"فايزر" ستطلب ترخيصاً طارئاً "قريباً جداً" للقاحها المضاد لكورونا
بعد إعلان شركة "بيونتك" و"فايزر" أن لقاحهما فعّال بنسبة تزيد عن 90% في منع الإصابة بكورونا لدى المتطوعين، "فايزر" تؤكد أنه إذا سارت الأمور على ما يرام فإن باستطاعة الشركة البدء بعمليات التطعيم خلال كانون الأول/ديسمبر.
أعلنت شركة "فايزر" الأميركية أن المجموعة الدوائية ستقدم "قريباً جداً" طلباً للحصول على ترخيص لتسويق لقاحها المضاد لكوفيد-19 في الولايات المتحدة.
وقال المدير العام ألبرت بورلا إنه إذا سارت الأمور على ما يرام فإن باستطاعة الشركة البدء بعمليات التطعيم خلال كانون الأول/ديسمبر.
وأشار بورلا خلال مؤتمر "نحن قريبون جداً من تقديم طلب ترخيص طارئ".
والترخيص الطارئ هو تصريح مؤقت أو مشروط تمنحه وكالة الأدوية الأميركية (اف دي إيه) للتصدّي لحالة طارئة مماثلة لجائحة كوفيد-19. ويمكن للوكالة أن تُبطل هذا التصريح أو تعدّله إذا ما ظهرت لاحقاً بيانات جديدة بشأن فعالية اللقاح أو سلامته.
هذا وكشفت نتائج التحليل النهائي للتجارب السريرية للقاح المطور من طرف شركة "فايزر" الأمريكية و"بيونتيك" الألمانية، فعالية تقدر بنسبة 95%.
وفي أوروبا، تستخدم "وكالة الأدوية" إجراءً معجّلاً يتيح لها إجراء عملية "تقييم متواصل" للبيانات المتعلّقة بمدى فعالية أيّ لقاح أو دواء وسلامته فور صدور هذه البيانات، وحتّى قبل أن تقدّم الشركة المصنّعة طلب ترخيص رسمياً.
ولم تذكر إدارة الغذاء والدواء الأميركية المدة التي ستستغرقها مراجعة البيانات المتعلّقة بفعالية اللقاح وسلامته، وهما المعياران الرئيسيان لإصدار الترخيص الطارئ له، إلى جانب القدرة على إنتاج جرعات منه بكميات كبيرة.
لكن مدير المعهد الأميركي للأمراض المُعدية الطبيب أنطوني فاوتشي، قال، أمس الثلاثاء، إنه "لا يزال هناك طريق طويل أمامنا لنقطعه"، مشيراً بالخصوص إلى الصعوبات اللوجستية التي تعترض عملية نقل جرعات اللقاح، مبدياً قلقه من "الثقافة المناهضة للقاحات التي تسود في أوساط شريحة واسعة من الأميركيين".
وقال "هناك شعور واسع مناهض للقاحات في هذا البلد. يجب أن نكون قادرين على التغلب عليه، وإقناع الناس بالتطعيم، إذ لا نفع لأي لقاح عالي الفعالية إذا لم يتم تطعيم أحد به".
ولقاح فايزر هو أحد ثلاثة لقاحات تجريبية تتابع وكالة الأدوية الأوروبية سير التجارب السريرية عليها وفقاً للآلية المعجّلة. واللقاحان الآخران تطوّر أحدهما أوكسفورد/أسترازينيكا والثاني موديرنا.
وفي وقت سابق، قال المدير العام لشركة "فايزر" الأميركية إنه "وبعد أكثر من 8 أشهر على بدء أسوأ وباء منذ أكثر من قرن، نعتقد أن هذه المرحلة تمثل خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للعالم في معركتنا ضد كوفيد-19".
وتابع: "المجموعة الأولى من نتائج المرحلة الثالثة من تجربتنا للقاح ضد كوفيد-19، أعطت الدليل الأولي على قدرة لقاحنا على الوقاية من كوفيد-19".
والإثنين أعرب منصف السلاوي، رئيس الفريق المكلّف جهود تطوير لقاح ضدّ فيروس كورونا في الولايات المتحدة، عن أمله في أن ترخّص الوكالة الأميركية للأدوية خلال النصف الثاني من كانون الأول/ديسمبر بتسويق لقاحي فايزر وموديرنا.
