هل تجتاح السلالة البريطانية لفيروس كورونا لبنان؟
البروفيسور اللبناني فادي عبد الساتر يكشف للميادين عن ظهور نسخة متحورة من فيروس كورونا في لبنان منذ الشهر الماضي، ويحذر من عواقب انتشاره السريع في ظل قطاع طبي وصحي متهالك.
في السابع من كانون الأول/يناير الماضي، وقبل أن تكشف بريطانيا عن ظهور النسخة المتحورة من فيروس كورونا، لاحظ اختصاصيو العلوم الجزيئية من خريجي الجامعة اللبنانية في مختبرات مستشفى بهمن ومستشفى الرسول الأعظم أمراً غريباً يحدث خلال إجراء فحوصات الـ PCR. فما هو ؟
الدكتور في العلوم البيولوجية فادي عبد الساتر خلال مقابلة مع الميادين في نشرة الصحية، قال إن نتائج فحوصات الـ PCR أظهرت أن جيناً واحداً من أصل 3 تابعة للفيروس يجري تتبّعها لتأكيد الإصابة بالوباء اختفى من نتائج تلك الفحوصات لدى أحد المصابين.
هذا الأمر دفع بالباحثين في الجامعة اللبنانية إلى التواصل مع الدكتور عبد الساتر الذي طلب منهم تتبع الحالات المشابهة.
وبالفعل، ظهرت حالات مشابهة بلغ عددها نحو 50 إصابة من النسخة المتحوّرة من الفيروس الشهر الماضي، وسرعان ما بدأت تشهد الأسابيع الأولى من الشهر الجاري إرتفاعاً مربياً بعدد هذه الحالات. فهل هناك رابط بين النسخة المتحورة من الفيروس في لبنان بالنسخة البريطانية؟
الدكتور عبد الساتر ، أشار إلى إنه لا يمكن التأكيد حتى اللحظة، بأن المتحور المكتشف في لبنان هو نفسه الموجود في بريطانيا، وذلك لأن معدات تحديد تسلسل شيفرة الفيروس بشكل متكامل "sequencing" غير متوفرة في لبنان سوى لدى مستشفيين، ولا يوجد قدرة استيعابية لدى هذه المختبرات على تحديد تسلسل الفيروس لعدد كبير من المصابين، فضلاً عن التكلفة الباهظة للـ sequencing في الخارج.
وأكد عبد الساتر أن الحالات المصابة بالسلالة الجديدة المنتشرة في لبنان تتشارك مع النسخة البريطانية بعدد من الطفرات، وتوقع بأن تكون الطفرة البريطانية موجودة ومنتشرة في منذ فترة في عدد من المناطق اللبنانية، كما لفت إلى أن حقيقة ذلك ستكشفها الفحوصات التي أجريت خلال فترة الأعياد وبعد عيد رأس السنة، مشدداً على أن عوارض الإصابة بالسلالة الجديدة لا تختلف عن عوارض سابقتها، لكن المقلق في الأمر هو قدرتها على الانتشار بشكل أكبر تصل الى 70%.
عبد الساتر دقّ ناقوس الخطر، ووصف نسبة الإصابة بالسلالة الجديدة في لبنان بالمرعبة، كما توقع بأن تشهد الأيام المقبلة ارتفاعاً جنونياً في حالات الإصابة ما لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية والحد من هذا الانتشار السريع للعدوى، مشيراً إلى أن الاقفال العام ساهم إلى حدٍ كبير في تأخير وقوع "الكارثة".
وخلال حديثه في النشرة الصحية، شدد عبد الساتر على أن المشكلة لا تكمن في عوارض النسخة الجديدة، بل في قدرة المستشفيات اللبنانية على استيعاب الأعداد المرتفعة للإصابات فضلاً عن تدهور الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد.
الدكتور عبد الساتر قال إن الخبراء أرسلوا عيناتٍ من النسخة المتحورة في لبنان إلى مختبراتٍ في لندن لمقارنتها مع النسخة البريطانية، داعياً اللبنانيين إلى اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة والتقيد بالتدابير لكبح جماح الانتشار السريع للطفرة الجديدة.