تفشي كورونا في العالم يتسارع.. ونحو نصف سكان الأرض في الحجر الصحي
في الوقت الذي يتفشى فيه فيروس كورونا في بعض الدول وخاصة في الولايات المتحدة وإيطاليا واسبانيا بالاتحاد الأوروبي، لا تزال دول أفريقيا التي سجلت فيها أكثر من 3300 إصابة وأكثر من 90 وفاة بعيدة إلى حد كبير عن تفشي الوباء.
يمضي نحو أكثر من ثلاثة مليارات شخص قيد الحجر الصحي في العالم، بعد تسارع انتشار فيروس كورونا الذي أسفر عن وفاة أكثر من 27 ألف شخص حتى الآن، ويتفشى بقوة في أوروبا وخصوصاً في إيطاليا.
وحسب آخر حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية، واستناداً إلى أرقام رسمية، ارتفع عدد الوفيات بالفيروس في العالم إلى 27 ألفاً و989 منذ ظهوره في الصين في كانون الأول/ ديسمبر 2019.
وبلغ عدد الإصابات التي تم ّ تشخيصها رسمياً، أكثر من 605 آلاف و220 في 183 بلداً ومنطقة.
ففي إيطاليا، قتل وباء "كوفيد-19" نحو ألف شخص خلال 24 الساعة الماضية، في حصيلة يومية غير مسبوقة في بلد واحد منذ بداية الأزمة، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات في هذا البلد إلى 9134. وتأتي إسبانيا في المرتبة الثانية من حيث عدد الوفيات في العالم، مع تسجيل أكثر من 5690 وفاة بينها 832 في الساعات الـ24 الماضية.
الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جاك ديلور أشار إلى أن غياب التضامن "يعرض الاتحاد الأوروبي لخطر مميت".
وفي مدينة ووهان الصينية أعيد فتح المدينة تدريجياً، اليوم السبت، بعد عزلها لشهرين ونصف الشهر تقريباً، وقد وصل إليها أول قطار يقل مسافرين منذ ذلك الحين.
في المقابل، يبدو أن الأسوأ آت في القارات الأخرى. فقد تجاوز عدد الإصابات في الولايات المتحدة، أمس الجمعة، عتبة المئة ألف شخص بعدما تقدم هذا البلد في اليوم السابق على إيطاليا والصين، مسجلاً أكبر عدد من الإصابات المعلنة في العالم. وتوفي نحو 1600 شخص بالمرض حتى الآن في الولايات المتحدة.
ودفع هذا الوضع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إصدار مرسوم يلزم مجموعة صناعة السيارات "جنرال موترز" بإنتاج أجهزة تنفس اصطناعي أساسية لمرضى كوفيد-19 الذين يرتفع عدد الذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات، فيما بدأت هذه الأجهزة تنفد بعد أسابيع من تفشي الوباء.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قال من جهته إن "النقص العالمي المزمن في معدات الوقاية الفردية لطواقم المعالجين يشكل "تهديداً وشيكاً" في مكافحة وباء كوفيد-19.
وفي فرنسا، مددت الحكومة لأسبوعين إجراءات الحجر المنزلي للسكان اعتباراً من الثلاثاء وحتى 15 نيسان/ أبريل المقبل.
وقام الجيش الفرنسي بنقل مرضى مصابين بالفيروس اليوم من ميتز إلى مدينة إيسن الألمانية بطوافة قتالية من نوع "ان اتش 90"، وفق ما أعلنت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي.
أما في بريطانيا، حيث أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون الجمعة أنه مصاب بالفيروس لكن مع أعراض طفيفة، تستعد السلطات لتدفق موجة هائلة من المرضى على المستشفيات.
وفي روسيا، آخر قوة كبرى لم تتخذ حتى الآن أي إجراء للحجر العام، فقد قررت السلطات إغلاق المطاعم ومعظم المحال التجارية قبل عطلة أسبوع، آملة أن يبقى السكان في بيوتهم لكن من دون أن يكونوا مجبرين على ذلك.
من جهتها، بدأت إيرلندا اليوم فرض حجر صحي عام حتى 12 نيسان/ أبريل.
في الفاتيكان، أدى البابا فرنسيس الصلاة وحيدًا أمام ساحة القديس بطرس الخالية تماماً.
في باكستان وإندونيسيا، يبدو من الصعب في معظم الأحيان منع المصلين من التوجه إلى المساجد، حيث كان عدد المشاركين في صلاة الجمعة أمس كبيراً.
أفريقيا لاتزال بعيدة عن انتشار الوباء
هذا ولا تواجه كل الدول الوباء بالأسلحة نفسها. إذ ما زالت أفريقيا التي سجلت فيها أكثر من 3300 إصابة وأكثر من 90 وفاة حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس، بعيدة إلى حد كبير عن الوباء.
المسؤول الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ماتشيديسو ريبيكا مويتي حذر من جهته من أن انتشار الفيروس يتبع "تطوراً دراماتيكياً".
وفي أديس أبابا، خضع رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي محمد لفحص طبي أثبت أنه ليس مصابا بفيروس كورونا المستجد، بعدما أعلن الاتحاد الأفريقي فرض حجر صحي عليه بسبب إصابة شخص يعمل في مكتبه بكوفيد-19.
وأعلنت غانا من جهتها فرض عزل في منطقتي أكرا وغراند كوماسي الكبيرتين لأسبوعين لتطويق انتشار الفيروس الذي أصيب به 137 شخصاً وتوفي أربعة.
لكن الأمر ليس سهلاً في جميع أنحاء العالم. ففي وسط جوهانسبرغ، فرقت شرطة جنوب أفريقيا الجمعة بالهراوات متسوقين تجمعوا بكثافة في سوبرماركت.
وفي كينشاسا حيث كان يفترض أن يبدأ اليوم حجراً صحياً لأربعة أيام أرجىء تطبيق القرار بسبب "تكهنات حول أسعار المواد الأساسية"، وأيضاً "لمنع أعمال يمكن أن تضر بالأمن"، حسب السلطات الكونغولية.
وفي البرازيل، ألغى القضاء الجمعة مرسوماً للرئيس جاير بولسونارو يعفي الكنائس والمعابد الدينية ومكاتب اليانصيب من إجراءات العزل التي فرضت في بعض الولايات.
وفي مواجهة الكارثة الأخرى الاقتصادية، التي تلوح في الأفق، تحاول الأسرة الدولية تحريك مبالغ هائلة، بينما اتهمت بعض الدول الاتحاد الأوروبي بالتباطؤ في التحرك.