أمير عبد اللهيان من لبنان: نرفض أي تدخلٍ خارجي يؤثر في اتخاذ القرارات السياسية

وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، يؤكّد أنّ بلاده مُستمرة في دعم محور المقاومة لمصلحة لبنان في مواجهة الأطماع الإسرائيلية.

  • وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة البنانية بيروت
    وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة اللبنانية بيروت

أكّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الجمعة، أنّ العلاقات بين طهران وبيروت عريقة واستراتيجية وممتازة.

وقال أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمرٍ صحافي  عقده خلال زيارته لبنان، إنّ طهران مُستمرة في دعم محور المقاومة حفاظاً على المصلحة الوطنية اللبنانية وشعوب المنطقة في مواجهة الأطماع الإسرائيلية.

ورفض وزير الخارجية الإيراني أيّ تدخلٍ خارجي يؤثر في اتخاذ القرارات السياسية في لبنان، مؤكداً أنّ إيران لم تتدخل يوماً في الشؤون الداخلية اللبنانية.

وأشار أمير عبد اللهيان إلى أنّه، انطلاقاً من توجيه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، انطلقت سياسة الانفتاح على دول المنطقة.

وأيّد عودة العلاقات إلى حالتها الطبيعية بالسعودية، مضيفاً أنّ هناك حواراً مع دول أخرى لعودة العلاقات.

ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى أنّ هناك دولاً خفّضت مستوى علاقاتها بإيران بعد قرار الرياض قطع العلاقات بطهران.

وكشف أمير عبد اللهيان أنّه، خلال لقاءاته المسؤولين السعوديين، سمع مقترحاتٍ تتعلق بالشؤون الإقليمية، ومنها اللبنانية، متابعاً أنّ طهران خاضت حواراتٍ بنّاءة مع المسؤولين السعوديين بشأن آفاق تحسين العلاقات بين البلدين.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني أنّ "موضوع قبول الهبات الإيرانية في حاجةٍ إلى قرار من السلطات اللبنانية".

وشدّد أمير عبد اللهيان على أنّه، فور قبول الهبة، فإنّ إيران مُستعدّة لإرسال الفرق الفنية والتجهيزات لإنشاء معامل للطاقة بقوة 2000 ميغاوات.

وأشار الوزير الإيراني إلى أنّ الولايات المتحدة قدّمت وعوداً فضفاضة إلى لبنان بشأن مسألة الطاقة، لكن مسألة استجرار الغاز لم تصل إلى نتيجة.

وأضاف أمير عبد اللهيان أنّه "لو استجابت الدولة اللبنانية وقبلت الهبة الإيرانية منذ أعوام لكانت حُلَّت قضية الطاقة الآن"، مشدداً على أنّ "كل الشركات الإيرانية مُستعدّة لتقديم المساعدة الفنية والهندسية والطبية من أجل دعم حالة الإعمار التي يشهدها لبنان".

اقرأ أيضاً: أمير عبد اللهيان من بيروت: مستعدون لتزويد لبنان بالفيول وتأهيله بمعامل للكهرباء

ورحّب وزير الخارجية الإيراني بأيّ مبادرةٍ لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مشدداً على أنّ طهران قدّمت قادة شهداء في سبيل الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال مواجهة الإرهاب.

وقال أمير عبد اللهيان إنّ اللاعبين الخارجيين يمكنهم القيام بدور فعّال في تحفيز الحوار الداخلي في لبنان، مضيفاً أنّ القادة في لبنان أثبتوا أنّهم لا يركنون للإملاءات والضغوطات الخارجية.

وشدد على أنّ حزب الله اليوم هو "قطب الرحى في جسم محور المقاومة، ويؤدي الدور البارز في التصدي للإرهاب و"إسرائيل".

وأكّد وزير الخارجية الإيراني أنّ "قادة الفصائل الفلسطينية أكثر قوّة واستعداداً من أيّ وقتٍ مضى لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً كل دول المنطقة بأن تقوم بالدور المنوط بها لتقديم كل الدعم إلى فلسطين.

ووصف أمير عبد اللهيان أيّ تطبيع للعلاقات بالكيان الصهيوني بـالـ"خطأ الاستراتيجي"، مضيفاً أنّ الكيان الصهيوني يُعاني الأمرّين بسبب الأزمات الداخلية على أكثر من مستوى.

وفي الملف اليمني، أكّد وزير الخارجية الإيراني أنّ قادة أنصار الله وقادة اليمن هم الذين يتخذون القرارات المتعلقة بهذا البلد.

وذكّر أمير عبد اللهيان بأنّ طهران دعت، بصورة دائمة، إلى الحوار من أجل وقف الحرب على اليمن، آملاً أن يتوصّل الحوار القائم إلى إنهاء الحرب.

أمير عبد اللهيان: مستمرون لرفع العقوبات عن بلادنا

وقال وزير الخارجية الإيراني إنّ طهران كانت وما زالت مستمرة في السير في الأطر السياسية والدبلوماسية لرفع العقوبات الظالمة عنها، مؤكداً أنّ لديها الإرادة السياسية التي تملي على الجميع العودة إلى الاتفاق النووي والتزامه.

وأضاف أمير عبد اللهيان أنّ اللقاءات، التي أجراها في سوريا ولبنان، تناولت العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية والدولية.

وبشأن الحدود العراقية السورية، أشار الوزير الإيراني إلى أنّ كل ما يرتبط بنقل الأفراد والآليات وغير ذلك عبر الحدود العراقية السورية يعود إلى قيادتي البلدين.

وأكّد أمير عبد اللهيان أنّ الحدود السورية العراقية ليست في حاجة إلى عودة حالة التشنج الأمني، التي كانت سائدة في فترة من الفترات.

ورحّب وزير الخارجية الإيراني بعودة سوريا إلى الحضن العربي، وعودة العلاقات الطبيعية بكل الدول العربية.

ونصح أمير عبد اللهيان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن يُكرّس جهوده لمعالجة المشكلات التي يُعانيها الداخل الفرنسي، من دون التدخّل في شؤون الدول.

وبشأن لقاء وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، والأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، قال: "سمعت كلاماً ملؤه الأمل بمستقبل شعوب المنطقة ومستقبل المقاومة".

وأضاف وزير الخارجية الإيراني أنّ "السيد نصر الله قال كلاماً واضحاً، مفاده أنّه إذا بادر الكيان الصهيوني إلى ارتكاب أيّ حماقة فإنّ المقاومة ستقلب الصفحة وبالاً عليه".

وفي وقتٍ سابق اليوم، قال الوزير الإيراني، خلال مؤتمرٍ صحافي أجراه مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب، إنّه جرت مباحثاتٍ جيدة بينهما، وجرى الاتفاق على تفعيل كل الملفات المتعلقة بالعلاقات الثنائية. 

ووصل، يوم أمس، أمير عبد اللهيان إلى لبنان، في زيارة قصيرة آتياً من سوريا، بعد أن التقى الرئيس الأسد. والتقى عبد اللهيان أمس قيادتي حركة حماس والجهاد الإسلامي في بيروت، في اجتماع مغلق، أكد خلاله تمسك طهران باستراتيجية دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وقضية تحرير الأرض. 

وكان وزير الخارجية الإيراني زار لبنان، في أواخر نيسان/أبريل الماضي، وتوجه خلال الزيارة إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

اقرأ أيضاً: إنقاذ كهرباء لبنان.. ليكُن عرضاً إيرانياً - سعودياً مشتركاً

اخترنا لك