"واشنطن بوست": هل انتشر فيروس كورونا في ولاية واشنطن منذ أسابيع؟
قد يكون فيروس كورونا قد انتشر دون أن يتم اكتشافه لأسابيع في ولاية واشنطن، حيث أبلغ عن أول وفاة في الولايات المتحدة.
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن فيروس كورونا كان ينتشر من دون اكتشافه في ولاية واشنطن، وقد أصاب العشرات من الأشخاص على مدار الأسابيع الستة الماضية، وذلك وفقاً للتحليل الجيني لعينات الفيروس التي لها آثار خطيرة على البلد بأكمله وسط قلق متزايد بشأن انتشار المرض المحتمل.
وقد أجرى الباحثون فحص التسلسل الجيني لعينتين من الفيروسات. واحد لمريض سافر من الصين في منتصف كانون الثاني / يناير الماضي وكان أول شخص مصاب بالمرض في الولايات المتحدة. وجاء الآخر من مريض تم تشخيص إصابته أخيراً في الولاية نفسها، وهو طالب في المدرسة الثانوية لا يعرف أي علاقة بالسفر أو غيره من التعرض المعروف لفيروس كورونا.
وقال تريفور بيدفورد، عالم الأحياء الحسابي في مركز فريد هتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، الذي أعلن عن نتائج البحث على موقع تويتر في وقت متأخر من مساء السبت، إن العينات تبدو متطابقة تقريباً من الناحية الوراثية.
وكتب بيدفورد: "يشير هذا بقوة إلى وجود انتقال خفي في ولاية واشنطن على مدار الأسابيع الستة الماضية. أعتقد أننا نواجه تفشياً كبيراً بالفعل في ولاية واشنطن لم يتم اكتشافه حتى الآن بسبب التعريف الضيق لحالة الإصابة الذي يتطلب السفر المباشر إلى الصين."
وأعلن المسؤولون في سياتل ومدينة كينغ كاونتي يوم الأحد أن أربعة أشخاص اقد تم تأكيد إصابتهم بفيروس كورونا، بمن فيهم الشخص الثاني في الولاية الذي مات بسبب الفيروس. وبذلك يصل تفشي المرض في ولاية واشنطن إلى 13 حالة. ومن بين الحالات الأربع الجديدة، تراوحت أعمار المرضى الثلاثة الباقين على قيد الحياة ما بين السبعينيات والتسعينيات من العمر، ولديهم ظروف صحية سابقاً وهم في حالة حرجة، على حد قول مسؤولي الصحة.
وتم الإعلان عن أول وفاة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة يوم السبت الماضي.
وقال مسؤولو الصحة في ولاية واشنطن وفي جميع أنحاء البلاد إنهم يتوقعون أن تستمر الأرقام في الارتفاع في أعقاب القرار الذي اتخذته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأسبوع الماضي بتوسيع نطاق إرشادات الاختبار. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تم الإبلاغ عن حالات جديدة للأميركيين الذين سافروا أخيراً إلى كوريا الجنوبية وإيطاليا، بمن في ذلك شخص واحد في ولاية رود آيلاند، وهي الحالة الأولى في الولاية.
وأعلنت إدارة الصحة في مقاطعة سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا عن ثلاث حالات إصابة جديدة بالفيروس مساء الأحد، مما رفع عدد الحالات إلى سبع حالات.
وفي وقت متأخر من يوم الأحد، أعلن مكتب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس عن حالتين "إيجابيتين مفترضتين" من فيروس كورونا، في مقاطعتي ماناتي وهيلزبورو، وأعلن عن حالة طوارئ صحية عامة.
وأبلغت ولايتا كاليفورنيا وأوريغون، مثل واشنطن، عن إصابات أشخاص بالفيروس لم يسافروا إلى مناطق تضررت بشدة من تفشي المرض أو اتصلوا بأشخاص يُعرف أنهم مصابون. كما أن للولايات المتحدة عشرات الإصابات المؤكدة الأخرى، معظمهم من الأشخاص الذين كانوا من بين ركاب السفينة السياحية "دايموند برنسيس" Diamond Princess.
والبحث الذي أبلغ عنه بيدفورد هو أولي، ويمكن لمزيد من التحليل تغيير الاستنتاج. وقال بيدفورد إنه من الممكن ولكن من غير المحتمل أن يكون التشابه الجيني لعينتين من الفيروس مصادفة ويعكس مقدمتين متميزتين من الفيروس في مقاطعة سنوهوميش من قبل المسافرين المصابين، بدلاً من الانتشار المستمر من شخص إلى آخر داخل المجتمع.
وكان مركز السيطرة على الأمراض على اتصال مع بيدفورد، وعلى الرغم من أن خبراء الوكالة لاحظوا أن فرضيته صحيحة، إلا أن العلماء يحتاجون إلى مزيد من البيانات، وفقًا لمسؤول في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية . وقال المسؤول: "هذا أبعد ما يكون عن الحسم. السلالة المعينة الموجودة في هاتين العينتين منتشرة في الصين وأماكن أخرى. من المحتمل أن شخصاً آخر أدخل الفيروس إلى المجتمع ولم نعثر عليه".
لكن هذا البحث يمكن أن يكون دليلاً على أن الفيروس شديد العدوى قد تجاوز الجهود المبذولة لاحتوائه من خلال حظر السفر والحجر الصحي وغيرها من التدخلات. وربما كان الفيروس ينتشر في أجزاء من ولاية واشنطن بين الناس الذين لم يدركوا أنهم مصابون به - ربما ظنوا أنهم أصيبوا بالزكام أو الأنفلونزا.
ففي يوم السبت، أبلغ مسؤولو الصحة في الولاية ومقاطعة كينغ كاونتي عن تفشي محتمل لفيروس كورونا في مركز لايف كير في كيركلاند، وهو دار سكن للمسنين إذ يُقال إن أكثر من 50 من السكان والموظفين يعانون من أعراض مرتبطة بالفيروس الجديد. وترتبط حالتان على الأقل من الحالات المؤكدة الست في مقاطعة كينغ بمرفق رعاية للمسنين: عاملة في مجال الرعاية الصحية في الأربعين من عمرها ومقيمة في السبعينيات من عمرها.
وقال بيان صادر عن دار رعاية المسنين إن سكان الدار عادة ما تظهر عليهم أعراض البرد والطفح الجلدي في هذا الوقت من العام وأنه قد يتم إرسالهم إلى المستشفى لإجراء اختبار covid-19 وهو المسمى العلمي لفيروس كورونا. وقال البيان "جميع الزيارات للمنشأة من العائلات أو المتطوعين أو البائعين غير مسموح بها."
وإذا ارتفع عدد الحالات المؤكدة بشكل كبير في الأيام القليلة المقبلة، فقد يعكس ذلك جهود الكشف الموسعة بدلاً من الزيادة المفاجئة في معدل انتشار الفيروس.
وقال أندي بافيا، رئيس قسم الأمراض المعدية لدى الأطفال في النظام الصحي بجامعة يوتا: "بمجرد أن نبدأ الاختبار على نطاق أوسع هذا الأسبوع، من شبه المؤكد أن نعلم أنه كان هناك انتقال للفيروس بين المجتمع لفترة من الوقت في العديد من الأماكن". ووصف بحث ولاية واشنطن حول الهندسة الوراثية للفيروس بأنه "مهم للغاية".
ترجمة: الميادين نت