مدير مستشفى لبناني للميادين نت: الإصابات المعلنة بكورونا أقل بكثير من الأرقام الفعلية
مدير مستشفى "السان جورج" في بيروت، حسن علّيق، يكشف في مقابلة مع "الميادين نت" عن تمديد الأوكسجين خارج قسم الطوارئ لاستقبال المزيد من المصابين بفيروس كورونا، لتعزيز القدرة الاستيعابية للمستشفى.
يشهد لبنان أزمة صحية بعد ارتفاع قياسي في أعداد الإصابات بفيروس كورونا مؤخراً، بالتوازي مع ارتفاع أعداد الوفيات.
جرّاء ذلك، أعلن مجلس الدفاع الأعلى تمديد حالة الطوارئ الصحية في البلاد حتى تاريخ 8 شباط/فبراير، لاحتواء تفشي الفيروس الذي جعل المستشفيات في حالة عجز عن استقبال المصابين.
"الميادين نت" جال في مستشفى "السان جورج" في بيروت، المخصص لعلاج مرضى كورونا، والتقى مديره العام المهندس حسن علّيق.
لبنان وصل إلى مرحلة صعبة جداً
مع بدايات انتشار فيروس كورونا، استطاع لبنان أن يحتوي تفشيه. ومع تراجع الوعي الاجتماعي بضرورة إجراءات الوقاية، شهدت البلاد ارتفاعاً تدريجياً في عدد الإصابات.
عليق أكّد أننا "وصلنا إلى مرحلة صعبة جداً في لبنان، نظراً إلى سرعة انتشار فيروس كورونا بطريقة غير مسبوقة، وخصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت"، عازياً السبب في ذلك أيضاً إلى الحفلات والتجمعات التي أُقيمت نهاية العام 2020.
تجربة مستشفى "السان جورج – بيروت" مع الجائحة
أمام الأزمة التي تشهدها المستشفيات في ظل ازدياد أعداد المصابين وعدم قدرتها على استيعابها، واستجابة للمتطلبات الإنسانية والوطنية، خصّص مستشفى "السان جورج – الحدت" أقسامه كافة لاستقبال المرضى المصابين.
ولفت علّيق في حديثه إلى "الميادين نت" إلى أنّ أسرّة المستشفى كان عددها في البداية 70 سريراً. أما اليوم، فوصل عددها إلى 94، والعمل على تعزيز القدرة الاستيعابية مستمر بهدف استقبال أكبر عدد ممكن من المرضى.
حتّى الكافيتيريا يتمّ تحويلها لمكان مخصّص لمرضى فيروس كورونا بعد أن امتلأت كلّ الأسرّة!
Posted by مستشفى سان جورج - الحدت on Thursday, January 14, 2021
وأضاف علّيق أن الوضع بات مأساوياً، مشيراً إلى "أسرّة العناية الفائقة الـ45 امتلأت، وكذلك أسرّة المرضى العاديين، أما في قسم الطوارئ، فيوجد 14 مريضاً حالتهم حرجة، ولا يتوفر لهم مكان في المستشفى، ولا يمكن نقلهم إلى مستشفى آخر".
أما الوافدون إلى قسم الطوارئ، فلا يوجد أماكن شاغرة لهم إطلاقاً. لذلك، يقتصر الأمر على إعطائهم العلاج الأولي وإعادتهم إلى منازلهم، وفق عليق.
أزمة الدولار فاقمت حالة القطاع الصحي
في ظل الأزمة الاقتصادية التي تفاقم المشاكل في القطاع الصحي، وخصوصاً بعد هبوط الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، لفت عليق إلى أن المستشفيات باتت بحاجة إلى معدات أكثر، وخصوصاً اللباس الطبي الذي ارتفعت كلفته بعد أزمة الدولار. وأضاف: "نحن نعلم بأننا أمام تحدٍّ كبير، ولكننا سنستمر".
المهندس حسن عليق، وفي حديثه إلى "الميادين نت"، أشار إلى أن 2 أو 3% من المصابين بفيروس كورونا يحتاجون إلى دخول المستشفى، وأن نسب الوفيات تتراوح بين 0.9 و1%. لذلك، على كلّ شخص أن يعتبر نفسه رقماً من هذه الأرقام، "ففيروس كورونا لا يعرف عمراً"، مؤكداً ضرورة تطبيق إجراءات الوقاية.
وفي خطته للاستمرار، يتجه مستشفى "السان جورج" حالياً، بحسب علّيق، لتشكيل فرق لمعالجة المرضى في بيوتهم، بعد أن بات المستشفى غير قادر على استقبال المزيد منهم.
هل الأرقام المعلنة يومياً عن الإصابات والوفيات دقيقة؟
تزايدت نسب الإصابات بكورونا في لبنان بشكل لافت في الفترة الأخيرة، وخصوصاً مع انتشار السلالة الجديدة من الفيروس. وهنا، يقول عليق: "لا أعتقد أن هناك مصلحة لأحد بأن يزوّر الأرقام. وعلى الجميع أن يعرف أنّ الأرقام المعلنة أقل بكثير من الأرقام الفعلية. أما الوفيات، فهي صحيحة ولا لبس فيها".
والجدير بالذكر أنّ وزارة الصحة اللبنانية تصدر يومياً تقريراً يوثق أعداد الإصابات والوفيات.
"نحن في معركة مع فيروس كورونا"
إصابات كورونا لم تستثنِ الطواقم الطبية في لبنان والعالم. يقول عليق في هذا السياق: "ما لم نأخذ بعين الاعتبار أن الفيروس سيطال الكادر التمريضي والطبي والإداري، فإننا نكون قد أخطأنا في التخطيط".
وعن أسوأ المواقف التي شهدها المستشفى، قال علّيق: "انتظار 10 أو 15 مريضاً في موقف المستشفى، لعدم وجود غرف شاغرة لاستقبالهم، هو مشهد مؤلم بالفعل. ولذلك، قمنا حديثاً بتمديد الأوكسجين خارج قسم الطوارئ لتدارك الوضع الحالي".
وختم عليق قائلاً: "أنفسنا لها حقّ علينا. لذلك، من واجبنا تحمّل المسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين"، موجهاً التحية إلى كل العاملين في القطاع الطبي، ولا سيما العاملين في مستشفى "السان جورج"، مضيفاً: "سننتصر على هذا الواقع السيئ والصعب. نحن قادرون على ذلك بقليل من الإرادة والجدية".
لمتابعة المقابلة كاملة، يمكنكم مشاهدتها في الفيديو أدناه: