اجتماع انتهى بغرق القارب.. لماذا التقى "الموساد" الاستخبارات الإيطالية؟
صحف إسرائيلية وإيطالية تكشف كواليس حادث انقلاب قارب سياحي في بحيرة ماجوري في شمال إيطاليا يوم الاثنين الفائت كان يجمع عملاء استخبارات من إيطاليا و"الموساد".
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، النقاب عن كواليس حادثة انقلاب قارب سياحي في بحيرة ماجوري في شمال إيطاليا، يوم الاثنين الفائت. وكان قد اجتمعت على متنه مجموعة من عملاء الاستخبارات الإيطالية والموساد الإسرائيلي.
ووفقاً لوسائل إعلام إيطالية، فقد غرق 4 أشخاص وأصيب 5 آخرون بانقلاب القارب الذي كان على متنه نحو 25 شخصاً. ومن بين الغرقى عنصران في الاستخبارات الإيطالية وإسرائيلي ومواطنة روسية.
وأفادت الأنباء بأنّ العملاء الإسرائيليين غادروا إيطاليا في رحلة عسكرية إسرائيلية على عجل صباح الثلاثاء، تاركين وراءهم السيارات المستأجرة التي استخدموها في الرحلة.
وبحسب موقع الصحيفة الإسرائيلية، فإنّ ضباط الاستخبارات الإيطاليين والإسرائيليين حضروا اجتماعات سرية في إقليم لومباردي، تبادلوا خلالها معلومات ووثائق سرية. وبسبب طول الاجتماعات، تأخر الإسرائيليون عن موعد رحلة الطيران، وقرروا تمديد إقامتهم وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في المنطقة.
ويبدو، وفق الصحيفة، أنّ أحد ضباط الاستخبارات الحاضرين في الاجتماعات يعرف القبطان، وعرض عليه الإبحار بيخته للاحتفال بعيد ميلاد أحد ضباط الاستخبارات.
وأظهر التحقيق في القضية أنّ القبطان تجاهل التنبؤات الجوية التي نبّهت إلى أن البحر كان هائجاً، والرياح يمكن أن تصل سرعتها إلى 100 كلم في الساعة، إلى درجة تأجيل الرحلات الجوية في المنطقة.
ويشتبه في أنّ القبطان الذي فقد شريكته في انقلاب اليخت السياحي حمل 23 راكباً على قاربه الذي يبلغ طوله 15 متراً فقط، رغم أن سعته لا تتعدى 15 شخصاً.
ووفقاً لـ"معاريف"، بدا الأمر كأنّه حادث روتيني، لكن الغموض المحيط بهوية الغريق والأحداث التي أعقبت حادث انقلاب القارب السياحي أثارا الكثير من التساؤلات.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الإسرائيلي الذي مات في انقلاب السفينة في إيطاليا هو رجل أمن سابق، ولكن تم حظر نشر اسمه وهويته بسبب الوظائف الحساسة التي عمل فيها خلال أعوام خدمته. ومع ذلك، سرّب أنّ الضابط الذي مات هو شيموني إيريز الذي تقاعد مؤخراً من "الموساد".
وقال المعلق العسكري الإسرائيلي، نير دفوري، إنّ "الحكومة الإيطالية سارعت إلى إعلان أن الأمر يتعلق بحادث نتيجة حالة الطقس وعطل في القارب، وليس نتيجة عمل تخريبي".
وكانت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي أعلنت، يوم الاثنين، أنّ إسرائيلياً كان من بين أربعة أشخاص قُتلوا عندما انقلب قارب يقلّ سائحين في بحيرة ماجيوري الإيطالية وسط رياح عاتية.
الإعلام الإيطالي بدوره أعرب عن شكوكه بشأن طبيعة الاجتماع. وقد أفادت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية بأنّ اجتماع الركاب على متن اليخت السياحي الذي نشر في البداية بأنه "حفلة عيد ميلاد" كان لقاءً سرياً بين وكلاء استخبارات إيطاليين وإسرائيليين.
أما صحيفة "لا ريبوبليكا"، فذكرت أنّ على متن اليخت 25 عميلاً من جهاز الاستخبارات الإيطالي وجهاز الموساد الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنّ "تل أبيب" أعادت، ضمن عملية سرية، 10 عملاء استخبارات من الموساد كانوا مشاركين في الاجتماع في طائرة عسكرية لسلاح الجو الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أنّه بعد حادثة انقلاب القارب السياحي، تم تخليص وإخراج عملاء الاستخبارات الإيطاليين ضمن عملية سرية من غرف الطوارئ كي لا يتم الكشف عن هوياتهم.
وذكرت السلطات الإيطالية أنّه لا يشتبه في وقوع أي مخالفة في الحادث، وأنّه يعتقد أنّ الطقس العاصف والاكتظاظ على متن القارب ساهما في غرقه.