اتفاق أمني يمكّن واشنطن من استخدام قواعد عسكرية في بابوا غينيا الجديدة
الجيش الأميركي سيتمكن بموجب اتفاق أمني جديد من الوصول "من دون عراقيل" إلى قواعد بابوا غينيا الجديدة، وذلك ضمن محاولات واشنطن لاستمالة دول المحيط الهادئ.
بات بإمكان الجيش الأميركي تطوير وتشغيل قواعد عسكرية في بابوا غينيا الجديدة، وفقاً لاتفاق أمني تاريخي تحاول من خلاله واشنطن "تطويق الصين في المحيط الهادئ".
وعرض النصّ الكامل للاتفاق الذي بقي سرياً منذ توقيعه على برلمان بابوا غينيا الجديدة مساء الأربعاء، ما سمح بكشف تفاصيله.
وبموافقة بابوا غينيا الجديدة، سيكون بإمكان الولايات المتحدة نشر قوات وسفن في المطارات الرئيسية، إضافة إلى مواقع مثل قاعدة لومبروم البحرية في جزيرة مانوس وميناء بحري في العاصمة بور مورسبي.
وينصّ الاتفاق على منح واشطن حق "الدخول بلا عراقيل" إلى المواقع من أجل "تخزين مسبق للمعدات والإمدادات والعتاد"، وحق "الاستخدام الحصري" لبعض القطاعات في القواعد التي يمكن أن تشهد "أنشطة بناء".
ويفتح الاتفاق الباب أمام واشنطن لإنشاء وجود عسكري جديد في غرب المحيط الهادئ، في وقت يتزايد التنافس مع بكين.
ويمكن استخدام الوصول إلى لومبروم لتعزيز المنشآت الأميركية في غوام في الشمال، التي يمكن أن تكون أساسية في حالة نشوب نزاع على تايوان.
واضطر رئيس الوزراء، جيمس مارابي، إلى الدفاع عن الاتفاق في مواجهة موجة احتجاجات تتهم السلطات بالتخلي عن سيادة البلاد.
وأصبحت بابوا غينيا الجديدة الغنية بالموارد الطبيعية والقريبة من طرق الشحن الرئيسية محوراً أساسياً في المواجهة الدبلوماسية بين واشنطن وبكين.
من جهته، قال رئيس الوزراء السابق، بيتر أونيل، إنّ الاتفاق يجعل من بابوا غينيا الجديدة "هدفاً"، وأضاف: "أميركا تقوم بذلك لحماية مصالحها الوطنية الخاصة. نحن جميعاً نفهم الجغرافيا السياسية التي تحدث داخل منطقتنا".
وكان من المقرّر أن يزور الرئيس الأميركي، جو بايدن، بابوا غينيا الجديدة، غير أنّ هذه الرحلة ألغيت بسبب النزاع المتعلّق بالميزانية في الكونغرس الأميركي.
وتحاول واشنطن استمالة دول المحيط الهادئ بمجموعة من الحوافز الدبلوماسية والمالية في مقابل الدعم الاستراتيجي.