اضطراب ما بعد الصدمة... كيف يعود المقاتل من ساحة المعركة؟

‏اضطراب ما بعد الصدمة، من أعراضه: اكتئاب مترافق مع أفكار سودواية مثل الانتحار، كيف يجب على المجتمع تفهّم الحالة النفسيّة بعد عودة المقاتلين من ساحة المعركة؟

  • اضطراب ما بعد الصدمة... كيف يعود المقاتل من ساحة المعركة؟
    علينا زرع فكرة أن هوية المقاتل ليست القتال بل هذا كان واجبه وانتهى.

‏اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، هو حالة نفسية يعاني منها الفرد في أعقاب تعرضه لحدث يهدد حياته مثل القتال العسكري أو الكوارث الطبيعية أو الحوادث الإرهابية أو الحوادث الخطيرة أو الاعتداءات الشخصية العنيفة مثل الاغتصاب.

من أعراضه: اكتئاب مترافق مع أفكار سودواية مثل الانتحار، تضخم الأنا، عزلة إجتماعية، وفشل في بناء العلاقات أو الحفاظ عليها، وفقدان والإهتمام بالأنشطة اليومية. الأكثر عرضة لهذا النوع من الاضطرابات هم المقاتلون، خصوصاً في الحروب الأهلية التي تعتمد على عنصر المباغتة وتمتد على فترات زمنية طويلة. ومهما بلغ المقاتل من مستوى إيماني وعقائدي ومن الشجاعة، إلا أن الندوب النفسية العميقة التي تخلفها الحرب بإمكانها أن تخيم على حياته، خصوصاً عند عودته من القتال، كون الأعراض تظهر تدريجياً بعد فترة زمنية.

لدينا عدة مشاكل في حالتنا كبيئة مقاومة تخضع لحرب مستمرة والمسؤولية كبيرة وملقاة على الجميع. فالحرب ليست مجرد خسائر مادية أو بشرية بل هي أيضاً تسبّب ضرراً معنوياً ونفسياً على المدى الطويل.

على المستوى الفردي: المقاتل لا يتقبل حقيقة أن لديه حالة نفسية يجب علاجها.

على المستوى الاجتماعي: الأهل لا يساندون ولا يتفهمون ويظنون أن هالة "الجهاد" قد يخدشها سيف المرض. هناك الكثير من الشباب حين عودتهم من الجبهات يريدون إبراز شيء واحد: أنا مقاتل، أنا قوي، أنا وضعت دمي على كفي. هذا التوجه قد يعرضه للانحراف والعجب، لكن لا يجب أن نهاجمه بل علينا تفهم حالته.

وعلينا زرع فكرة أن هويته ليست القتال بل هذا كان واجبه وانتهى، وعليه الآن الانخراط في المجتمع وبناء هوية عملية أو أكاديمية تخرجه من الحالة الحربية الدائمة التي يعيشها. هناك الكثير من الأمور التي يجب أن نعززها من خلال تعزيز الوعي بالصحة النفسية. الاضطراب النفسي شائع لكن النظرة السائدة إليه لا تزال مجهولة، إن كان على صعيد التشخيص، أم على صعيد الفهم والاحتضان والمعالجة وتقبل الواقع.