الأهرام المصرية: "إسرائيل" تلقّت عدة إنذارات بشأن حرب أكتوبر وفشلت في تحليلها
قادة الاحتلال الإسرائيلي كانوا مقتنعين بقصور المصريين والعرب على كلّ المستويات، من القيادات السياسية العليا وصولاً إلى المحارب المصري، وقدراته على القتال وتحقيق الانتصار، وهو ما جعلهم عاجزين عن تحليل المعلومات الواردة، بحسب تقرير جريدة الأهرام المصرية.
فنّد الكاتب المصري أحمد أبو شادي، في تقرير في صحيفة الأهرام المصرية، المزاعم التي أعيد التركيز عليها مؤخراً في الإعلام الإسرائيلي، لناحية "المفاجأة" التي شكّلتها الحرب العربية المشتركة ضد "إسرائيل" في أكتوبر 1973، مؤكداً أنها تأتي في إطار محاولات كيان الاحتلال تقليل وطأة الهزيمة التي مني بها عسكرياً واستراتيجياً.
وأكّد أبو شادي أنّ "ما يتردّد باستمرار عن مفاجأة قيادات إسرائيل السياسية والعسكرية بالحرب يوم عطلة السبت، الموافق ليوم الغفران الإسرائيلي، جاء لمحاولة التقليل من وطأة الهزيمة التى منيت بها عسكرياً واستراتيجياً، إلى جانب إخفاق تحليلات أجهزتها الأمنية والسياسية في تقدير الموقف".
واستند الكاتب، في عرضه لحقيقة ما حدث، إلى كتاب "الموساد"، الذي نشره عام 1979 ثلاثة صحافيين يهود مزدوجي الجنسية، خدم اثنان منهما فى جيش الاحتلال لسنوات، وبعدها عملا كمراسلين حربيين فى صحيفة معاريف الإسرائيلية.
ويشير الكاتب إلى أنه "في مقرّ الاستخبارات الإسرائيلية، كان زيفي زامير، رئيس جهاز الموساد، مقتنعاً منذ الأسبوع الثاني من أيلول/سبتمبر 1973، بأنّ مصر وسوريا تخططان لحرب شاملة وشيكة، وقد أجمعت على ذلك المعلومات الواردة من عملاء الموساد في أوروبا والشرق الأوسط".
ويروي الكتاب، الذي وافق الموساد على نشره، أنّ الاستخبارات الإسرائيلية تلقّت "ما يفوق 400 رسالة ومعلومة عن توقيت وتفاصيل الهجوم المصري السوري، وفي واشنطن، قامت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، يوم 4 تشرن الأول/أكتوبر 1973، بتحذير إسرائيل من الهجوم المصري السوري الوشيك".
وينقل أبو شادي من الكتاب نفسه أنّ "زيفي زامير، رئيس الموساد، هرع يوم 4 أكتوبر في رحلة عاجلة للقاء عملائه فى أوروبا وجهاً لوجه، حيث بعث ببرقية صباح السبت 6 أكتوبر إلى غولدا مائير، رئيسة وزراء الاحتلال، تقول إنّ الحرب ستبدأ اليوم".
ومع ذلك، عقد الجنرال إيلى زعيرا، قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مؤتمراً صحافياً في "تل أبيب"، في اليوم نفسه، وهو يوم اندلاع الحرب، وقال موجّهاً حديثه إلى جمع حاشد من الصحافيين المحليين والأجانب، القلقين من الأخبار المتناثرة بشأن التصعيد المرتقب، إنه "لن تكون هناك حرب"، بحسب الكاتب.
ويتابع تقرير جريدة الأهرام المصرية أنه "قبل أن ينتهى زعيرا من مؤتمره الصحافي، قاطعه أحد مساعديه بقصاصة ورقية مفادها أن القوات الجوية المصرية عبرت قناة السويس لتضرب في عمق سيناء، وأن مئات الآلاف من الجنود المصريين يعبرون القناة على امتداد 190 كيلومتراً من السويس جنوباً إلى بور سعيد شمالاً".
ويضيف التقرير المصري شهادة إسرائيلية أخرى عن ملابسات الفشل الإسرائيلي الحقيقي في حرب أكتوبر، جاءت في دراسة مخابراتية حديثة، وخلصت إلى أنّ "المعلومات الاستخباراتية المبكرة كانت غزيرة وكافية لتأكيد نوايا وتوقيت الحرب، ولكن إسرائيل فشلت فى تقديراتها، لصلف القيادة السياسية والعسكرية وغرورها، واقتناعها الكامل بتفوقها عسكرياً واستراتيجياً".
ويؤكد أنّ الإسرائيليين "كانوا مقتنعين بقصور المصريين والعرب على كلّ المستويات، من القيادات السياسية العليا وصولاً إلى المحارب المصري، وقدراته على القتال وتحقيق الانتصار".
وبحسب أبو شادي، فإنّ القتال "عندما توقّف في يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر، بالاتفاق على وقف نهائي لإطلاق النار، مع احتفاظ القوات المصرية بمواقعها على طول ساحل سيناء، خسرت القوات الإسرائيلية 2656 قتيلاً و7250 جريحاً، وأسر 360 ضابطاً وجندياً، وتدمير أكثر من 400 دبابة وعشرات الطائرات، ومئات القطع الحربية، بينما كانت خسائر مصر 850 شهيداً ونحو 100 دبابة".