البنتاغون يحدّث قواعده لمكافحة تزايد التطرف داخل الجيش الأميركي
وجد تحليل أن واحداً تقريباً من كل خمسة من مثيري الشغب المتهمين بمشاركتهم في الهجوم على الكونغرس له صلة بالجيش الأميركي.
-
رجال يرتدون ملابس عسكرية في مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني / يناير / جيتي إيماجيس
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الاثنين عن خطوات جديدة في معركتها الداخلية ضد تزايد جائبية الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة في صفوفها.
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي إن التطرف الداخلي في الجيش الأميركي قد أضحى مصدر قلق متزايد في السنوات الأخيرة، لكنه انفتح على مصراعيه في 6 كانون الثاني / يناير الماضي عندما شارك أعضاء سابقون وحاليون - بعضهم يرتدون معدات تكتيكية - في اقتحام مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس الأميركي.
ووجد تحليل الإذاعة العامة الوطنية NPR أن واحداً تقريباً من كل خمسة من مثيري الشغب المتهمين بمشاركتهم في أعمال الشغب له صلة بالجيش الأميركي. وأضافت الإذاعة أن نحو 7 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة هم من قدامى المحاربين العسكريين، وفقاً لبيانات التعداد السكاني الأميركية.
وأشار "أكسيوس" إلى أنه مع وجود الكثير من الانتقادات اللاذعة التي تنتظر هجوم الكابيتول والتي اشتعلت وتفاقمت عبر قنوات التواصل الاجتماعي، فإن أحد أكثر الأجزاء الملحوظة في التوجيهات المحدثة لوزارة الدفاع هو تلك التي تتناول "الإعجابات" بالمنشورات و"إعادة مشاركتها".
وصرح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين في مؤتمر صحفي الاثنين قائلاً إن "الإعجاب بشيء بقصد تعزيز أو تأييد النشاط المتطرف سيكون انتهاكاً للسياسة".
وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن الوزارة لا تخطط "لفحص" حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لأفراد الخدمة بشكل نشط، لكنها سترد عندما يظهر حادث ما".
وأشار الموقع إلى أن دليل العمل، الذي تم تحديثه جنباً إلى جنب مع تقرير جمعته مجموعة عمل مكافحة التطرف، يحدد الآن النشاط المتطرف على أنه أي دعوة أو عمل عنيف ضد الولايات المتحدة أو مواطنيها، بما في ذلك التخطيط أو محاولة الإطاحة بالحكومة.
وبحسب التوجيهات الجديدة، يعتبر الدعم، بما في ذلك الإعجابات أو إعادة المشاركة لمنشورات تتضمن "التمييز غير القانوني على نطاق واسع على أساس العرق أو اللون أو الأصل القومي أو الدين أو الجنس (بما في ذلك الحمل) أو الهوية الجنسية أو التوجه الجنسي" نشاطاً متطرفاً.
وكتب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في مذكرة مرفقة بالتقرير والقواعد المحدثة أن مسؤولي البنتاغون سيعدلون كذلك طرق فحص المجندين الجدد، وكذلك أولئك الذين هم في طريقهم للتقاعد من الخدمة الفعلية حتى لا يصبحوا أهدافاً للجماعات المتطرفة أو الوقوع ضحية الدعاية المتطرفة.
ولا يدرج التوجيه الجديد أية منظمات متطرفة محددة أو يحظر صراحة أعضاء الخدمة من الانتماء إلى مجموعات معينة.
ويركز التوجيه على الإجراءات والعضوية، وفقاً للمتحدث كيربي.
وحددت الدائرة نحو 100 من أفراد الخدمة الذين قالت إنهم شاركوا في أعمال التطرف المثبتة في عام 2021.
ففي آذار / مارس الماضي، أصدرت وزارة الدفاع الأميركية تقريراً سلّط الضوء على الطرق التي يشكل بها المتطرفون المحليون تهديداً للجيش من خلال محاولة تجنيد أفراد الخدمة في حركتهم.
وبحسب التقرير، الذي أعد بناء على طلب الكونغرس، فإن "العناصر العسكريين يحظون بتقدير كبير من قبل هذه الجماعات لأنهم يضفون الشرعية على قضاياهم ويعززون قدرتهم على تنفيذ الهجمات".
ووقع أوستن مذكرة في أوائل شباط / فبراير الماضي، أمرت القادة والمشرفين بإجراء "إلغاء الاستعداد" ليوم واحد لمناقشة التطرف داخل صفوفهم.
وكتب أوستن في مذكرته: إن "الغالبية العظمى من رجال ونساء وزارة الدفاع يخدمون هذا البلد بشرف ونزاهة".
وأضاف: "نعتقد أن قلة قليلة فقط ينتهكون القسم من خلال المشاركة في أنشطة متطرفة، ولكن حتى تصرفات قلة منهم يمكن أن يكون لها تأثير كبير على تماسك الوحدة والروح المعنوية والاستعداد، ويمكن أن يقوّض الأذى الجسدي، الذي يمكن أن تحدثه بعض هذه الأنشطة، سلامة أبناء شعبنا".
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت