الأمم المتحدة تندد بالاحتجاز التعسفي للمهاجرين وابتزازهم في المكسيك
بعد تعهّد واشنطن ومكسيكو تكثيف جهودهما وتعاونهما الأمني في مواجهة تدفّق المهاجرين وتهريب المخدرات والأسلحة.. الأمم المتحدة تندّد بالاحتجاز التعسفي للمهاجرين وابتزازهم في المكسيك.
ندّد فريق عمل تابع للأمم المتحدة معني بالاحتجاز التعسفي بوضع أكثر من 240 ألف مهاجر في مراكز احتجاز في المكسيك خلال النصف الأول من العام، تجاوز الكثير منهم المدة القانونية، مشيراً إلى ابتزازهم من قبل الموظفين.
وقالت غانا يودكيفسكا، عضو بعثة الأمم المتحدة التي تجري تحقيقات منذ 11 يوماً في ولايات شياباس، جنوبي البلاد، وموريلوسن (وسط)، ونويفو ليون (شمال)، أمس الجمعة "لاحظنا أنّ عدداً كبيراً من المهاجرين، محتجزون منذ أكثر من الـ 36 ساعة التي حدّدها الدستور المكسيكي".
وأضافت أنه "تمّ احتجاز قاصرين، بعضهم لا يتجاوز عمره 10 سنوات"، رغم الإصلاحات القانونية في المكسيك للحد من احتجاز الأطفال المهاجرين.
من جهتهم، أشار المحققون في بيان إلى أنه "في هذه المراكز تُفرض على المهاجرين قيود على الحركة لأن الأبواب المعدنية التي تفصل غرف المعيشة عن المساحات المفتوحة مقفلة".
وشدّد البيان على أنه "يجب على السلطات أن تولي اهتماماً خاصاً لضمان وصول جميع المحتجزين إلى الأماكن الخارجية وسلالم الطوارئ".
كما دان مقرّرو الأمم المتحدة "عمليات الابتزاز التي يواجهها المهاجرون المستضعفون من الموظفين، بما في ذلك من الشرطة".
وقال ماثيو جيليت، عضو فريق الخبراء، لوكالة (فرانس برس) "إذا دفعوا، يُسمح لهم بمواصلة طريقهم. وإذا لم يدفعوا، فسيتم احتجازهم"، داعياً "السلطات المكسيكية إلى وقف هذه الممارسات".
وتعاملت شرطة الحدود الأميركية رسمياً مع 1,8 مليون محاولة عبور على الحدود الجنوبية بين تشرين الأول/أكتوبر 2022 وآب/أغسطس 2023.
وفي مواجهة تدفّق المهاجرين الذين تكتظ بهم المكسيك، طلب الرئيس المكسيكي مساعدة نظيره الأميركي.
وأمس الجمعة، تعهّدت الولايات المتحدة والمكسيك تكثيف جهودهما لتعزيز تعاونهما الاقتصادي والأمني في مواجهة تدفّق المهاجرين وتهريب المخدرات والأسلحة.
وفي منتصف أيلول/سبتمبر الجاري، أعلنت السلطات المكسيكية أنّ 11 شرطياً أدينوا بقتل 17 مهاجراً من أميركا الوسطى، بإطلاق النار عليهم ثمّ إحراقهم، قرب الحدود مع الولايات المتحدة، وفق موقع "Border report".
وفي 27 آذار/مارس الماضي، أودى حريق شبّ في مركز لتوقيف المهاجرين في مدينة سيوداد خواريس في شمال المكسيك عند الحدود مع الولايات المتحدة، بحياة 40 شخصاً على الأقل، لم يتمكّنوا من النجاة بأنفسهم بسبب إقفال هذه الأبواب.
وسيوداد خواريس المجاورة لإل باسو في تكساس هي من المدن الحدودية التي يسعى من خلالها الكثير من المهاجرين غير القانونيين للوصول إلى الولايات المتحدة لطلب اللجوء.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022، عثر الحرس الوطني المكسيكي على مجموعة من 368 مهاجراً من غواتيمالا تمّ التخلي عنهم في معسكر سري، في جبال ولاية شياباس في أقسى جنوب البلاد.
ومنذ عام 2014، توفي 7661 مهاجراً أو فُقد أثرهم في طريقهم إلى الولايات المتحدة، وفقاً لأرقام المنظمة الدولية للهجرة.