"إحكيلي"... أول مركز "نداء" للصحة النفسية في العالم العربي
تم الإعلان عن إطلاق مركز "نداء" في مجال الصحة النفسية "احكيلي"، وهي أول تجربة في هذا المجال في تونس والعالم العربي وأفريقيا، وذلك خلال ندوة صحفية انتظمت بتونس العاصمة.
تهدف خدمة "احكيلي" إلى توفير الرعاية النفسية لكل التونسيين دون استثناء وبتسعيرة مناسبة عبر تيسير الحصول على خدمة المتابعة النفسية، خصوصا لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في اتجاه تغيير العلاقة بين الأخصائي النفسي والمواطن من خلال اعتماد تكنولوجيا جدية للتواصل
وتعتمد خدمة "احكيلي" على التواصل المباشر مع المواطنين، وبالتحديد طالبي الخدمات النفسية من علم النفس السريري وعلم نفس المراهقة والطفولة والشغل، وغيرها من الاختصاصات النفسية في أي جهة وفي كل مكان عبر وضع خط هاتفي مباشر.
وبإمكان كل مواطن تونسي الاتصال من أية ولاية من ولايات الجمهورية طيلة أيام الأسبوع من منتصف النهار إلى حدود منتصف الليل قصد التواصل المباشر مع أخصائيين نفسانيين للإنصات إلى مشاكله ومرافقته والإحاطة به نفسياً واجتماعياً وصحياً.
ويجري التأكيد على مسألة الحفاظ على المعطيات الشخصية وسرية الاستشارة الصحية.
ويأتي تركيز هذه الخدمة بما يتماشى مع ما يعرفه المشهد التكنولوجي من تطورات ومستجدات من شأنها تطوير مجال الخدمات الصحية النفسية باستمرار، علماً أن الأرقام الرسمية تتحدث عن طبيب نفسي واحد لكل 350 ألف مواطن تونسي، وهو ما استدعى مثل هذه المبادرات التي تجعل قاعدة المستفيدين من الخدمات الصحية، بما فيها النفسية، عريضة دون تحمّل عناء التنقل وإضاعة الوقت.
وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الاكتئاب في تونس بلغت 40 %، ويوجد 518 ألف تونسي يعانون من الاضطرابات النفسية الناتجة عن الاكتئاب، لتحتل بذلك تونس المرتبة الثالثة إفريقياً من حيث عدد المصابين بالاكتئاب بحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية، وتبلغ نسبة الإقبال على الحبوب المهدئة في تونس 15 %، علما أنه يوجد 322 مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئاب.
ويرى الأخصائيون النفسيون في تونس أن ارتفاع نسبة المصابين بالاكتئاب في تونس يعود إلى عدة أسباب منها فقدان الأمل والقلق المتزايد والإحساس بالخوف والضغط النفسي المستمر نتيجة ضغوط الحياة وارتفاع تكاليف المعيشة، إلى جانب ضبابية المشهد السياسي.
فقد عاش التونسيون خلال السنوات الأخيرة ضغوطات نفسية عديدة أدت إلى تزايد مستمر في أعداد المصابين إلى جانب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي مرّت بها البلاد ما جعلهم يفقدون الأمل في التغيير نحو الأفضل.
وارتبطت الأزمة الاقتصادية التي مرّت بها البلاد بتفاقم المشاكل المادية ما أدى إلى تضاعف شعور الكثيرين بالاكتئاب، وزاد من حدة المشاكل الأسرية والطلاق، كما أصبح التونسي أكثر تشاؤماً وانفعالاً، ما يفسر الشعور المتزايد بالقلق والخوف من المستقبل.
ومن أعراض الاكتئاب الحزن، والشعور الدائم بالقلق، وفقدان الاهتمام أو الرغبة في القيام بأي نشاط، والتعب، إضافة إلى فقدان الثقة في النفس، واضطرابات في النوم أو الشهية.