إبن السنوات الخمس ينبض بالحياة بعد نجاح أول عملية زرع قلب في لبنان

السيارة الحمراء في سريره وسر الحياة عاد الى جسده الضعيف بعد معاناة طويلة. إبن الخامسة عاماً يتأقلم مع قلب واهب قررت عائلته إنقاذ حياة نظير لإبنها في الخلق فوهبته أغلى ما كان لديه متكئة إلى تمدد ثقافة وهب الأعضاء.

إعادة الأمل بالحياة لطفل ليس امراً عادياً في زمن الحروب والمجازر وإنتفاء الانسانية
نجحت في لبنان أول عملية زرع قلب لطفل في الخامسة من عمره، ما يشكل إنجازاً غير عادي في ظل تقبل فكرة وهب الأعضاء في البلاد.

الميادين نت زار المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت (AUBMC) للاطلاع على أراء الأطباء الذين أشرفوا على تلك العملية. مع الإشارة إلى قرار وزير الصحة اللبنانية بعدم تصوير الطفل أو ذكر اسمه الحقيقي أو اسم المتبرع المتوفي لاعتبارات عدة.


رئيس قسم جراحة قلب الأطفال والجرّاح الرئيس في العملية عصام الراسي تحدث للميادين نت عن أهمية تلك العملية الأولى من نوعها في لبنان، فلفت إلى أن هذا الإنجاز هو الأول من نوعه في لبنان، ولكنه ليس الأول في العالم، وفي الدول التي تتمتع بمستوى علمي وتقني متقدم، مشيراً إلى أن العملية  تمهد الطريق للعلاجات الرائدة في أمراض القلب الخلقية كخيار لإنقاذ حياة الأطفال".
وأشار الدكتور الراسي إلى أن لبنان نجح في حجز مكانه على خارطة الدول المتقدمة في هذا المجال وإن كان على الصعيد البشري".

وأكد الراسي أن أساس نجاح العملية يكمن أولاً في إرتفاع نسبة الوعي لدى شريحة وازنة باتت تؤمن بأن وهب الأعضاء رسالة إنسانية، وأن إتساع ثقافة وهب الأعضاء في لبنان يساهم في إنقاذ حياة المهددين بالموت. ويتابع "لدينا جدول بالحالات التي تحتاج لعمليات زرع قلب وكان الطفل ( فادي ) على رأس الجدول لأن حياته كانت مهددة، وكان من الصعب أن يعيش لأكثر من أشهر معدودة إلى أن قررت عائلة التبرع بقلب طفلها المتوفي، ومن ثم أجريت الفحوص لمعرفة مدى ملاءمة العضو الموهوب مع جسم الطفل المريض".

وأوضح الطبيب اللبناني أن العملية نجحت بعد أن تمّ فصل المريض بأمان عن آلة التنفس، وهو بصحة جيدة حالياً.

بدوره قال مدير ورئيس مركز قلب الأطفال في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فادي بيطار للميادين نت إن "العملية تعدّ انجازاً خصوصاً أن المريض في حالة ممتازة وكل شيء يسير على ما يرام".وقال "نحن ننتظر انقضاء الأسبوعين الأخيرين للتأكد من أن القلب بات ملائماً ولن تكون هناك أي مضاعفات ".وتابع إن "هذا الإنجاز يضيف إلى الخدمات المتطورة والرائدة التي يقدمها المركز نحو علاج المرضى الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية في لبنان والمنطقة، وبسبب ثقافة العطاء تمّ إجراء هذه العملية.. العطاء الإستثنائي للأسرة الواهبة، التي وهبت قلب طفلها كهدية لإنقاذ حياة طفل آخر ومنحه فرصة للحياة".

قناعة الكثيرين أن وهب الأعضاء بات أمراً ملحاً لا سيما أن الأديان السماوية لا تحرم هذه الخطوة ساهمت أيضاً في إعادة الحياة لعدد لا بأس فيه من المرضى.

وأشار الدكتور بيطار إلى أن "ثقافة العطاء التي ساهمت بإنجاح هذا الإجراء تعود إلى المجتمع المدني الداعم لصندوق القلب الشجاع الذي ساعد بتغطية تكلفة هذه العملية الباهظة الثمن". ولفت إلى أنه "يجب التنويه بالمساعدة التي يقوم بها صندوق القلب الشجاع الذي ساهم حتى يومنا هذا بإنقاذ حياة أكثر من 3300 مريض مع الإلتزام بمساعدة الأطفال المحتاجين، الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية، بأي طريقة ممكنة حتى لا يتوفى أي طفل من أمراض القلب الخلقية بسبب العائق المادي".

 

إعادة الأمل بالحياة لطفل في الخامسة من عمره ليس أمراً عادياً في زمن الحروب والمجازر وإنتفاء الانسانية عند جماعات تقتل وتدمر في أماكن عدة من العالم.