الاتحاد الأوروبي: معاملة فرنسا في صفقة الغواصات مع أستراليا "غير مقبولة"

في إثر تشكيل الولايات المتحدة تحالفاً استراتيجياً مع بريطانيا وأستراليا، وإلغاء الأخيرة صفقة غواصات مع فرنسا، ما أثار غضب باريس مع اقتراب المحادثات التجارية لدول الاتحاد. وزارء خارجية الاتحاد يعتبرون معاملة فرنسا "غير مقبولة".

  • وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون النزاع بين فرنسا وأستراليا خلال محادثات التجارة الحرة بينهم
    وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون النزاع بين فرنسا وأستراليا خلال محادثات التجارة الحرة بينهم

اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الطريقة التي تمّ التعامل بها مع فرنسا بشأن صفقة الغواصات مع أستراليا في إطار الشراكة الأمنية الأميركية الأسترالية البريطانية، "غير مقبولة".

وقالت رئيسة المفوضية في حديث عبر شبكة "سي إن إن" الأميركية، إن "أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي جرى التعامل معه بطريقة غير مقبولة". وشددت "نريد أن نعرف ما الذي حصل ولماذا".

وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل إن من المقرر أن يُعقد الاجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، مسألة إلغاء أستراليا صفقة غواصات مع فرنسا بقيمة 40 مليار دولار، في إجراء أثار غضب باريس، وألقى بظلاله على محادثات التجارة الحرة بين دول الاتحاد وأستراليا.

النزاع يأتي بعد إعلان واشنطن عن تشكيل تحالف أمني استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع بريطانيا وأستراليا، وتراجع الأخيرة عن صفقة أبرمتها مع فرنسا لشراء غواصات تعمل بالدفع النووي.

وأعلن في القمة الافتراضية التي استضافها الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، وشارك فيها عبر الفيديو كلّ من رئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأسترالي سكوت موريسون عن معاهدة أمنية جديدة مسمّاة "أوكوس"، والثمرة الأولى لهذا التحالف هو حصول أستراليا على أسطول من الغواصات التي تعمل بالدفع النووي.

وبعد القمة، أعلنت أستراليا الأسبوع الماضي أنها ستلغي طلبية غواصات تقليدية من فرنسا وستبني بدلاً من ذلك ما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية باستخدام تكنولوجيا أميركية وبريطانية بعد عقد شراكة أمنية مع تلك الدول.

وردّاً على موقف أستراليا، عبّرت فرنسا عن استيائها، واستدعت سفيريها من كانبيرا وواشنطن.

ولم يتضح بعد ما إذا كان النزاع سيؤثر على الجولة المقبلة من المحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا والمقرر عقدها في 12 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وقال متحدث آخر باسم المفوضية الأوروبية "نحلل أثر إعلان الصفقة وما قد يكون لهذا الأثر من نتائج على جدول الأعمال".

وقال بيرند لانج رئيس لجنة التجارة بالبرلمان الأوروبي في إفادة صحفية باللغة الإنكليزية "أظن أن هذا لن يؤدي إلى وقف المفاوضات والمحادثات مع أستراليا، لكنها ستكون أكثر تعقيداً".

وأضاف لانج أن "استعداد دول الاتحاد الأوروبي، وفرنسا على وجه الخصوص، لتقديم تنازلات في محادثات التجارة، لا سيما في مجال الزراعة، سيكون على الأرجح محدوداً للغاية".

وتسعى الولايات المتحدة لتهدئة غضب فرنسا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الإثنين إن "العلاقات بين بريطانيا وفرنسا لا يمكن تدميرها"، وذلك بسبب مسألة الغواصات.

وأضاف جونسون من نيويورك "أعتقد أن بين بريطانيا وفرنسا علاقة مهمة جداً جداً، ولا يمكن تدميرها".

وتابع "بالطبع سوف نتحدث مع جميع أصدقائنا حول كيفية جعل اتفاق أوكوس عند إعماله غير إقصائي، ولا يثير الانقسام.. يجب حقاً ألا يكون كذلك".

وأسفت باريس يوم الخميس الماضي لتراجع أستراليا عن صفقة أبرمتها في العام 2016 مع مجموعة "نافال غروب" الفرنسية للصناعات الدفاعية لشراء غواصات تقليدية، لكي تحصل في إطار شراكة أبرمتها لتوّها مع الولايات المتحدة وبريطانيا على غواصات تعمل بالدفع النووي، واعتبرت خطوة أستراليا بأنها "طعنة في الظهر".

وقالت الحكومة الفرنسية أمس الأحد إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيجري اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي في الأيام القليلة المقبلة.

وقبل يومين، قرر السلطات الفرنسية إلغاء حفلٍ كان مقرراً في واشنطن، بعد إعلان الولايات المتحدة عن تشكيل التحالف الأمني مع بريطانيا وأستراليا، وتراجع الأخيرة عن صفقة الغواصات معها.

وقعت الولايات المتحدة الأميركية اتفاقية أمنية مع كل من بريطانيا وأستراليا، عرفت باسم "أوكوس"، ورغم أنها موجهة ضد الصين بالأساس، إلا أنها أثارت خلافاً دبلوماسياً حاداً مع فرنسا، وتوتراً قد يهز العلاقة الأميركية مع أوروبا كلها وداخل حلف الناتو.

اخترنا لك