الاشتباكات بين عسكر السودان تحتدم.. وتبادل الاتهامات مستمر

المعارك في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات "الدعم السريع" مستمرة، والضربات الجوية تهزّ العاصمة السودانية الخرطوم، مع ارتفاع عدد القتلى والجرحى من المدنيين.

  • الدخان يتصاعد مع استمرار القتال في العاصمة السودانية الخرطوم (Getty Images)
    الدخان يتصاعد مع استمرار القتال في العاصمة السودانية الخرطوم (Getty Images)

هزّت المعارك والضربات الجوية والقصف العاصمة السودانية المحاصرة، اليوم الإثنين، في ثالث يوم من القتال العنيف بين الجيش وقوات "الدعم السريع" للسيطرة على البلاد، إذ ارتفع عدد القتلى المدنيين في نهاية الأسبوع إلى 97، فيما أُصيب 942 آخرون.

وقال الجيش إنّه لا يزال يسيطر على التلفزيون الحكومي، ما يسمح باستئناف البث، فيما يحاول الفصيل العسكري المنافس السيطرة على مقر التلفزيون الرسمي، حيث اشتبك مع قوات الجيش التي تحرس المبنى.

وبثّ التلفزيون الرسمي السوداني صوراً يزعم أنّها تظهر سكاناً يحتفلون مع قوات الجيش في الشوارع، ونشرت اللقطات لأول مرة ليلة الأحد على الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية في فيسبوك.

بالتزامن، أعلنت القوات المسلحة سيطرتها على "معسكرات قوات الدعم السريع في الفاشر"، مشيرةً إلى أنّ "مجموعة من الدعم السريع سلّمت نفسها للقوات المسلحة ومجموعة أخرى من الأسرى في الخرطوم من معركتي محيط القيادة العامة". 

وأفادت القوات المسلحة السودانية، في بيان، بالانتقال إلى المرحلة الأخيرة من خطة العملية الخاصة، وهي "مطاردة العدو الذي تهرب عناصره حالياً في كل مكان مخلفة وراءها الأسلحة والمعدات والجرحى".

وتابع البيان أنّ القوات السودانية متمسكة بكل مقارها وتقترب كثيراً من لحظة الحسم، لافتاً إلى أنّه "يجري استهداف بنايات في محيط القيادة العامة للإيحاء بأنّ هذه المقار سقطت في أيدي قوات الدعم السريع". 

وأضاف أنّ "احتراق بعض المباني أمر وارد بسبب المناوشات بالأسلحة في أي اشتباك، مؤكّداً الحرص على "تضييق التعامل مع قوات الدعم السريع قدر الإمكان لتفادي أي خسائر بين المدنيين". 

وشدّد على أنّ القوات المسلحة السودانية "تُدير المعركة كما هو مخطط لها، وتعمل طبقاً لقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني"، قائلةً إنّ "قوات الدعم السريع حرصوا للأسف على الاشتباك قرب المناطق المأهولة".

في غضون ذلك، أعلنت منطقة البحر الأحمر العسكرية "استيلاء القوات المسلحة على كل مقار الدعم السريع في قطاع البحر الأحمر".

وأكّد قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية اللواء ركن محمد عثمان محمد حمد أنّ "العملية تمت وفق  خطة محكمة وتنسيق تام بين كل وحدات منطقة البحر الأحمر العسكرية من دون أي إصابات في صفوف القوات المسلحة والمواطنين". 

وبيّن أنّ "العملية شملت الاستيلاء على عدد 38 عربة عسكرية مزودة بالدوشكا ومدافع الهاون، إضافة إلى أسلحة الرشاشات والكلاشنات،  والRBG،  وبنادق  ج 3، إضافةً إلى عربة قائد القطاع وعربة إسعاف وعربة تانكر مياه وآله رافعة، ومحطة تحلية مياه ومولد كهرباء، إلى جانب أسر  51 من متمردي الدعم السريع".

وأكد قائد المنطقة العسكرية استمرار عمليات التمشيط للقضاء على الفلول الهاربة من قوات "الدعم السريع".

تبادل الاتهامات مستمر بين الأطراف

في المقابل، أعلن موقع قوات "الدعم السريع" في صفحته في "تويتر" أنّ القوات بسطت كامل سيطرتها على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، نافياً وجود أي اشتباكات مع القوات المسلحة السودانية في محيط الإذاعة والتلفزيون. 

وسُمع دوي إطلاق نار سريع ومتواصل بالقرب من المقر العسكري في وسط الخرطوم، وهي منطقة قتال رئيسية منذ بدء القتال، وتصاعد دخان أبيض من المنطقة. وأفاد السكان الذين يتجولون في منازلهم بانقطاع التيار الكهربائي وحوادث نهب.

وأعلنت قوات الدعم السريع أنّها استولت على مقر الاستخبارات العسكرية بالقيادة العامة، كما أعلنت سيطرتها الكاملة على مطار مروي. 

وكانت قوات "الدعم السريع" أعلنت تسجيلها "انتصارات كاسحة" في معارك ضد الجيش، وأنّها بسطت "سيطرة كاملة" على القصر الجمهوري بالعاصمة الخرطوم ومحيطه.

وذكرت في بيان أنّها "تخوض معركة مصيرية لوضع حد نهائي للمجموعة الانقلابية التي تقود الجيش"، على حد تعبيرها.

لكن الجيش السوداني نفى سيطرة قوات "الدعم السريع" على مقر قيادته العامة والقصر الرئاسي بالخرطوم.

وتابع في بيان: "تقوم بعض الأبواق الإعلامية للمليشيا المتمردة ببث الكثير من الأكاذيب لتضليل الرأي العام"، مضيفاً أنّ "الموقف العملياتي حتى الآن بالعاصمة يتضمن اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة ووسط الخرطوم".

اقرأ أيضاً: البرهان وحميدتي من صداقة السلطة إلى صراع الحكم في السودان

ويتواصل القتال في العاصمة السودانية بعد إعلان الجيش وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين الاتفاق على مقترح للأمم المتحدة بفتح "مسارات آمنة للحالات الإنسانية" لثلاث ساعات.

واستؤنف القتال بعد حلول مساء أمس، فيما لزم السودانيون منازلهم وسط مخاوف من صراع طويل قد يعمّق حالة الفوضى ويبدد آمال الانتقال إلى حكم بقيادة مدنية.

وأثارت المواجهات الدائرة منذ السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع إدانات دولية ومخاوف إقليمية، ما أدّى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين. وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة إلى القتال.

وتحوّل التوتر إلى مواجهات عنيفة السبت بعد تصعيد في الخلافات السياسية في الأسابيع الأخيرة.

ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين توقيع اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 2021، بسبب الخلافات بين البرهان ودقلو.

وكان من شأن هذا الاتفاق الذي لم يوقع إحياء عملية الانتقال الديمقراطي في السودان وفتح الباب أمام خروج البلاد من الأزمة.

اخترنا لك