أرمينيا وأذربيجان تتوجهان نحو البدء بمفاوضات سلام
أرمينيا وأذربيجان تستعدان لمفاوضات سلام بعد المحادثات الثلاثية في بروكسل أمس الأربعاء.
وجه رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، عقب اجتماع ثلاثي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، وزارتي خارجيتهما ببدء الاستعدادات لمفاوضات السلام بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية الأذربيجاني في بيان، اليوم الخميس، إنّه جرى اتخاذ "خطوة مهمة للسلام مع أرمينيا، خلال المحادثات الثلاثية في بروكسل أمس الأربعاء".
وأكّد البيان أنّه تقرّر، نتيجة اللقاء الثلاثي، إعطاء التعليمات لوزارتي خارجية البلدين من أجل "التحضير لمحادثات السلام بين أذربيجان وأرمينيا".
وأضاف أنّ الجانبين "اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة لغاية نهاية نيسان/أبريل الجاري، مهمتها ترسيم الحدود بين البلدين"، كاشفاً أنّ اللقاء ناقش أيضاً فتح الطرق البرية والسكك الحديدية بين البلدين.
وتابع: "يعتبر اجتماع بروكسل خطوة مهمة من أجل مصالح أذربيجان وإحلال السلام والرفاه في المنطقة".
ويوم الأربعاء، أعلن رئيس المجلس الأوروبي أن علييف وباشينيان اتفقا على بدء عملية ملموسة، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة لإعداد اتفاقية سلام محتملة بين أذربيجان وأرمينيا.
وشدد الرئيس الأذربيجاني على "ضرورة توقيع معاهدة سلام مع أرمينيا في أقرب وقت"، مشيراً إلى أنّ الاعتراف المتبادل بالسيادة على الأراضي يجلب السلام لمنطقة القوقاز.
من جانبه، قال مجلس الوزراء الأرمني، في بيان أمس الأربعاء، إنّ "رئيس وزراء أرمينيا والرئيس الأذربيجاني وجّها وزارتي الخارجية نحو بدء العمل التحضيري لمفاوضات سلام بين البلدين".
وأضاف البيان: "نتيجة للاجتماع، تمّ التوصل إلى اتفاق وفقاً لاتفاقية سوتشي في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، لإنشاء لجنة ثنائية لترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان بحلول نهاية نيسان/أبريل"، مشيراً إلى أنّ اللجنة ستتعامل أيضاً مع قضايا ضمان الأمن والاستقرار على طول المحيط الحدودي.
وكانت سلطات إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه أعلنت، منذ أسبوعين، أنّ قوات أذربيجانية قتلت اثنين من المقاتلين الأرمن في المنطقة، متّهمة باكو بخرق وقف إطلاق النار، وذلك بعد أسبوع من إعلان وزارة الخارجية الأرمينية أنّ قوات أذربيجانية دخلت قرية باروخ الخاضعة لسيطرة قوات حفظ السلام الروسية.
واعتبرت أرمينيا وسلطات ناغورنو كاراباخ أنّ هذه الخطوة تمثّل "خرقاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار" القائم منذ الحرب الأخيرة بين البلدين، داعيةً قوات حفظ السلام الروسية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإعادة السلام إلى الإقليم.
ويتنازع البلدان منذ عقود على السيادة على إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي تتهم أذربيجان جارتها أرمينيا باحتلاله، بينما تقول أرمينيا إنّ الإقليم تابع لأراضيها. ولا تزال القوات الأذربيجانية متواجدة في أماكن وصلت إليها خلال المعارك الأخيرة، وتطالب اليوم بالسيادة عليها وتثبيت وجودها داخل الإقليم.