أفغانستان: "طالبان" تعلن عقد أول لقاء مع وفد فرنسي في الدوحة

بعد إحكام سيطرتها على مفاصل البلاد في أفغانستان، "طالبان" تعلن عبر "تويتر" عن عقد أول لقاء مع وفد فرنسي في العاصمة القطرية الدوحة، وأن وفداً من الحركة بحث مع المبعوث الفرنسي "بالتفصيل" الوضع في مطار كابول.

  • المتحدث باسم حركة
    المتحدث باسم حركة "طالبان" في الدوحة سهيل شاهين

أعلن المتحدث باسم حركة "طالبان" سهيل شاهين على موقع "تويتر" أن وفداً فرنسياً التقى أمس الخميس في العاصمة القطرية الدوحة ممثلين عن الحركة للمرة الأولى منذ إحكام سيطرتها على أفغانستان، قبل نحو أسبوعين. 

وقال شاهين إن "المبعوث الفرنسي فرنسوا ريشييه والوفد المرافق له بحثوا بالتفصيل الوضع في مطار كابول، مع وفد بقيادة نائب مدير المكتب السياسي للحركة شير عباس ستانيكزاي". 

وفيما لم يصدر أي تعليق عن وزارة الخارجية الفرنسية. أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن السفير الفرنسي لن يبقى في أفغانستان.

وفيما أعلنت فرنسا إنهاء عمليات الإجلاء التي تنفذها مساء اليوم الجمعة، عملاً بالمهلة التي فرضها الأميركيون، وفق ما أفاد رئيس الوزراء جان كاستيكس أمس الخميس.

قال وزير الدولة للشؤون الأوروبية كليمان بون إن باريس قد تواصل عمليات الإجلاء "بعد مساء الجمعة".

وأضاف أن "الهجوم الإرهابي يجب ألا يمنع هذه العمليات، وسنستمر حتى آخر ثانية ممكنة". إلا أنه ألمح إلى أنه "قد لا يتمكن جميع الأفغان المعرضين للخطر الذين يحاولون مغادرة بلادهم من القيام بذلك". 

وتأكيداً على وعد قطعته "طالبان" لعدة بلدان، أكدّ المتحدث باسم "طالبان" أن "كل أفغاني يحمل وثائق قانونية سيتمكن من السفر إلى الخارج، وسيتم توفير كل المنشآت المناسبة لجميع الأفغان من أجل تنقلاتهم بعد فتح القسم المدني من المطار".

وأضاف شاهين أنه "تمّ إحلال السلام في جميع أنحاء البلاد، وعادت البنات والفتيان إلى المدارس، ووسائل الإعلام تعمل".

وأشار إلى أن "طالبان" المدركة للتحديات التي تنتظرها، "تحاول أن تظهر بمظهر الاعتدال أمام الشعب والمجموعة الدولية، لكن العديد من الأفغان ولا سيما من المثقفين وسكان المدن، يخشون أن تقيم الحركة النظام المتطرف ذاته الذي حكم البلاد بين 1996 و2001 وجرت في ظله فظاعات".

وكانت  فرنسا وألمانيا قد حضّتا على تمديد فترة عمليات الإجلاء من أفغانستان.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات، حيث تُقيم باريس جسراً جوياً، "نحن قلقون بشأن الموعد النهائي الذي حدّدته الولايات المتحدة في 31 آب/أغسطس. هناك حاجةٌ إلى وقتٍ إضافيٍّ لإكمال العمليات الحالية".

ومنذ إحكام "طالبان" سيطرتها على أفغانستان، يحتشد آلاف الأفغان يومياً أمام بوابات مطار كابول سعياً للفرار من البلاد.

ووقع ليل أمس الخميس تفجيران انتحاريان بالقرب من مطار كابول، أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى، وارتفع عدد الضحايا اليوم إلى أكثر من 170 قتيلاً بينهم أفغان وجنود أميركيون، وفق ما ذكرت وسائل إعلام أفغانية محلية.

وبعد التفجيرات، تسارعت عمليات إجلاء المدنيين في مطار كابول، وفق ما أكد مسؤول أمني غربي في المطار رفض  الكشف عن إسمه.

فيما قال دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن "على طالبان التحقيق في شبكة داعش، بعدما سمحت للآلاف بمغادرة السجون"، مشيراً إلى أن "الحركة ستعزز قواتها لإدارة الحشود، وفرض الأمن عند بوابات مطار كابول".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، تعليقاً على التفجيرات، "أتحمل مسؤولية كل ما حدث مؤخراً في أفغانستان، وقلوبنا منفطر".  وأضاف أن "الهجوم الذي وقع في كابول نفذته مجموعة تسمى داعش - خُراسان". وتوجّه إلى الذين شنّوا الهجوم قائلاً: "إننا لن نغفر لكم، ولن ننسى، وسنصطادكم".

 

مع بدء الولايات المتحدة تطبيق خطة الانسحاب من أفغانستان، بدأت حركة "طالبان" تسيطر على كل المناطق الأفغانية، وتوجت ذلك بدخولها العاصمة كابول، واستقالة الرئيس أشرف غني ومغادرته البلاد. هذه الأحداث يتوقع أن يكون لها تداعيات كبيرة دولياً وإقليمياً.

اخترنا لك