"زلة لسان" كادت تتسبب باصطدام طائرتين
مساعد الطيار يصرخ عبر الراديو بأن "حركة هبوط على المدرج 09 على اليمين"، مرسلاً تحذيراً للطائرة القادمة، "استدر بعيداً عن 09 يمين، استدر بعيداً".
هبطت طائرة تابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" وعلى متنها 73 شخصاً، في مطار شارل ديغول، بعد أن كانت على وشك اصطدام مباشر بطائرة تابعة لـ"إيزي جيت".
وأصدر مكتب التحقيق والتحليل الفرنسي لسلامة الطيران المدني (BEA)، تقريره النهائي عن الحادث الوشيك في 19 تموز/يوليو 2021.
وبحسب تقرير رسمي للمكتب، خلال استعداد طائرة "إيرباص" التابعة لشركة "إيزي جيت" (EasyJet) للإقلاع، على مدرج مطار باريس، توجهت طائرة "بوينغ 787" من شركة "يونايتد إيرلاينز" (United Airlines) نحوها، على بعد أقل من 91 متراً من الأرض.
وكادت الكارثة أن تقع في 20 تموز/يوليو من العام الماضي، في مطار ديغول، بعد سماح وحدة التحكم في البرج، عن طريق الخطأ، بهبوط رحلة UA57 التابعة لـ"يونايتد إيرلاينز" القادمة من مطار نيوارك بولاية نيوجيرسي، على المدرج 09 يميناً.
وقد تم تنفيذ عمليات الهبوط على المدرج 09 يسار، بينما كان الإقلاع والمغادرة من المدرج 09 على اليمين، حيث كانت طائرة "يونايتد إيرلاينز" تقترب من 09 يساراً، وافترض الطيارون أنه "طُلب منهم الإلتفاف يميناً".
وطلبت طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية من طراز بوينغ 787، بالهبوط على 09 الأيمن، وهو أطول المدرجين، بسبب مشكلة فنية.
وقال الطيار: "مفهوم بوضوح الهبوط على المدرج 09 إلى اليمين، انحراف إلى المدرج 09 الأيمن يونايتد 57 (UA57)"، مستخدماً لفظة مفهوم عوضاً عن تأكيد، باللغلة الإنجليزية، ما أربك العاملة الفرنسية في برج المراقبة، حيث أعطت إذن الإقلاع لطائرة إيرباص A320، التابعة لشركة "إيزي جيت" المتجهة إلى مالقة لتغادر من نفس المدرج وفي الوقت عينه، وذكر التقرير أن الطيارين يجب أن يطلبوا دائماً إعادة تأكيد الأمر.
وحين بدأت طائرة "إيزي جيت" في التحرك على المدرج، كانت طائرة بوينغ على بعد أقل من 1.6 كم، وبسرعة 257 كم في الساعة.
في السياق عينه، صرّح مساعد الطيار على متن "إيزي جيت" عبر الراديو بأن "حركة هبوط على المدرج 09 على اليمين"، مرسلاً تحذيراً للطائرة القادمة، "استدر بعيداً عن 09 يمين، استدر بعيداً".
ووصلت رحلة "يونايتد إيرلاينز" على بعد 24 متراً من الأرض، وعلى بعد 76 متراً من نهاية المدرج، قبل إحباط عملية الهبوط وإعادة توجيه مسارها.
ووفقاً للتقرير، قالت عاملة وحدة المراقبة للمحققين إنها "تعتقد أن لسانها زلّ لأنها كانت تركز على المدرج 09 يمين مع طائرة "إير فرانس"، بوينغ 787 التي هبطت للتوّ هناك".
وتم انتقاد الطيارين الأميركيين لعدم استخدام لغة أوضح في اتصالاتهم مع برج المراقبة، ووفقاً للمحققين "ربما يكون موضع المتحكم، مع عدم وجود رؤية على المدرج، قد ساهم في حدوث الخطأ"، مشيرين إلى "انخفاض حركة المطارات بسبب جائحة كوفيد".