"شتاء قاتم" بانتظار الولايات المتحدة إذا فشلت بمواجهة كورونا

في الوقت الذي تستعيد فيه بعض الولايات الأميركيّة الحياة تدريجياً، تستمر أعداد إصابات ووفيات كورونا بالارتفاع في البلاد، مع تحذيرات من "شتاء أكثر قتامة" منذ عقود، في حال فشلت الولايات المتحدة في إدارة أزمة كورونا.

  • "شتاء قاتم" بانتظار الولايات المتحدة إذا فشلت بمواجهة كورونا
    قناع واقِ على طاولة اجتماع دونالد ترامب بحكام عدد من الولايات الأميركية أمس الأربعاء (أ.ف.ب)

يعتزم مسؤول أميركي أُبعد عن رئاسة مؤسسة صحيّة هامّة، تحذير الكونغرس الأميركي، اليوم الخميس، من إمكانية أن تواجه الولايات المتحدة عام 2020 "الشتاء الأكثر قتامة" منذ عقود، في حال فشلت في نشر أدوات مواجهة منسقة لوباء كورونا (كوفيد-19).

ومن المتوقع أن يدق ريك برايت ناقوس الخطر، خلال الإدلاء بشهادته أمام لجنة في الكونغرس، حول الإجراءات غير المناسبة المتبعة لمكافحة انتشار الفيروس في البلاد. 

برايت سيقول خلال جلسة الاستماع إن "فرصنا تضيق"، وفق شهادته المحضّرة مسبقاً التي نشرها الكونغرس الأميركي.

وأضاف برايت "اذا فشلنا في تطوير استجابة وطنيّة منسقة تعتمد على العلم، أخشى أن يتفاقم الوباء ويطول وجوده ويتسبب بأمراض ووفيات غير مسبوقة".

وتقدم برايت الأسبوع الماضي بشكوى، بعد خفض رتبته بحجة معارضته لترويج إدارة الرئيس دونالد ترامب علاجات غير مثبتة علمياً لمكافحة كوفيد-19.

مسؤولون أميركيون كانوا رفضوا تحذيرات برايت المخيفة في وقت سابق من هذا العام، بشأن النقص الحاد في الإمدادات الطبيّة الضروريّة، كالأقنعة الواقية ولوازم الفحوص والأدوية ونقص التمويل. 

هذا وأُبعد برايت الشهر الماضي عن منصبه كرئيس لـ"هيئة البحث والتطوير المتقدم للطب الحيوي" (باردا)، وهي الوكالة المكلفة بتطوير لقاح ضد فيروس كورونا، وتمّ نقله الى منصب أقل أهمية في "المعاهد الوطنية للصحة".

وزعم أنّه أزيح من منصبه، بسبب معارضته استخدام أدوية "كلوروكين" و"هيدروكسي كلوروكوين" المضادة للملاريا لمعالجة كوفيد-19، وهو العلاج الذي روّج له ترامب بشكل متكرر خلال مؤتمراته الصحفيّة، على الرغم من الأدلة العلميّة القليلة حول فعاليته.

تأتي تحذيرات برايت، في وقت سجلّت الولايات المتحدة 1813 وفاة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع الحصيلة الإجماليّة إلى 84 ألفاً و763 وفاة. 

أمّا عدد الإصابات التي تم تشخيصها رسمياً، فبلغ حتى الآن حوالي 1.42 مليون إصابة، بزيادة أكثر من 22 ألف حالة خلال 24 ساعة.

المفارقة، أنّ بعض الولايات الأميركيّة تواصل رفع إجراءات العزل وإعادة الحياة إلى طبيعتها، على الرغم من ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بكوفيد-19.

ولايتا فيرجينيا وميريلاند من المتوقع أن تستأنفا النشاط تدريجياً اعتباراً من غد الجمعة، بينما تمّ تمديد إجراءات العزل المفروضة في العاصمة الفيدرالية واشنطن. 

من جهتها، مددت رئيسة بلدية واشنطن موريل باوزر إغلاق العاصمة، أمس الأربعاء، بعد تسجيل سلسلة من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، على الرغم من إعادة فتح مناطق كثيرة في البلاد بشكل تدريجيّ، بهدف الحد من الأضرار الاقتصادية.

وقررت باوزر تمديد إجراء العزل المنزلي، حتى 8 حزيران/يونيو المقبل، بعد أن كان من المقرر أن ينتهي غداً الجمعة. 

وأكدت في تصريح لها أمس، أنّها تدرك أن "التسرّع في عملية إعادة الفتح يمكن أن يؤدي إلى نتائج مفجعة".

وبحسب دراسات أجراها علماء أوبئة في جامعة ماساتشوسيتس، يتوقع أن يبلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة 113 ألفاً بحلول 6 حزيران/يونيو المقبل.

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.