الأسد لسعيّد على هامش القمة العربية: نقف معاً ضد التيار الظلامي
الرئيسان السوري والتونسي يلتقيان في جدة على هامش القمة العربية، والأسد يشدد لنظيره سعيّد على ضرورة عودة العلاقات الطبيعية والتاريخية بين سوريا وتونس، وسعيّد يشيد بما حققته سوريا في حربها ضد الإرهاب.
التقى الرئيس السوري بشار الأسد نظيرَه التونسي قيس سعيّد على هامش مشاركتهما في القمة العربية التي تبدأ أعمالها في جدة السعودية اليوم الجمعة.
وبحث الأسد وسعيّد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتعاون الثنائي في مختلف المجالات.
ورحّب الأسد خلال اللقاء بعودة العلاقات الطبيعية والتاريخية بين سوريا وتونس، مشدداً على ضرورة "تعزيز هذه العلاقات، ليس على المستوى السياسي والاقتصادي فحسب، إنما على المستوى الثقافي والفكري والشعبي أيضاً".
وقال الرئيس السوري: "أمام المسؤولين والسفراء في الدولتين الكثير من العمل من أجل وضع خطة مشتركة للتحرك في الساحة العربية والدولية أيضاً".
وأكد الأسد أنّ "سوريا وتونس تقفان معاً ضد التيار الظلامي، لأنهما تتشاركان في قضية هي قضية الفكر والوعي والانتماء، وهذا ما يتم استهدافه من قبل الخارج"، مؤكداً أنّ "العرب أبناء أمة واحدة يجمعهم انتماء واحد، الأمر الذي تفتقده الشعوب الأخرى".
الرئيس السوري #بشار_الأسد بعد لقائه نظيره التونسي #قيس_سعيد في #جدة: "يجب تعزيز العلاقات العربية، ليس على المستوى السياسي والاقتصادي فحسب، إنما على المستوى الثقافي والفكري والشعبي أيضاً".#القمة_العربية #القمة_العربية_في_جده #سوريا pic.twitter.com/jSbwqdjMLA
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 19, 2023
من جهته، قال الرئيس سعيّد خلال اللقاء: "أنتم أشقاؤنا. إن ما يؤذيكم يؤذينا، فسوريا هي بلدنا، وهناك الكثير من التونسيين الذين لجأوا إلى سوريا خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وكانت علاقات سوريا دائماً ممتازة مع المغرب العربي".
وأعرب الرئيس التونسي عن ارتياح بلاده الكبير "لما حققته سوريا في حربها ضد الإرهاب ومنع التدخل الخارجي"، وقال: "إنّ الهدف كان تقسيم سوريا إلى كيانات، ولكن الشعب السوري لم يقبل أبداً التدخل في شؤونه، وأثبت أنه الوحيد الذي يحسم أمره".
ونقلت الرئاسة التونسية في بيان عن الرئيس سعيد قوله: "اللقاء التاريخي مع الأسد يعكس علاقات الأشقاء بين تونس وسوريا، بعكس ما ادعاه البعض في وقت من الأوقات بأنهم أصدقاء سوريا، في حين أنهم ساهموا في معاناة الشعب السوري لسنوات طويلة".
ووفق البيان الرئاسة التونسية، أمل سعيّد "أن تستعيد سوريا عافيتها، وأن تحافظ على وحدتها واستقرارها، وأن يقرر الشعب السوري مصيره بعيداً من التدخلات الخارجية".
وفي 10 نيسان/أبريل الماضي، كلفت وزارة الخارجية التونسية محمد المهذبي بمهام سفير البلاد في سوريا، بعد إصدار تعليمات من الرئيس التونسي بذلك.
اقرأ أيضاً: تونس: الرئيس قيس سعيد يقرر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في سوريا
وبعد 13 عاماً من الغياب، يعود الرئيس الأسد للمشاركة في القمة العربية في جدّة. وقد رحّبت وزارة الخارجية السعودية بالرئيس السوري في تغريدة عبر "تويتر"، قائلةً: "أهلاً بكم فخامة الرئيس".
وكانت قطر المعارِضة صراحةً للأسد قد أكّدت في وقت سابق من هذا الشهر أنّها "لن تطبّع العلاقات مع حكومة دمشق"، لكنّها أشارت إلى أنها لن تكون "عائقاً" أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية.
ووصل الأسد إلى مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر مساء أمس الخميس، لحضور القمة السنوية لجامعة الدول العربية، في أول مشاركة له منذ أن عُلّقت عضوية دمشق فيها عام 2011، وذلك بعدما استعادت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، وفي إثر استئناف الرياض العلاقات الدبلوماسية مع إيران في آذار/مارس الماضي.
وجاء حضور الرئيس الأسد في القمة بعدما تلقّى دعوة رسمية من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز من أجل المشاركة في الدورة الـ32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في جدّة.
وأعلنت جامعة الدول العربية في 7 أيار/مايو الجاري موافقتها على عودة سوريا إلى شغل مقعدها فيها، بعد تعليق عضويتها في أعقاب الحرب التي شهدتها البلاد على مدى 12 عاماً.