أزمة الذخيرة الغربية.. هل تضعف الحرب الأوكرانية قدرات واشنطن مقابل بكين؟
أوضح التقرير أنّ "أوروبا ليست المكان الوحيد الذي يوجد فيه نقص في الذخيرة والإمدادات العسكرية"، إذ إنّ "كل ما تمكنت الولايات المتحدة من فعله حتى الآن هو استخدام مخزوناتها من الأسلحة لتزويد أوكرانيا"، والتي يهدد تناقصها المستمرّ قدراتها مقابل الصين.
تحدّث تقرير في موقع مجلة "ذا ويك" البريطانية - الأميركية، عن أزمة نفاد الذخيرة التي تعاني منها الجبهة الداعمة لأوكرانيا، ولا سيما عند واشنطن، بسبب الاستخدام الهائل للذخيرة في ميدان الحرب الدائرة منذ أكثر من سنة.
وتحت عنوان "السؤال الكبير اليوم"، أكّد التقرير أنّ "أوكرانيا تستخدم الكثير من الذخيرة في معركتها ضد روسيا، والنتيجة أنّ مخزونات الذخيرة بين المورّدين الغربيين للبلاد بدأت في النفاد".
وذكرت المجلة أنّ ذلك يأتي "برغم المحاولات التي تتمّ لتدراك نفاد مخزونات الذخيرة، إذ التقى مسؤولون بولنديون وأوروبيون لمناقشة برنامج جديد من شأنه أن يمدّ أوكرانيا ويجدّد المخزونات المتضائلة في أوروبا".
وأوضحت أنّ "أوروبا ليست المكان الوحيد الذي يوجد فيه نقص في الذخيرة والإمدادات العسكرية"، إذ قال سيث جونز، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي، إنّ "ما تمكّنت الولايات المتحدة من فعله لتدراك الأمر حتى الآن هو استخدام مجموعة من مخزوناتها من الأسلحة لتزويد أوكرانيا"، مشيراً إلى أنّ "عدد تلك المخزونات يتناقص".
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يضع اللمسات الأخيرة على خطة إمداد أوكرانيا بالذخيرة
ووفق تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنّ "الجهود الأميركية لتزويد أوكرانيا بالأسلحة تركت مخزونات الجيش في مستويات منخفضة، ولا سيما فيما يتعلق بقذائف المدفعية وغيرها، ما كشف خطوط الصدع في كيفية استعداد الجيش الأميركي لحروبه".
وأشارت إلى أنّ "القوات المسلحة الأميركية تراقب مخزونات بعض الأسلحة الرئيسية، التي تتضاءل نتيجة توحيد الصناعة وخطوط التصنيع المستنفدة، وقضايا سلسلة التوريد، التي أصبحت أكثر أهمية مع اندلاع الحرب في أوروبا، وكصراع محتمل مع الصين يلوح في الأفق".
كما أوضح الباحثان فاسابجيت بانيرجي وبنجامين تكاش، في تقرير حديث، أنّ "القلق الأكبر حالياً هو احتمال اندلاع حرب في المحيط الهادئ"، مشيرين إلى أنّ "جهد التوريد الأوكراني هو مقدمة لظهور القيود الصناعية التي تعرقل الفعالية العسكرية الأميركية إذا اشتبكت مع خصم مثل الصين، والتي ستتسبب في خسائر فادحة في المعدات والأفراد".
وتحدثت مايا كلارك، من مؤسسة "هيريتيج فاونديشن"، أنّ "الولايات المتحدة لا تستطيع تغيير الوضع بمجرد إنفاق المخزونات"، مؤكدة أنّ "وزارة الدفاع الأميركية لا تستطيع ببساطة شراء المزيد من الذخائر، وقد يستغرق التصنيع سنوات".
كما كشف التقرير أنه "بشكل عام، يأمل الجيش في زيادة إنتاج المدفعية بنسبة 500% في العامين المقبلين، وهو أكبر توسع في الإنتاج العسكري منذ الحرب الكورية".
ويبدو أنّ القلق الأول بالنسبة للمسؤولين الغربيين، بطبيعة الحال وبحسب تتبع الوضع الميداني والسياسي والتصريحات الغربية والصحافة، هو الحفاظ على قدرة أوكرانيا على الاستمرار في خوض المعركة ضد روسيا، أو إطالة أمد الحرب، كما يقول الروس، الذين تعمل مصانعهم العسكرية بالمقابل بشكل مكثف.
اقرأ أيضاً: وزير الدفاع الروسي يوعز بمضاعفة حجم إنتاج الذخائر عالية الدقة
وكان تقرير لمؤسسة أبحاث السياسة الخارجية الأميركية أكّد أنّ "توافر الذخيرة قد يكون العامل الوحيد الأكثر أهمية الذي يحدد مسار الحرب في عام 2023، وهذا سيعتمد على المخزونات الأجنبية والإنتاج، إذ يعتمد الأوكرانيون على الغرب بشكل تام لتلقي الذخيرة والأسلحة، وخاصة المدفعية وقطع الغيار".
وكانت مجلة "جابان تايمز" اليابانية نشرت الأسبوع الفائت تقريراً عن أنّ واشنطن "أكّدت استعمال ذخيرة صينية في حرب أوكرانيا، ولا تزال تبحث في الجهة التي استخدمتها"، وذلك بعد أسبوع من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا، والتي رأت جهات غربية عديدة أنها رسالة حازمة بشأن موقف بكين المتباين مع الغرب تجاه موسكو والحرب في أوكرانيا.
وتعكس هذه التقارير الغربية بشأن أي مشاركة صينية محتملة في الحرب في أوكرانيا، اتجاهاً قد يكون موجوداً لدى واشنطن وحلفائها للتصعيد مع بكين.
إذ يلفت تقرير "ذا ويك" إلى أنّ "الصين دائماً ما تدور في أذهان مخططي الحرب الأميركيين"، وقد أجرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مؤخراً محاكاةً للحرب، لتخيّل مواجهة محتملة بين الولايات المتحدة والصين، وجاء الاستنتاج بأن بعض الذخائر الأميركية سوف تنفد بسرعة".
وأوضحت أنّ "هذا سيحدث في أقل من أسبوع في حال اندلاع نزاع في مضيق تايوان"، وأنّ "القاعدة الصناعية الأميركية ليست مستعدة لصراع محتمل مع الصين".