الأمم المتحدة: حكومة جنوب السودان ترتكب جرائم حرب بحق المواطنين

لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقول إنّ أعضاء حكومة جنوب السودان متورطون في أعمال ترقى إلى جرائم حرب.

  • جنوب السودان
    الأمم المتحدة: حكومة جنوب السودان ترتكب جرائم حرب وأعمالاً وحشية بحق المواطنين

اتهمت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أعضاء في حكومة جنوب السودان بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان "ترقى إلى جرائم حرب"، جنوبي غربي البلاد، وحثت على إجراء تحقيقات ضد عشرات الأفراد.

وقالت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان، في تقرير حديث، اليوم الجمعة، إنّ لديها "أسباباً معقولة للاعتقاد أنّ أعضاء حكومة جنوب السودان تورطوا في أعمال ترقى إلى جرائم حرب" في المقاطعات الجنوبية الغربية من جنوب السودان.

وأكد التقرير وجود "انتهاكات حقوقية جسيمة، تتراوح بين الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي للنساء، وتصل الى القتل العمد لعشرات الأطفال، وبينهم طفل رضيع على الأقل تعرض للضرب حتى الموت على أيدي الجنود أمام والدته".

وفي السياق نفسه، قالت رئيسة اللجنة، ياسمين سوكا، لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، في بيان، إنّ اللجنة "وضعت قائمة بـ 142 فرداً يجب التحقيق معهم في عدد من الجرائم، بموجب القانون الوطني والقانون الدولي".

وأضافت سوكا أنّ "عمليات القتل والمجازر والتعذيب والاختطاف والاعتقالات والنهب وإحراق القرى والتهجير القسري، بالإضافة إلى الاغتصاب والعنف الجنسي، هي انعكاس للتنافس السياسي المكثف على السلطة".

ويعاني جنوب السودان عدم استقرار مزمناً منذ الاستقلال في عام 2011. وحذّرت الأمم المتحدة في الشهر الماضي من أنّه قد ينزلق إلى الحرب مجدداً، بسبب العنف العرقي والاقتتال السياسي.

وقال تقرير مشترك لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في وقت سابق من هذا الشهر، إنّ "ما لا يقل عن 440 مدنياً سقطوا في قتال وحشي بين الميليشيات المتناحرة في جنوبي غربي البلاد، بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر من العام الماضي".

وألقى التقرير اللوم على القوات الموالية للرئيس سيلفا كير، والقوات المتنافسة بقيادة نائب الرئيس رياك مشار، و"الميليشيات التابعة لها"، في أعمال العنف.

وبين عامَي 2013 و2018، اندلعت حرب أهلية دامية بين الرئيس سلفا كير وخصمه التاريخي رياك مشار، أسفرت عن مقتل 400 ألف شخص، ودفعت الملايين إلى النزوح.

وبموجب اتفاق للسلام وُقّع عام 2018، تم تقاسم السلطة في إطار حكومة وحدة وطنية، نُصّبت في شباط/فبراير 2020، مع تولي كير منصب الرئيس ومشار منصب نائب الرئيس. لكن بنود اتفاق السلام بقيت أغلبيتها غير مطبَّقة، لأسباب أبرزها النزاعات بين الخصمين.

يُشار إلى أن مجلس الأمن الدولي مدَّد، أمس الخميس، مهمة بعثة ​الأمم المتحدة​ لحفظ السلام في جنوب ​السودان​ لمدة عام. وتم تحديد العدد الأقصى لجنود حفظ السلام التابعين للبعثة بـ17 ألف جندي، بالإضافة إلى 2100 شرطي إضافي.

وحضّت الولايات المتحدة والأمم المتحدة قادة جنوب السودان، الإثنين الماضي، على بذل مزيد من الجهود للتحضير لانتخابات مرتقبة في غضون أقل من عام، من أجل تجنّب "كارثة".

اخترنا لك