الأمم المتحدة: أزمة السودان"جرس إنذار" لجوبا
رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى دولة جنوب السودان يقول إنّ الأزمة في السودان يجب أن تكون بمنزلة "جرس إنذار" لجوبا، داعياً الحكومة إلى "وضع الأسس لانتخابات ذات مصداقية العام القادم".
رأى رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى دولة جنوب السودان، الأربعاء، أنّ الأزمة في السودان يجب أن تكون بمنزلة "جرس إنذار" لجوبا، داعياً الحكومة إلى "وضع الأسس لانتخابات ذات مصداقية العام القادم".
وأضاف، في مؤتمر صحافي، أن "الوضع في السودان هو بمنزلة جرس إنذار لجميعنا في جنوب السودان"، لأنه "يؤكد ضرورة التحرك بسرعة لتعزيز أسس السلام والاستقرار والحكم الذي يشمل الجميع".
وتابع أنّ "المطلوب بيئة سياسية ومدنية مواتية لجميع الأحزاب السياسية ومجموعات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وجميع أهالي جنوب السودان".
فمنذ استقلالها عن السودان في 2011، غرقت دولة جنوب السودان في أزمة تلو الأخرى، من بينها حرب أهلية أودت بنحو 400 ألف شخص قبل توقيع اتفاق سلام في 2018.
غير أنّ حكومة الوحدة الهشة، التي يقودها الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار، أخفقت إلى حد كبير في الوفاء بوعود اتفاق السلام، ومنها صوغ دستور.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تعلن مقتل 3 عمال إغاثة في جنوب السودان
وتعهد كير بإجراء أوّل انتخابات رئاسية في هذا البلد بحلول كانون الأول/ديسمبر 2024، غير أنّ موفد الأمم المتحدة نيكولاس هياسوم حذر من أنه على السلطات التحرك بسرعة لضمان "انتخابات سلمية وتشمل الجميع وذات مصداقية".
وكثيراً ما انتقدت الأمم المتحدة قيادة جنوب السودان، لدورها في إثارة العنف وقمع الحريات السياسية ونهب خزائن الدولة.
وكان من المفترض أن تستكمل الحكومة فترة انتقالية بانتخابات في شباط/فبراير 2023، لكنها أخفقت حتى الآن في تنفيذ بنود أساسية في اتفاق السلام.
وفاقم القتال في السودان بين الجيش وقوات "الدعم السريع" مشكلات جنوب السودان، حيث فرّ أكثر من 190 ألف شخص عبر الحدود هرباً من المعارك، بحسب هايسوم، حيث يقيم الكثيرون في أكواخ على امتداد الطريق، وفي مبانٍ حكومية في أنحاء البلدات الحدودية.
وتعدّ دولة جنوب السودان من أفقر دول العالم، رغم امتلاكها احتياطياً نفطياً كبيراً، إذ أمضت نصف الفترة منذ استقلالها في حرب ولا تزال تعاني من أعمال عنف إتنية ذات دوافع سياسية.
هذا ودقّت منظمات إغاثة تابعة للأمم المتحدة ناقوس الخطر، في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، من أنّ نحو 7.8 مليون شخص في جنوب السودان معرضون لخطر المجاعة الشديدة، بسبب الصراع الطويل الذي شهدته البلاد، والفيضانات والجفاف.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، قُتل نحو 173 مدنياً، وخُطف 37 خلال 4 أشهر في جنوب السودان في قتال بين القوات الموالية للرئيس سالفا كير، والموالين لنائب الرئيس ريك مشار، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، التي دانت أيضاً حينها عدداً من حالات العنف الجنسي.