إعلام إسرائيلي: الأسرى زناد لتفجير المنطقة.. وتأثيرهم كبير على الخارج
وسائل إعلام إسرائيلية تشير إلى أنّ الأسرى الفلسطينيون لهم تأثيرٌ كبير على ما يجري في الخارج، وأنّهم بحراكهم الكبير المُرتقب، يشكلون زناداً لتفجير المنطقة، في خشيةٍ واضحة مِن تدحرج الأوضاع باتجاه حربٍ شاملة.
سلّطت وسائل إعلام إسرائيلية تركيزها على إعلان الأسرى الفلسطينيين خوض إضرابٍ كبير عن الطعام، مُشيرةً إلى حجم الانتقادات الداخلية التي وُجِّهت لتصريحات وخطوات وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، التي اتخذها في مواجهة الأسرى.
وتحدّث مراسل الشؤون الفلسطينية في القناة الـ "12" الإسرائيلية، أوهاد خمو، قائلاً إنّ "إضراباً كبيراً ومكثّفاً عن الطعام للأسرى الفلسطينيين من كافة الفصائل، سوف يبدأ في 14 أيلول/سبتمبر الجاري"، كما أشار إلى أنّ الفصائل ستشارك جميعها في الإضراب كون إجراءات بن غفير موجّهة للجميع.
السجون بمثابة "زناد لإشعال المنطقة"
وشدّد خمو على أنّ "السجون لها تأثير كبير جداً على ما يجري في الخارج"، مُشيراً إلى أنّ ذلك يتزايد خاصةً في فترة توتراتٍ وعمليات، وأنذها تشكًل "الزناد لإشعال المنطقة".
وأشار مراسل القناة الإسرائيلية إلى أنّ حركة حماس "بدأت بحملةٍ مكثفة في قطاع غزة، وخاصةً إعلامياً" لإسناد الأسرى في السجون، كما تحدّث في تحليله عن دعواتٍ فلسطينية مستمرة "للاستعداد للمعركة الكبرى التي سيخوضها الأسرى"، مؤكّداً أنّ غزّة ذات صلةٍ أيضاً بالأحداث.
وكشف محلل الشؤون العسكرية في موقع "والاه" الإسرائيلي، أمير بوحبوط، أنّ "جيش" الاحتلال يفحص الاحتمالات الكامنة في إضراب الأسرى الأمنيين الفلسطينيين المُرتقب عن الطعام.
بن غفير خطير على "إسرائيل"
ونقل موقع قناة "كان" الإسرائيلية، عن القائد السابق المتقاعد لسجن "معسياهو" الإسرائيلي، رامي عوفاديا، أنّه يعارض بشدّة خطة بن غفير لتقليص عدد زيارات عائلات السجناء الأمنيين الفلسطينيين.
وصرّح عوفاديا بأنّ بن غفير "مهووسٌ بافتعال الحرائق"، واصفاً إياه بـ "رجل خطير، يحتاج إلى صنع العفاريت".
وتفاعلت تحذيراتٌ في أوساط المؤسّستين الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال مِن جرّاء تداعيات قرارات وتصريحات بن غفير، كما تصاعدت خشية بين المسؤوليين الإسرائيليين مِن تطور الأحداث وتدحرجها نحو تصعيدٍ شاملة.
وأشار مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ "13" الإسرائيلية، أور هيلر، إلى أنّ المؤسّستين الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال "تذكران أنّ موضوع الأسرى هو إجماعٌ كامل في المجتمع الفلسطيني، وهو الإجماع الثاني بعد القدس"، مُشدّداً على أنّ هذه القرارات والتصريحات التي أصدرها بن غفير، تُرى مِن خلالها "ديناميكية سلبية يمكن أن تقود إلى تصعيد".
اقرأ أيضاً: مسؤولون إسرائيليون: تصرفات بن غفير صبيانية.. تكلّف "إسرائيل" غالياً
الجميع في "إسرائيل" ضد بن غفير ويخشون التصعيد
وأكّد مراسل الشؤون العسكرية أنّ رئيس أركان الاحتلال، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، قالا في النقاش الأمني الذي انعقد، الخميس، بعد عملية الدهس الفدائية غربي رام الله، إنّهما "لا يدعمان خطوة بن غفير"، وأنّهما أوضحا أنّ الخطوة "يمكن أن تؤدي إلى تصعيدٍ فوري على الساحة الفلسطينية، ومن ضمن ذلك صواريخ من قطاع غزة".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت، الجمعة، عن وجود خشيةٍ في الأوساط الأمنية الإسرائيلية من تصعيدٍ فلسطيني مُحتَمَل، وذلك على خلفية قرار بن غفير، بتقليص زيارات الأسرى الفلسطينيين.
وبتطرّقها للأحداث، أشارت المعلّقة السياسية في قناة "كان" الإسرائيلية، غيلي كوهين، إلى أنّ "كل قادة المؤسسة الأمنية تقريباً ضد بن غفير، وقد قالوا، ومن ضمنهم رئيس الأركان ورئيس الشاباك ومسؤولون آخرون، إنّ أي مسٍّ بالأسرى أو المسجد الأقصى سيؤدي إلى تدهور الوضع على الأرض وتوحيد الساحات، واحتمال حصول عمليات أخرى".
يُذكر أنّ الفصائل الفلسطينية إلى جانب هيئات الأسرى الفلسطينيين في السجون، شدّدت مِن جهتها، على أنّ قرارات الاحتلال ضد الأسرى ستفجّر الأوضاع، وستؤّدي بالذهاب لأبعد حدٍ في معركة السجون.
وبدورها أعلنت لجنة الطوارئ العليا للحركة الفلسطينية الأسيرة، اليوم الأحد، الشروع في إضرابٍ مفتوح عن الطعام، يوم الـ 14 مِن شهر أيلول/سبتمبر الجاري، تصدّياً لسياسات إدارة السجون الإسرائيلية الأخيرة.
يُشار إلى أنّ 4 أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يواصلون إضرابهم عن الطعام رفضاً لاعتقالهم، من بينهم الأسير القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، والأسير كايد الفسفوس.
لليوم العاشر على التوالي#ماهر_الأخرس#معركة_الامعاء_الخاوية pic.twitter.com/MmCelocQJ9
— ماهر الأخرس (@MaherAbuIslam1) September 1, 2023
وقد أجّلت محكمة "سالم" العسكرية الإسرائيلية، محاكمة الأسير الأخرس حتى السادس من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، بذريعة "استكمال التحقيق".