات والمدن الفلسطينية من اعتداءات ميليشيات المستوطنين، وتتولّى إدارة أشكال التصدّي لسياسات الاحتلال ميدانياً".
الجهاد الإسلامي: مستعدون لزيارة القاهرة بعد الاجتماع
وأكّد أمين سر المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، نافذ عزّام، أنّ مقاطعة حركة الجهاد للقاء الأمناء العامين، سببها واضح، وهو رفض السلطة الإفراج عن "أبناء شعبنا ومجاهديه، الذين صنعوا معجزةً في جنين، ومرغوا أنوف المحتلين في المعركة الأخيرة (بأس جنين)".
وأوضح عزّام، في حديثٍ له خلال اجتماعٍ للفصائل الفلسطينية عُقد في العاصمة السورية دمشق، أنّ حركة الجهاد كانت تأمل استجابة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للمطالب والاتصالات بالإفراج عن المعتقلين من المقاومين في الضفة الغربية.
وأشار عزّام إلى أنّ عدم مشاركة الحركة في لقاء الأمناء العامين، لا يعني أنّها تطمح أو تسعى لتشكيل أجسامٍ بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، مطالباً بإصلاح المنظمة، وإشراك الكل الفلسطيني في مؤسّساتها.
وأعلن أمين سر المكتب السياسي لحركة الجهاد استعداد الحركة "لزيارة القاهرة بعد انفضاض اجتماع الأمناء العامين، بوفدٍ يرأسه الأمين العام، زياد النخالة".
ويُعدّ اجتماع الأمناء العامين للفصائل هو الأول من نوعه، منذ الاجتماع السابق، والذي عُقد تزامناً بين مدينة رام الله في الضفة الغربية، والعاصمة اللبنانية بيروت، في أيلول/سبتمبر 2020، والذي شهد سلسلة من التوافقات على خطط للعمل المشترك، أبرزها وقف التنسيق الأمني وسحب اعتراف السلطة بـ"إسرائيل"، وتفعيل المقاومة بأشكالها كافة.
يُذكر أنّ وفدين من حركة حماس والسلطة الفلسطينية تباحثا، في العاصمة التركية أنقرة، الأربعاء، تهيئة الأجواء لاجتماع الأمناء العامين، كما اتفقا على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.