لماذا تثير متحورات كورونا قلق علماء الأوبئة؟

علماء الأوبئة يحذرون من استمرار ظهور متحورات كورونا الجديدة التي قد تكون أشد فتكاً من سابقاتها، واثنان من هذه المتحورات يثيران قلقاً إضافياً بعد دراسات أجريت عليهما.

  • متحورات
    متحورات كورونا تثير قلق العلماء الذين يواصلون أبحاثهم حولها 

بيّن علماء الأوبئة أن متحورات جديدة من فيروس كورونا بإمكانها الاستمرار بالظهور إذا تواصل انتشار الجائحة حول العالم.

وقال علماء الأوبئة إن "احتمال دخول طفرات على الفيروس قائم كلما انتقل من كائن إلى آخر، وتتكاثر هذه الطفرات مع تسارع الانتشار".

وأضاف العلماء أن معظم التغييرات التي شهدها فيروس كورونا لم يكن لها تأثير يُذكر على مسار الجائحة، لكن بعض الطفرات أدت لظهور متحورات جديدة تمتلك خصائص مختلفة عن الشكل الأصلي للفيروس، وهذا الأمر دفع منظمة الصحة العالمية إلى وضع تصنيفين أساسيين لتحديد المتحورات بحسب درجة خطورتها، وبحسب العلماء يضم هذا التصنيف لغاية الآن 4 متحورات وهي:

أولاً: المتحور "ألفا": الذي ظهر في بريطانيا في أيلول/سبتمبر 2020، وقد أظهر قدرة على الانتقال أسرع من السلالة الأصلية، وأصبح يحوز في وقت قصير على أكبر نسبة من الإصابات في القارة الأوروبية.

ثانياً: المتحور "بيتا": الذي تم تحديده في جنوب أفريقيا في أيار/مايو 2020، هو أكثر عدوى أيضاً وقد تغلب جزئياً على الأجسام المضادة الناتجة عن الإصابات السابقة أو عن طريق التطعيم.

ثالثاً: المتحور "غاما": الذي اكتشف في البرازيل، في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وهو يحمل نفس الطفرة مشابهاً لمتحور "بيتا" مما سمح له من التفلت من بعض الأجسام المضادة.

رابعاً: المتحور "دلتا": الذي يقلق السلطات الصحية في عدد كبير من بلدان العالم حالياً، خصوصاً لأنه أظهر قدرة على الانتقال أسرع من المتحور "ألفا". وهذا المتحور صُنّف على أنه مثير للقلق في 11 أيار/مايو 2021، وهو يحتل حالياً ما نسبته 30% من مجمل إصابات كورونا في فرنسا، وفقاً لتصريح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال.

أما التصنيف الثاني فهو "المتحورات المثيرة للاهتمام"، وتضع فيه منظمة الصحة المتحورات التي أظهرت أنها تسبب "الانتقال المجتمعي للعدوى أو إذا تم اكتشافها في بلدان متعددة"، أو حسب معايير أخرى.

يضم هذا التصنيف حتى الآن 7 متحورات، يحوز اثنان منهما "إبسيلون" و"لامدا"، على اهتمام أكبر بعد نشر دراسات جديدة ترجح أنهما "مثيران للقلق".

فوفقاً لدراسة جديدة نشرتها "American Association for the Advancement of Science"، أظهر متحور "إبسيلون" الذي اكتشف في كاليفورنيا الأميركية، قدرة التغلب على الأجسام المضادة التي تنتجها لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (مثل "فايزر" و"موديرنا")، كما مقاومة الأجسام المضادة التي تنتجها إصابة سابقة من فيروس كورونا.

أما المتحور "لامدا"، فقد بدأ بإقلاق المسؤولين في أميركا اللاتينية ويحير العلماء بسبب مجموعة طفرات "غير عادية". يُذكر أن هذا المتحور ظهر في البيرو وقد سجل في 27 دولة، ولم تغيّر منظمة الصحة تصنيفها بشأن هذين المتحورين حتى الآن، إذ لا يزالان ضمن خانة "المثيرة للاهتمام" ولم ترفع لخانة "المثيرة للقلق".

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة ارتأت في أواخر أيار/مايو أن تُعطي المتحورات أسماء من الأبجدية اليونانية، لمنع تداول تسميات قد تحمل طابعاً سلبياً للبلد الذي يظهر فيه المتحور.