قُتل أكثر من 40 شخصاً، ليل الأربعاء الخميس، في هجوم جديد نُسب إلى متمرّدي "القوات الديموقراطية المتحالفة" التابعة لتنظيم "داعش" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حسبما أفادت السلطات المحلية.

وقال المسؤول المحلّي كالونغا ميسو، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "الحصيلة التي لا تزال مؤقتة هي 38 قتيلاً في موكوندي و8 في موسا"، وهما قريتان متجاورتان في إقليم بيني.

وأضاف المسؤول أنّ "القوات الديمقراطية المتحالفة جمعت الناس لتقوم بإعدامهم لاحقاً".

Au moins 40 civils ont été tués et de nombreux autres grièvement blessés dans une attaque des rebelles ADF, dans la nuit de mercredi 8 mars, à Mukondi, territoire de Beni (Nord-Kivu).
Selon plusieurs sources locales, ces assaillants ont également # # #https://t.co/tbdridQRqu pic.twitter.com/WSIbKScqoR

— Dworaczek-Bendome (@DworaczekBendom) March 9, 2023

وأكد رئيس الجمعية المدنية المحلية أرسين مومبير هذه الحصيلة، مشيراً إلى أنّ المهاجمين "دخلوا إلى قرية موكوندي من دون ضوضاء"، وقتلوا معظم الضحايا "بسلاح أبيض". 

وأشار إلى العثور على جثث الضحايا في موسا "متفحّمة في منازل محترقة"، مضيفاً أنّ أعمال البحث لا تزال جارية لأنّ المنازل بعيدة عن بعضها البعض. 

اقرأ ايضاً: الكونغو الديمقراطية: "داعش" يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى إلى مقتل 23 مدنياً

من جهته، قال المرصد الأمني في كيفو، وهو شبكة محلّلين مقرّها شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، عبر "تويتر": "خلال ليل الثامن إلى التاسع من آذار/مارس، أضرم رجال ميليشيات جاءوا من وادي مواليكا النار في قرية موكوندي (...) وقتلوا 36 شخصاً على الأقل بالسلاح الأبيض". 

ولم تذكر سلطات المقاطعة بعد أي معلومات عن هذا الهجوم.

the M23 bombardment yesterday a farm in the south of north-kivu and here are the results of the cows died by the bursts of the bombs pic.twitter.com/oh95bRlZwv

— Kash Out(l@w) (@quentinkat) March 9, 2023

وتتألّف "القوات الديمقراطية المتحالفة" في الأصل من متمرّدين غالبيتهم من الأوغنديين المسلمين بدأوا عملياتهم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، واتُّهموا بارتكاب مذابح بحقّ آلاف المدنيين. وفي 2021، نُسبت إليهم عدّة هجمات على الأراضي الأوغندية، وشُنّت عملية عسكرية مشتركة بين الجيشين الكونغولي والأوغندي لمطاردتهم في شمال كيفو وفي مقاطعة إيتوري المجاورة.

وعرضت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مكافأة قد تصل إلى خمسة ملايين دولار مقابل أي معلومات قد توصل إلى زعيم المجموعة، وهو أوغندي في الأربعينات من عمره يُدعى موسى بالوكو.

• مواضيع متعلقة

رواندا تنفي التقارير التي تشير إلى دعمها حركة "مارس 23"

10 كانون الثاني

الكونغو الديمقراطية ورواندا: محادثات السلام المقررة في أنغولا لن تنعقد

16 كانون الأول 2024

مجلس الأمن

وقال المرصد الأمني إنّ "القوات الديموقراطية المتحالفة" التي يقدّمها تنظيم "داعش" على أنّها فرع له في أفريقيا الوسطى، قتلت نحو 150 شخصاً منذ بداية العام، بما في ذلك في الهجوم الأخير. 

وإلى الجنوب، تشهد مقاطعة شمال كيفو أيضاً معارك منذ أكثر من عام بين الجيش الكونغولي ومتمرّدي حركة "مارس 23" (أم 23) المدعومة من رواندا، وفقاً لكينشاسا وخبراء من الأمم المتحدة.

وكان من المفترض أن يدخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ يوم الثلاثاء، بعد إعلانات عن وقف الأعمال العدائية ظلّت من دون تأثير في الأشهر الأخيرة.

ولكن لم يتوقف إطلاق النار فيما تواصل حركة "أم 23" توسعها.

ومن المنتظر أن يصل وفد من مجلس الأمن مساء اليوم الخميس إلى كينشاسا، في زيارة عمل تستغرق ثلاثة أيام يفترض أن تقوده إلى غوما عاصمة شمال كيفو، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة تقع بين رواندا إلى الشرق وبحيرة كيفو إلى الجنوب ومتمرّدي حركة "أم 23" في الشمال والغرب.

ويعتزم ممثلو المجلس "تقييم الوضع الأمني والإنساني في شمال كيفو"، حسبما أفاد بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مونوسكو)، و"تقييم السياق الذي تتطوّر فيه هذه القوّة". 

Une délégation du Conseil de Sécurité de l’#ONU en visite en #RDC du 9-12/3. Elle vient évaluer la situation sécuritaire et voir la mise en œuvre du mandat de la MONUSCO, conformément à la résolution 2666. Son agenda prévoit plusieurs rencontres notamment avec le Chef de l’Etat. pic.twitter.com/esa3enFwzO

— MONUSCO (@MONUSCO) March 8, 2023

وتواجه بعثة الأمم المتحدة الموجودة في جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ 23 عاماً وتضمّ حالياً أكثر من 16 ألف رجل، انتقادات متزايدة في البلاد لعدم قدرتها على وضع حدّ لأعمال العنف الجارية في الشمال منذ نحو 30 عاماً. 

وتنتشر عشرات من المجموعات المسلّحة في المنطقة، حيث يعدّ الكثير منها إرثاً من الحروب الإقليمية التي اندلعت بين العامين 1990 و2000.

اقرأ أيضاً: الكونغو: عدد ضحايا مجزرة كيشيش التي ارتكبها مسلحو "أم 23" 300 قتيل

مقتل 15 شخصاً في الغرب

في هذه الأثناء، أفادت مصادر محلية الخميس بأنّ 15 شخصاً على الأقل قُتلوا هذا الأسبوع على يد مسلّحين في غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك بعد أسابيع من الهدوء في المنطقة التي تشهد أعمال عنف.

وقال داميان بونغو، مسؤول إحدى منظمات المجتمع المدني، إنّه عند فجر الأربعاء "هاجم مسلحون" قريتي سوماكيتا وكينسيلي الواقعتين على الطريق الوطني رقم 17 في منطقة كواموث الواقعة في إقليم ماي ندومبي.

وأضاف أنّ "الحصيلة الأولية بلغت 15 قتيلاً في سوماكيتا، فيما أُضرمت النيران في عدّة منازل وأصيب عدّة أشخاص بجروح في القريتين".

وأشار بونغو إلى أنّ حوالى 200 شخص فرّوا من المنطقة وتوجّهوا إلى العاصمة كينشاسا، فيما توجّه آخرون إلى مناطق في مقاطعة كويلو المجاورة.

وأفادت وسائل الإعلام الكونغولية بأنّ هجمات أخرى وقعت في وقت سابق من هذا الأسبوع.