إعلام إسرائيلي: الشمال يحترق.. لكن اجتياح لبنان لن يحل شيئاً وسيكلفنا كثيراً

وسائل إعلام إسرائيلية تحذّر "جيش" الاحتلال من توسيع الحرب في لبنان، مؤكدةً أن "إسرائيل" ليست جاهزة للفوز بهذه الحرب، وأن التحديات في مواجهة حزب الله أعظم بكثير مما واجهته "إسرائيل" في غزة.

  • من مشاهد الاستطلاع الجوي التي نشرتها المقاومة الإسلامية في لبنان أمس الثلاثاء (الإعلام الحربي)
    من مشاهد الاستطلاع الجوي التي نشرتها الميادين أمس الثلاثاء نقلاً عن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية

أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية أنه مع عدم احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى في غزة، فإن "إسرائيل" ليس لديها طريقة سهلة لإنهاء القتال في الشمال وإعادة المستوطنين إلى بيوتهم.

واستعرضت الصحيفة مسار الحرب، مذكرةً بأنّ نتنياهو قرّر على مدى 8 أشهر أنّ الوقت غير مناسب لخوض حرب كاملة في الشمال. وللتعامل مع إطلاق حزب الله المستمر للصواريخ والمسيّرات من لبنان، قرّر إجلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من منازلهم في وقت مبكر من القتال، ثم الشروع في حملة متصاعدة ببطء ضد مقاتلي الحزب وبنيته التحتية، معتبرةً أن هذا النهج "يقترب بسرعة من نهايته".

وأشارت الصحيفة إلى وابل الصواريخ وسرب المسيّرات المفخخة التي أطلقها حزب الله الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى اندلاع ما لا يقل عن 15 حريقاً في الجليل والجولان المدمرين.

وانطلاقاً من مقولة الحكيم الصيني سون تزو: "سينتصر من يعلم متى يقاتل ومتى لا يقاتل"، ومن تصريح الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي أورنا مرزاحي: "كلما مر الوقت وتصاعد الصراع، زادت فرص اندلاع حرب"، تساءلت الصحيفة: "هل حان الوقت للقتال؟".

"إياكم".. بايدن يغيّر مساره

رأت الصحيفة أن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي هدّد في بداية الحرب باستخدام القوة العسكرية ضدّ أي جهة تفكر في مهاجمة "إسرائيل" قائلاً: "إياكم، إياكم، إياكم"، غيّر مساره في نهاية المطاف، بعدما وجد حزب الله فرصته لفرض الألم على "إسرائيل" الهشة، وشرع في استنزافها، وأرسل مبعوثه الخاص إلى المنطقة لإيجاد مخرج دبلوماسي.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ رحلات آموس هوكستين العديدة إلى المنطقة باءت بالفشل، لأنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال بوضوح: "لن تكون هناك نهاية للقتال في الشمال من دون وقف إطلاق النار في الجنوب"، وأكد أن "الرابط بين الجبهة اللبنانية الداعمة وغزة نهائي وحاسم، ولا يستطيع أحد فصلهما".

ورأت الصحيفة أنّ "إسرائيل" تجد نفسها ملزمة بتقديم تنازلات بعيدة المدى في كل شيء، باستثناء التعهد النهائي بإنهاء الحرب، في حين أن حماس ليس عليها سوى الجلوس ومشاهدة أصدقاء "إسرائيل" في العالم يواصلون تقويض موقفها، وزعمت أنّ رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار كتب لممثلي الحركة في المفاوضات: "الإسرائيليون موجودون حيث نريدهم تماماً".

"لسنا جاهزين للنصر"

وقالت مزراحي: "لهزيمة حزب الله، نحتاج إلى حرب طويلة ومعقدة للغاية"، ولكنها لن تكون فقط حرباً طويلة ومعقدة، ولن تكون "إسرائيل" جاهزة للانتصار بها.

