أرمينيا تتهم أذربيجان باتّباع "سياسة تطهير عرقي" في ناغورني كاراباخ
رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، يتّهم باكو بممارسة "ضغوط اقتصادية ونفسية لدفع الأرمن إلى الخروج الجماعي من كاراباخ"، على خلفية استمرار إغلاق ممرّ لاتشين.
اتهمت أرمينيا جارتها أذربيجان، اليوم الخميس، باتّباع "سياسة تطهير عرقي"، وإجبار الأرمن على مغادرة منطقة ناغورني كاراباخ المتنازَع عليها.
وأكد رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أن باكو تقوم بممارسة "ضغوط اقتصادية ونفسية لدفع الأرمن إلى الخروج الجماعي من كاراباخ".
وقال، خلال اجتماع عقدته الحكومة في يريفان، إنّ "هذه سياسة تطهير عرقي"، مشيراً إلى أنّ "دُور حضانة الأطفال والمدارس والجامعات ما زالت مغلقة في كاراباخ من جرّاء الحصار، مع حرمان آلاف الطلبة من حقهم الأساسي في التعليم".
علييف ينفي اتهامات أرمينيا
من جهته، رفض الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، الاتهامات، مؤكداً أنّ "لا أساس لها وأنها زائفة وسخيفة". ولفت إلى أنّ "أفراد حفظ السلام الروس والصليب الأحمر ضمنوا إيصال الاحتياجات اللازمة إلى المدنيين في كاراباخ".
وقال علييف للسفير الفرنسي الجديد إنّ "آلاف السيارات المدنية دخلت كاراباخ وغادرتها منذ 12 كانون الأول/ديسمبر" الماضي.
ومنذ 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي، يحتلّ متظاهرون أذربيجانيون، يقدّمون أنفسهم على أنهم ناشطون بيئيون يحتجون على مناجم غير قانونية تُحدث ضرراً بالبيئة، ممرّ لاتشين، وهو طريق جبلي يربط ناغورني كاراباخ بأرمينيا.
ونتيجة لذلك، تعاني المنطقة الجبلية، التي تضمّ نحو 120 ألف نسمة، شحّاً في الغذاء والدواء والوقود.
اقرأ أيضاً: لتهدئة التوترات.. روسيا تعلن استعدادها لنشر قوات بين أرمينيا وأذربيجان
#Armenia’s Prime Minister emphasized need to send international fact-finding mission to #LachinCorridor and #NagornoKarabakh https://t.co/2WD99BdCSB pic.twitter.com/6xjTM6n8Lb
— Lurer (@Lurer11) January 26, 2023
والإثنين الفائت، حضّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الرئيس الأذربيجاني على "إعادة فتح ممر لاتشين"، بينما شكّل الاتحاد الأوروبي، في اليوم ذاته، بعثة من أجل المساعدة على مراقبة الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.
وتعود جذور الصراع بين البلدين، بشأن إقليم ناغورني كاراباخ، إلى انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، عندما أعلنت الأغلبية الأرمنية من سكان كاراباخ الاستقلال عن أذربيجان، مدعومة من أرمينيا. وأدّى النزاع، الذي اندلع يومها، إلى مقتل نحو 30 ألف شخص.
واندلع العنف مجدداً عام 2020، موقعاً أكثر من 6500 ضحية من الطرفين. وانتهت الأعمال العدائية بإعلان وقف إطلاق النار الثلاثي الذي توسطت فيه روسيا، وتم توقيعه في تشرين الثاني/نوفمبر 2020. واتفقت الدولتان على نشر نحو 2000 عنصر من قوات حفظ سلام روسية في المنطقة، التي مزّقتها الصراعات، بحيث بدأتا التفاوض على ترسيم الحدود.
وفي أيار/مايو 2022، وجّه قادة أرمينيا وأذربيجان تعليمات إلى وزارتي خارجيتي البلدين، من أجل بدء الاستعدادات لمحادثات السلام بين يريفان وباكو.
ومع ذلك، تعطلت المفاوضات بعد اندلاع أعمال عدائية بينهما في 12 أيلول/سبتمبر، في منطقة لا علاقة لها بمنطقة ناغورنو كاراباخ، حيث اتهمت باكو ويريفان، إحداهما الأخرى، بالقصف، وأبلغت كل منهما بشأن خسائر في صفوفها، ثمّ أعلن لاحقاً عن العودة إلى المفاوضات.