وأعلنت شركة "بيونتك" الألمانية وشريكتها شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فايزر"، الإثنين الماضي، أن "لقاحهما المرشح فعال بنسبة تزيد عن 90% في منع الإصابة بكورونا لدى المتطوعين، الذين حصلوا عليه".
وقالت الشركتان في بيان مشترك، إنه جرى قياس "هذه الفعالية للقاح" عبر المقارنة بين عدد المشاركين الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد في المجموعة التي تلقت اللقاح وعدد المصابين في مجموعة أخرى تلقت لقاحاً وهمياً، "بعد سبعة أيام من تلقي الجرعة الثانية" و28 يوماً من تلقي الجرعة الأولى.
لكن الرئيس التنفيذي لشركة "بيونتك"، أوغور شاهين قال الأحد، إنه "لن تكون هناك عودة إلى الوضع الطبيعي هذا العام حتى رغُم إيجاد لقاح فيروس كورونا الجديد، الذي توصلت إليه شركته وأظهر نتائج مُبشرة".
وأضاف شاهين في حديث مع "بي بي سي" أنه "سيكون هذا الشتاء قاسياً. لن يكون لدينا تأثير كبير على أعداد المصابين بلقاحنا هذا الشتاء".
كما لفت إلى أنه "من الضروري للغاية أن تحقق البلدان معدل تطعيم مرتفع حتى أو قبل الخريف، وشتاء العام المقبل، مما يعني أن كل التحصين يجب أن يتم قبل الخريف المقبل".
وردًا على سؤال حول فعالية اللقاح، قال رئيس شركة "بيونتك": "بصفتي عالماً ومن استقراء لما رأيناه حتى الآن بالنسبة للفيروسات الأخرى، أتوقع أن تترجم الفعالية العالية في الوقاية من المرض إلى بعض الفعالية على الأقل في منع العدوى. لذلك أنا على ثقة تامة من أنه سيتم تقليل انتقال العدوى بين الناس من خلال لقاح عالي الفعالية. ربما ليس 90%، ولكن ربما 50%، لكن لا ينبغي أن ننسى أنه حتى ذلك يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في انتشار الوباء".
وفيما يتعلق بالفعالية على المدى الطويل، قال: "لا نعرف بعد إلى متى تستمر المناعة، ومن المتوقع أن تنخفض بمرور الوقت، لكن معدل هذا الانخفاض غير معروف وفريقي يقوم بجمع هذه المعلومات".
وقال: "إذا كانت استجابة الجسم المضاد، على سبيل المثال، بعد عام واحد، تبدو منخفضة جدًا، فيمكننا إجراء تمنيع معزز، والذي لا ينبغي أن يكون معقدًا للغاية".
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت البلدان ستحتاج إلى تنظيم حملات تطعيم سنوية مماثلة لتلك الخاصة بالأنفلونزا، قال شاهين إنه "لا يتوقع أن يكون للفيروس تحول جذري يمكن ملاحظته على سبيل المثال مع الإنفلونزا".
وتابع: "من الضروري جمع البيانات حول فعالية اللقاح على المدى الطويل، والتحصين يمكن أن يكون مطلوبًا كل عام، كل سنتين أو حتى كل خمس سنوات".
وقال أيضًا إن فريقه "لم يحقق بعد في طفرات الفيروس الذي تسبب في كورونا في مزارع المنك في الدنمارك، لكنه سيفعل ذلك في الأسبوعين المقبلين".
وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة 1,343,709 شخصاً في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية كانون الأول/ ديسمبر عام 2019.
وأصيب أكثر من 55 مليون شخصاً في العالم بفيروس كورونا المستجد، تعافى منهم 38,976,149 على الأقل حتى اليوم.
ولا تعكس هذه الأرقام إلاّ جزءاً من العدد الفعلي للإصابات، إذ لا تجري دول عدة فحوصاً إلا للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى أولوية في إجراء الفحوص لتتبع مخالطي المصابين، تضاف إلى ذلك محدودية إمكانات الفحص لدى عدد من الدول الفقيرة.
وسجلت الولايات المتحدة الأميركية 11,695,711 إصابة، و 254,255 وفاة.