مستوى قياسي من الإصابات بكورونا في الولايات المتحدة

الولايات المتّحدة تسجّل منذ اسبوع أكثر من 100 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا يومياً، فيما عدد الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات يبلغ مستوى قياسياً.

  • المقر العالمي لشركة Pfizer في نيويورك التي توصلت للقاح لفيروس كورونا (أ ف ب).
    المقر العالمي لشركة Pfizer في نيويورك التي توصلت للقاح لفيروس كورونا (أ ف ب).

جاوزت الولايات المتّحدة الثلاثاء مستواها القياسي للإصابات بفيروس كورونا مع أكثر من 200 ألف إصابة خلال 24 ساعة، فيما يستعد الاتحاد الأوروبي لطلب 300 مليون جرعة من لقاح "فايزر".

ومع أن العدد القياسي هذا في الولايات المتحدة عائد إلى بيانات مؤخرة منقولة من الأسبوع الماضي، إلا أنه يعكس الميل الذي تنخرط فيه البلاد.

وأظهرت بيانات جامعة جونز هوبكنز التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، أنّه بين مساء الإثنين والثلاثاء، سجّلت الولايات المتحدة 201.961 إصابة جديدة بالفيروس.

وأشارت أيضاً إلى 1535 وفاة في يوم واحد. وتعتبر الولايات المتحدة أكثر الدول تسجيلاً للوفيات جرّاء كوفيد-19 في العالم مع نحو 240 ألف حالة.

وتسجّل الولايات المتّحدة منذ اسبوع أكثر من 100 ألف إصابة جديدة بالفيروس يومياً، في عتبة لم يسبق يوماً أن بلغتها، فيما عدد الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات يبلغ مستوى قياسياً.

وأظهرت أرقام "كوفيد تراكينغ بروجيكت" لتعقّب الإصابات، إنّ عدد المصابين بالفيروس الذين يتلقّون العلاج في مستشفيات الولايات المتّحدة يبلغ حالياً نحو 62 ألف شخص، وهو مستوى غير مسبوق.

والمناطق الأكثر تضرّراً حالياً من الجائحة هي شمال البلاد والغرب الأوسط. وقال المسؤولون عن "كوفيد تراكينغ بروجيكت" في مدونة "ما من مؤشر إلى توقف ارتفاع عدد الداخلين إلى المستشفيات قريباً".

وقال هؤلاء "في حين أن الإصابات وحالات دخول المستشفى تزيد في البلاد، نحن بصدد الدخول في مرحلة جديدة هي الأكثر قتامة على الأرجح في الفيروس".

لقاح... وأمل

وأغرقت الجائحة التي لطالما خفف الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من حدتها، البلاد في أسوأ أزمة صحية منذ الانفلونزا الإسبانية العام 1918.

أما منافسه الديموقراطي الرئيس المنتخب جو بايدن، فقد حدد الخطوط العريضة لخطته لمكافحة الجائحة التي جعل منها الأولوية الأولى في ولايته المقبلة.

وكشف الإثنين أسماء أعضاء خلية أزمة  مكرسة للعمل حول هذه الأزمة ما أن يدخل البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير.

وتتوسم الولايات المتحدة خيراً أيضاً بإعلان مختبرات "فايزر" و"بايونتيك" الإثنين التوصّل إلى لقاح  "فعّال بنسبة 90%" في الوقاية من كوفيد-19.

ووقعت الإدارة الأميركية بدفع من ترامب عقداً بقيمة 1,95 مليار دولار مع "فايزر" للحصول على مئة مليون جرعة في حال ترخيص اللقاح. وتأمل البدء بتلقيح الفئات الضعيفة قبل نهاية السنة الحالية.

وأعلن الاتحاد الأوروبي الثلاثاء أنه سيوقع عقداً في الأيام المقبلة لشراء 300 مليون جرعة من اللقاح.

وتنوي "فايزر" التقدّم بطلب ترخيص من الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير بعد التحقق من سلامة اللقاح بحلول الأسبوع المقبل. وقال أليكس عازار وزير الصحة الأميركي إن التوزيع بعد ذلك سيكون مسألة "أسابيع".

ورجّح الاتحاد الأوروبي أن يحصل لقاح على ترخيص مطلع العام 2021 على ما أفاد مصدر أوروبي.

وكانت المفوضية الأوروبية أبرمت مطلع أيلول/سبتمبر اتفاقاً تمهيدياً مع "بايونتيك" و"فايزر" لطلب 200 مليون جرعة من لقاحهما مسبقاً، مع خيار شراء مئة مليون جرعة إضافية.

وسبق للاتحاد الأوروبي أن وقّع ثلاثة عقود للحصول على لقاحات محتملة مع الشركة السويدية البريطانية "استرازيناكا" وألأميركية "جوسون أند جونسون" (وصولاً إلى 400 مليون جرعة من كل واحدة منهما) فضلاً عن الثنائي الفرنسي البريطاني سانوفي/غلاكسوسميثكلاين (300 مليون درعة).

وقامت دول أخرى أيضاً، مثل اليابان وكندا وبريطانيا بطلبيات مع "فايزر". إلا أن منظمات غير حكومية تعرب عن قلقها منذ أشهر من استقطاب الدول الغنية للجرعات المتوافرة.

وقال روبن غيتار الناطق باسم "أوكسفام" في فرنسا إن "اللقاح سيكون فعالاً بنسبة 0 % للأشخاص الذي لا يملكون المال للحصول عليه".

وأكدت "فايزر" الأميركية و"بايونتيك" الألمانية أن اللقاح الذي يؤخذ على دفعتين تفصل بينهما ثلاثة أسابيع، "فعّال بنسبة 90 %" استناداً إلى نتائج تمهيدية لتجربة واسعة النطاق تجرى الآن ولم يكشف عنها بالتفصيل.

وقد خفض اللقاح احتمال الإصابة بنسبة 90% لدى المجموعة التي تلقته مقارنة بمجموعة تلقّت عقاراً وهمياً.

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.