تطوير دواء لعلاج فيروس "كورونا"
تشير نتائج التجارب المخبرية إلى أن دواء "ريمديسيفير" قد يكون مرشحاً واعداً للعلاج من "كورونا"، لكن ذلك يستدعي المزيد من التجارب السريرية.
ذكرت صحيفة"ذا دايلي أكسبرس" البريطانية أن العلماء هم في المراحل المبكرة من اختبار علاج لفيروس كورونا بعد اكتشاف وتطوير دواء جديد مضاد للفيروسات كان له تأثير إيجابي على القردة الحاملة لمرض داخل عائلة فيروس كورونا.
وفيروسات كورونا هي مجموعة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تسبب الأمراض التي تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (السارس) ، وهي موجودة منذ مئات السنين. إن سلالة الفيروس الحالي، الذي ينتشر بسرعة عبر البر الرئيسي للصين، هو أحد أسرع أنواع الانتشار المعروفة باسم "سارس-CoV-2" والتي يعمل العلماء حالياً على علاجها.
فالفيروس، الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية في كانون الأول / ديسمبر الماضي، هو فيروس كورونا وينتمي إلى نفس عائلة مسبب المرض الذي يسبب متلازمة التنفس الحاد الوخيم، المعروفة اختصاراً بـ"سارس" SARS.
يسبب الفروس مرضاً تنفسياً يسمى COVID-19، والذي يمكن أن ينتشر من شخص إلى آخر.
ومن الأمراض التنفسية الفيروسية الأخرى في عائلة الفيروس التاجي الناجم عن فيروس كورونا الجديد المعروف باسم "ميرس" MERS. وهذا يشير إلى فيروس كورونا لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو MERS ‐ CoV ، وتم التعرف عليه لأول مرة في المملكة العربية السعودية في عام 2012.
تسبب MERS-CoV في حوالى 2500 حالة من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية منذ اكتشافها في عام 2012، مع وفيات في نحو 35٪ من الحالات.
في الآونة الأخيرة، أبلغ الباحثون عن علاج مضاد للفيروسات فعال ضد فيروس "كورونا ميرس"(MERS-CoV) تم تجريبه على القردة.
هذا يمكن أن يمهد الطريق للعلاج إلى الشكل الحالي سريع الانتشار من المرض الذي استحوذ على مدينة ووهان الصينية وبدأ انتشاره في جميع أنحاء العالم.
ووفقاً لوقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية (PNAS) ، ثبت أن عقار "ريمديسيفير" remdesivir المضاد للفيروسات ذا الفعالية الكبيرة هو فعال أيضاً ضد فيروس كورونا في المختبر في التجارب على (الخلايا الحيوانية) وفي الفئران.
وقامت عالمة الفيروسات الدكتورة إيمي دي فيت وزملاؤها باختبار فاعلية "ريميدسيفير" ضد فيروس "كورونا ميرس" في نوع من القردة المعروف باسم قرود المكاك.
وتم علاج الحيوانات بواسطة "ريميدسيفير" كإجراء وقائي، قبل 24 ساعة من انتقال العدوى بفيروس "كورونا ميرس". كما تم علاج الحيوانات بمضادات الفيروسات بعد 12 ساعة من بدء العدوى.
وتبين أن الحيوانات التي عولجت في المراحل المبكرة قبل انتقال العدوى إليها لم تظهر عليها أي علامات صعوبات تنفسية سريرية وكانت خالية من آفات الرئة بعد 6 أيام من الإصابة.
وظهر أيضاً انخفاض العلامات السريرية والتكاثر الفيروسي وآفات الرئة في الحيوانات التي عولجت بعد 12 ساعة من بدء الإصابة.
ومع ذلك، كانت النتائج إلى حد أقل لأولئك الذين عولجوا بهذا الدواء في المراحل المبكرة.
تجادل "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" PNAS أن النتائج تشير إلى أن "ريمديسيفير" قد يكون مرشحاً واعداً للعلاج من "كورونا ميرس" MERS لكن ذلك يستدعي المزيد من التجارب السريرية.
بالإضافة إلى ذلك، قالت المنظمة إن "التأثيرات الواسعة المضادة للفيروسات لدواء "ريمديسيفير" remdesivir قد تجعله مفيداً ضد فيروسات "كورونا" الأخرى.
يقول صانعو الدواء إن هذا يشمل نوع الفيروس الذي يظهر في الصين حالياً.
ترجمة: هيثم مزاحم