واستعادت الصحيفة "ورشة عمل النصر" التي جمع فيها رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي كبار القادة العسكريين لوضع أسس خطة "الجيش" للسنوات القادمة وما نتج منها من استنتاجات مقلقة.

وأكدت الصحيفة أنه على مدار ثلاثة عقود تأكل التفوق العسكري الكامل الذي تمتع به "الجيش" الإسرائيلي، وصارت حماس وحزب الله، اللذان كان يُنظر إليهما كجماعتين ضعيفتي الموارد يمكنهما تنفيذ تفجيرات عرضية وهجمات خاطفة صغيرة، تمتلكان الآن قدرات توازي جيوش دول.

وخلصت الصحيفة إلى أنّ التحديات التي قد يواجهها "الجيش" الإسرائيلي في لبنان ستكون أعظم بكثير مما واجهه في غزة، فحزب الله يمتلك أسلحة مضادة للدبابات ومسيّرات هجومية أكثر تقدماً. ومن خلال القتال في دفاعات معدّة مسبقاً في منطقة مفتوحة، سيكون بوسعه استهداف "الجيش" الإسرائيلي على بُعد كيلومترات قليلة.

وتنقل الصحيفة عن المحلل العسكري الإسرائيلي عيران أورطال، وهو ضابط احتياط سابق، قوله: "إذا كنت لا تعتقد أن من الصواب خوض حرب ضد حزب الله في الثامن من أكتوبر، فإن الأمر يصبح أقل منطقيةً اليوم".

ثمن باهظ على ماذا؟

وقال أورطال: "في حين يتم إفراغ مخزوناتنا، فإن مخزوناتهم مليئة"، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يخوض مئات آلاف الجنود الإسرائيليين معارك منذ أكثر من 8 أشهر في غزة، ويحرق "الجيش" مخزونه من القذائف والقنابل الدقيقة وصواريخ "القبة الحديدية" الاعتراضية، يتمتع حزب الله بتدفق للمسيّرات وغيرها من الأسلحة من إيران، ويستخدمها لدراسة الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وإذ تتمركز قوات "الجيش" الإسرائيلي حالياً خلف الدفاعات وعلى المنحدرات الخلفية بعيداً ما أمكن عن صواريخ حزب الله، فإن هذا الاجتياح من شأنه أن يعرض هذه القوات للخطر، من دون أن يحل المشكلة التي من المفترض أن يعالجها، وهي نيران حزب الله على المستوطنات.

وأكد أورطال أنه حتى لو احتل "الجيش" الإسرائيلي كل شبر مربع من الأراضي على بعد 10 كيلومترات، بل وحتى 20 كيلومتراً من الحدود، فإنّ حزب الله سيظل قادراً على إطلاق الصواريخ على "إسرائيل"، وستتحول المعركة إلى حرب مناورات مكلفة، يلحق فيها حزب الله أضراراً جسيمة بالجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وحذر أورطال من أن "الثمن سيكون أعظم بكثير من الإنجاز".

وختمت الصحيفة بالقول إن هذا الواقع لا يترك لـ"إسرائيل" خيارات كثيرة، وأضافت: "على أي حال، خوض معركة متزامنة ضد حماس وحزب الله في الوقت الحالي ليس وضعاً ينبغي لإسرائيل أن تضع نفسها فيه".

أوقفوا الأعذار.. واستيقظوا

في سياق متصل، قال المراسل العسكري في موقع "والاه" الإسرائيلي، أمير بوحبوط، تعليقاً على ما نُقِلَ عن مصادر في "الجيش" الإسرائيلي بشأن مسيّرة حزب الله: "أوقفوا الأعذار: لقد تلقينا نداءً للاستيقاظ. استيقظوا قبل أن نصل إلى بيرل هاربور في الشمال".

اقرأ أيضاً: في المكان والتوقيت.. ماذا في رسائل ما رجع به "هدهد" حزب الله؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك